العروض العربية تغيب عن "بيروت للرقص المعاصر"

ملصق مهرجان "بيروت للرقص المعاصر"-(أرشيفية)
ملصق مهرجان "بيروت للرقص المعاصر"-(أرشيفية)

بيروت- انطلقت مؤخرا الدورة الحادية عشرة من مهرجان "بيروت للرقص المعاصر- بايبود" بعرض عنوانه "طرب" لفرقة سويسرية، ويستضيف المهرجان الذي يختتم في السادس والعشرين من الشهر الحالي عروضا أوروبية، فيما تغيب العروض العربية هذه السنة.اضافة اعلان
وضم عرض "طرب" لفرقة "7273" السويسرية سبعة راقصين تمايلوا كالأفاعي على موسيقى بدأت بطيئة ثم تسارع ايقاعها مع تطور العرض الذي غابت عنه الديكورات واقتصر على إضاءة خافتة وأنغام خاصة وتكرار لحركات جعلته صوفي الأجواء.
واعتبرت الراقصة اللبنانية ميا حبيس التي تسلمت إدارة المهرجان من مؤسسه عمر راجح هذه السنة، أن استمرار "بايبود" بمثابة "معجزة"، وقالت إنه مناسبة سنوية "تعكس رؤية وأحلاما".
وشددت في افتتاح المهرجان على أن "عروض الرقص المعاصر أكثر من مجرد رقص؛ إذ هي وسيلة للنظر إلى عمق الحياة ونقل قيم معينة، كالكرامة والمثابرة والاحترام".
ورأت حبيس "أن جسد راقص واحد يستطيع التعبير عن العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية".
وأضافت "الرقص يعيدنا إلى حقيقة وجودنا ويطرح أسئلة حول الهوية. لديه القوة أن يجمعنا متخطيا الحدود والحواجز".
وأوضحت حبيس أن "ما يميز الدورة هذه السنة أن العنصر الموحد بين العروض العشرة المختارة هو اللقاء والحميمية".
ويلحظ برنامج المهرجان عروضا لفرق عالمية بارزة وراقصين ومصممي رقص معاصر من بلجيكا وسويسرا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والسويد وهولندا وهنغاريا وإسبانيا. وتتوزع العروض بين ثلاثة مسارح في العاصمة اللبنانية.
وعزت حبيس غياب العروض العربية عن البرمجة إلى "قدرة المهرجان المحدودة على تغطية التكاليف المادية المترتبة على استقدام العروض العربية ودعمها".
وقالت "كان من المفترض أن يتخلل البرنامج ثلاثة عروض، ولكن لم نجد أي جهة داعمة في حين أن استقدام الفرق الأوروبية تدعمه مختلف المراكز الثقافية الموجودة في لبنان".
غير أن إدارة "بايبود" دعت عشرة راقصين من لبنان وسورية والمغرب وفلسطين وإيران ليشاركوا في الدورة الرابعة لملتقى "ليمون" الذي يقام على هامش المهرجان؛ حيث يتبادلون الخبرات والأفكار ويعملون على مدى يومين في مقامات بيت الرقص في منطقة الشوف في جبل لبنان.
وسبق الافتتاح معرض للفنان البلجيكي جوليان مير عرض لتجهيزين مستوحيين من التصاميم الرقمية الثلاثية البعد، الأول عبارة عن وحدات معدنية معلقة بخيوط شفافة، منها ما هو أفقي والآخر عمودي، تفتح وتقفل بعضها على بعض عبر نظام خاص، أما التجهيز الثاني فعبارة عن فيلم ثلاثي الأبعاد نفذ بطريقة "ستريوليتوغرافيا".
ويعد مهرجان بايبود الذي تنظمه فرقة مقامات للرقص المعاصر من أبرز مهرجانات الرقص في لبنان والمنطقة، وقد انطلق العام 2004 بمبادرة من الراقص والكوريغراف اللبناني عمر راجح.
ويشهد لبنان في الآونة الأخيرة ازدهارا في الحركة الثقافية وفي إقامة المهرجانات الفنية الكبرى، ومنها مهرجانات دولية عريقة، إضافة إلى المعارض والملتقيات والإنتاج السينمائي، رغم الانقسام والتوتر السياسي الذي تعيشه البلاد والاضطرابات الأمنية المتفرقة التي تسجل بين الحين والآخر، والتي فاقمتها الاضطرابات في سورية المجاورة. - (أ ف ب)