العسوفي: سلوك الآفات الزراعية يتطور ويؤثر سلبا على سلامة الغذاء

ذبابة ثمار الزيتون
ذبابة ثمار الزيتون
عبدالله الربيحات عمان - رغم مما حققته المبيدات من نجاح في مكافحة الآفات الزراعية، إلا أن استعمالها بشكل مكثف وواسع تسبب في بزوغ العديد من المشاكل البيئية، فضلًا عن تطور في سلوك الآفات الزراعية، وبالتالي التأثير سلبًا على سلامة الغذاء، وفق الباحث في المركز الوطني للبحوث الزراعية، الدكتور حسان العسوفي. وقال العسوفي، في تصريح صحفي لـ"الغد"، إن ذلك جعل العالم يتجه لتطبيق استراتيجيات في مكافحة الآفات الزراعية، والتقليل من تأثيراتها الجانبية، وفي الوقت نفسه ضمان إدارة فعالة واقتصادية للآفات، والمحافظة على الأنظمة (الايكولوجية) البيئية. وأوضح أن الإدارة المتكاملة للآفات الزراعية هي إستراتيجية تقوم على أساس بيئي، وتشمل مجموعة من الإجراءات والتقنيات المناسبة، ضمن برامج تعتمد على عوامل الموت الطبيعي والإرباك الفسيولوجي والسلوكي للآفة. وأضاف العسوفي أن الإدارة المتكاملة للآفات تنتهج أساليب الرصد والمراقبة لحركة وتطور الآفة، كما تعتمد ربط جميع المتغيرات وعلاقاتها مع بعض وتأثيرها على مجتمع الآفة، مثل ظروف الطقس ونوع المحصول والأعداء الحيوية وكلف المكافحة الكيميائية، والعائد الاقتصادي للمحصول وغيرها من العوامل. وتابع رغم أن الآفات الزراعية ظاهرة حتمية في نظم الزراعة، إلا أن تأثيرها يعتمد على الاستراتيجيات والإجراءات المتبعة على إدارة المحصول وبيئته والآفة معًا، سواء كان ذالك إيجابًا أم سلبًا، مبينًا أن للآفات الزراعية تأثيرًا على الحاصلات الزراعية. وتُقدر خسائر الإنتاج الزراعي نتيجة الآفات بحدود 30 % من جملة الإنتاج عربيًا، فيما تُقدر كلف المكافحة بنحو 25 % من مجمل تكاليف الإنتاج، فضلًا عن الأثر البيئي والصحي لعمليات المكافحة، حسب العسوفي. وأشار العسوفي إلى أن توجه العالم لإدارة الآفات الزراعية، بدلًا من التركيز على المبيدات، أصبح أمرًا واضحًا، بُغية المحافظة على النظم البيئية وإعادة التوازن البيئي بكل مكوناته. ومحليًا، قال العسوفي إن المركز الوطني للبحوث الزراعية له دور بارز في تبني وتطبيق استراتيجيات المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية بمختلف أنواعها، وذلك من خلال الأبحاث التطبيقية المنفذة في مختلف المناطق والنظم البيئية على امتداد الوطن. وأشار إلى دراسات بحثية وتطبيقية نُفذت في المركز، كشفت عن أن استخدام المصائد الفرمونية الجنسية أدت لإرباك التزاوج في مجتمع آفة عثة ثمار التفاح، وتخفيض أثرها الاقتصادي إلى ما دون 5 %، بلا استخدام مبيدات كيميائية. كما كشفت دراسة أخرى عن أن استعمال المصائد الغذائية الجاذبة لذبابة ثمار الزيتون، ساعدت في تقليل نسب الإصابة بهذه "الذبابة"، بالإضافة إلى المساهمة في تحديد الوقت الأنسب للمكافحة، وتقليل كلف المكافحة الكيميائية، على ما أضاف العسوفي. يُذكر أن المصائد الغذائية الجاذبة ذات كلف بسيطة تكاد لا تذكر، وقد تم تعميمها من قبل "البحوث الزراعية"، وتبنيها من قبل مزارعي الزيتون وعلى نطاق واسع، بينما عمل المركز على تشجيع وتنفيذ المدارس الحقلية للمزارعين والسيدات الريفيات، كأحد الوسائل الهادفة لتوعيتهم وتدريبهم ورفع كفاءتهم على الممارسات الزراعية الجيدة لإدارة الآفات الزراعية بشكل متكامل، وعدم التركيز على استخدام المبيدات، فضلًا عن الحفاظ على النظام البيئي وسلامة الإنتاج.اضافة اعلان