العرس الكروي العالمي

تدب الحياة وبتسارع كبير في عروق بطولة كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة، فوصلت إلى عمان كل الفرق المشاركة للتعود على أجواء البطولة والتدرب على ملاعبها وملامسة الأجواء الرياضية النظيفة، التي هيأتها اللجنة المنظمة المحلية لهذا العرس الكروي النسوي العالمي.اضافة اعلان
فنادق عمان رحبت بالفرق القادمة من كل قارات الدنيا للمشاركة في البطولة والتعرف على الأردن الحضاري الآمن المستقر، وكانت فرق فنزويلا والبرازيل وكندا وإنجلترا وغانا والكاميرون واليابان أول الفرق المشاركة التي وصلت مبكرا.
ستادات البطولة الأربعة وملاعب التدريب والصالات المصاحبة أصبحت أمرا مشرفا نعتز به، لأنها تليق ببطولات دولية أشاد الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بها، وهي من أهم مزايا الإرث الذي ستتركه البطولة بعد انتهائها بالإضافة لأمور أخرى كثيرة.
أبدعت وزارة الشباب وأمانة عمان الكبرى في دعم البطولة خاصة تجديد دماء الاستادات والملاعب فنقلتها نقلة نوعية مشرفة.
منتخب النشميات بدأ مستواه يتحسن من خلال اللقاءات الودية وكذلك الخبرة التي وفرت له مجموعة جيدة من المدربين والمساعدين والمباريات التجريبية التي سبقت البطولة، وأيضا الشعور بالمسؤولية الملقاة على هذا المنتخب النقي من المحترفات، والذي يعتمد على جيل جديد من اللاعبات الشابات؛ حيث يتطلع اتحاد الكرة برئاسة سمو الأمير علي بن الحسين وأيضا اللجنة المنظمة الأهلية، ليكون هذا المنتخب منتخب المستقبل الكروي النسوي، بعد أن أصبحت بطولة كرة القدم النسوية المتقدمة تضاهي أحيانا في شعبيتها كرة القدم للرجال.
علينا أن ندرك أن عددا كبيرا من اللاعبات المحترفات في العديد من الفرق المشاركة حتى ولو تحت 17 عاما، ما يجعل هناك فارقا في المستوى بين أداء المحترفات والفرق التي تعتمد على اللاعبات الهاويات كمنتخبنا للشابات تحت 17 عاما، ولهذا فإن إقامة البطولة في الأردن لا تعني بالضرورة الفوز بالبطولة وإن كنا نتمنى ذلك.
16 منتخبا من العالم ستتنافس لنيل شرف الفوز بالبطولة المهمة بصفتها إحدى أهم بطولات الاتحاد الدولي "الفيفا"، إلا أنهم أيضا سيتعايشون معنا وسيطلعون على الأردن بما فيه من عراقة وتاريخ وتراث وسينقلون الصورة وفقا لما سيوفره الجميع لها من أجواء إيجابية.
وسائل الإعلام الرياضي العالمية ستكون حاضرة لنقل رسائل يومية متكاملة مع حيثيات كل جوانب البطولة والأردن كبلد فاعل في العالم.
ما كنت أتمناه أن يكون هناك إعلام محلي حقا وحقيقة، فهناك فرق شاسع بين الاهتمام الإعلامي المحلي والإعلام في الخارج، خاصة الدول المشاركة في البطولة، فهناك جهات إعلامية رياضية محلية أدت واجبها في التغطية حتى الآن وجهات أخرى محلية لا وجود حقيقيا لها دعما لهذه البطولة التي تجسد طموحات كثيرة للشابة والمرأة ليس فقط بالنسبة للعبة بل بالنسبة للمستوى الذي وصلته المرأة الأردنية في المجالات كافة.
جهود متميزة بذلتها اللجنة المنظمة المحلية لكي تنطلق البطولة في موعدها بشكل دقيق ولتنفيذ البرنامج المعد للمباريات والتدريب والزيارات مع توزيع المسؤوليات لإنجاح هذا الحدث الرياضي الكبير، خاصة الحضور الجماهيري الذي نتمنى أن يتواجد في كل المباريات وفي مقدمتها مباريات منتخب النشميات، فالجمهور من أهم معايير نجاح البطولة إن شاء الله.