العصر الذهبي لحماس

معاريف

افرايم غانور

اضافة اعلان

قال الراحل اريك شارون ذات مرة عن بنيامين نتنياهو: "أنت رئيس الوزراء الأكبر الذي كان لنا في خلق الأوهام". تتدبر هذه الجملة تماما مع نتنياهو الأيام الاخيرة، الذي لا يكف عن تهديد حماس، والتبشير بان حماس تلقت ضربة أليمة في الوقت الذي يتلقى غلاف غزة الصواريخ وقذائف الهاون. عشر سنوات من ولاية نتنياهو هي العصر الذهبي لحماس. في اثناء هذه الفترة اصبحت وحشا مع صواريخ بعيدة المدى وقدرة على حفر الانفاق الهجومية الى داخل الاراضي الاسرائيلية. وحتى الطائرات الورقية والبالونات تهدد سكان الجنوب. حماس غير مردوعة. وهي التي تملي علينا جدول الاعمال، وليس فقط في منطقة الغلاف.
لقد وعد نتنياهو بتصفية حماس. وكما هو معروف، فانه يواصل عمل ذلك حتى اليوم. ولكن الحقيقة يجب ان تقال. رئيس الوزراء عديم الوسيلة. ثمة من سيصفون سلوكه بشكل دبلوماسي اكثر: "هو يعمل بتفكر ويسعى لان يستنفد كل الخيارات قبل أن يدخل جنود الجيش الإسرائيلي إلى غزة في حملة برية اخرى".
بالمقابل، لم نرَ لدى نتنياهو ذات التفكر الشهير عندما طلب منه أن يجد حلولا لمشكلة غزة. مثل ايجاد حل لازمة مليونين من الناس من القطاع. فالملايين التي تأتي من قطر تشتري الهدوء، ولا تنتج عملا ورزقا. لعل رئيس الوزراء اعتقد بان المشكلة الانسانية لغزة ستختفي من تلقاء ذاتها. ولكن حتى عندما يكون نتنياهو قرر بانه يجب العمل وضرب حماس، فان هذا يكون دوما على سبيل ضربة واحدة ولم ننتهِ. نصف عمل، في افضل الاحوال. هكذا اصبح سكان الغلاف رهائن لدى الإرهاب، بل انهم مطالبون بان يروا بذهول كيف تدخل دولة إسرائيل في حالة تأهب حربي حين يسقط صاروخ واحد فقط في منطقة الشارون.
لقد اصبحت حماس والجهاد الاسلامي ذراع ايران في الحدود الجنوبية لاسرائيل. لقد حان الوقت لنعمل حيال هاتين المنظمتين بالقوة ولكن ايضا على اسرائيل أن تجند الرئيس ترامب والدول العربية المعتدلة لبناء خطة لاعادة تأهيل القطاع وسكانه. ضخ الأموال واقامة بنى تحتية لانتاج عمالة، لبناء افق. اما حماس بالمقابل فينزع سلاحها. لن يكون سهلا اقناعها، ولكن الضائقة المدنية في القطاع تشهد على أن المنطقة قد تكون ناضجة لخلق تغيير. لا ينبغي أن ننسى: سكان غزة هم ايضا يعانون من منظمة الإرهاب التي تقودهم. وستكون حماس مطالبة بالتوازي ان تنضم إلى السلطة الفلسطينية لتنفيذ خطة السلام الأميركية، صفقة القرن، التي من المتوقع ان تعرض قريبا. كل هذا السيناريو يبدو خياليا، ولكن لا سبيل آخر لخلق هدوء وتحقيق عهد جديد في العلاقات مع الفلسطينيين. اما اذا عارضوا رغم ذلك الخطوة التاريخية فستكون لاسرائيل الشرعية للعمل ضد حماس حتى القضاء عليها.
لا يوجد طريق وسط: إما المصالحة أو القتال. كل ما هو في الوسط وهم يخدم مصلحة حماس وهو ضد إسرائيل. إيران تصبح نشطة أكثر فأكثر في غزة والخطر من هناك سيزداد فقط.
ان سياسة الضربات ووقف النار لا يمكنها أن تستمر. على غزة أن تكون في رأس جدول أعمال رئيس الوزراء التالي؟.