العقبة: ارتفاع أعداد الكلاب الضالة في شوارع وأحياء المدينة

أحمد الرواشدة العقبة - تحولت المناطق السكنية في العقبة وشوارعها الى مرتع للكلاب الضالة في منظر يؤرق الزوار والمواطنين. وتسببت الكلاب الضالة في عقر لأحد أطفال مدينة العقبة، وتم علاجه بـ 19 غرزة بفمه وانفه، اضافة الى انقاذ طفل قبل يومين من فك كلب في الشارع العام. فيما تحولت ظاهرة الكلاب الضالة في العقبة الى واقع ملموس يعيشه السكان الذين بشكل يومي وسط تعالي اصوات الاهالي في الاحياء السكنية بضرورة ايجاد حل للمشكلة التي تؤرق الجميع . أهالي العقبة يصفون أن الظاهرة أخذت بالازدياد خاصة في الشوارع العامة وبين الاحياء السكنية، حيث اصبحت مرافقة للزوار والمواطنون بشكل كبير جدا وغير مألوف وخاصة في الليل. ويخشى الاهالي والزوار من الخروج منفردين ليلاً مع بروز ظاهرة انتشار الكلاب الضالة بطريقة تثير حالة من الهلع والرعب للاطفال وتشكل تهديداً للسكان والبيئة في العقبة المدينة السياحية الاولى في المملكة. المواطن محمد الخولي يقول في حديث للـ"الغد"، إن الكلاب الضالة في العقبة اصبحت حديث الشارع العقباوي على وسائل التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي، مؤكداً ان انتشارها بهذا الشكل دون وجود ارادة حقيقية لمعالجتها تشكل خطرا تهدد حياة المواطنين، سيما الأطفال وكبار السن، بالإضافة إلى المخاطر التي تلحق بالبيئة والصحة بشكل عام، الى جانب محاولتها خاصة في ساعات الليل من مهاجمة الأشخاص بما فيهم الأطفال خصوصاً إذا كانوا منفردين. ولا توجد احصائيات رسمية لعدد الكلاب الضالة في العقبة لكن تشير جهات غير رسمية ان عدد الكلاب في المدينة تجاوز 3000 كلب. ورغم وجود ملجأ للكلاب بين الجبال لأن يكون للكلاب الضالة والمتخلى عنها في العقبة، بعد التقاطها من شوارع وأحياء المدينة الساحلية، معتمدة في ذلك على جهود ومبادرات متطوعين الا انها لم تحل المشكلة وبقيت الى هذا اليوم حديث ابناء العقبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ويجمع ملجأ الكلاب أكثر من 300 كلب متخلى عنه وضال، بعد أن وجدت تلك الكلاب ملاذا لها لتأكل وتعالج من قبل فريق تطوعي يجمع الطبيب والمهندس ومحبي الكلاب، والذين يسخرون أغلب وقتهم بالعمل التطوعي. ويشير المواطنون في الاحياء السكنية ان الكلاب تنتشر في كل مكان وفي كل شارع وخصوصا في الليل وتنتقل كقطعان امام الزوار وعلى مرأى المسؤولين وهذا الأمر أصبح خطراً و كابوساً حقيقياً يعيشه أبناء العقبة . ويشير المواطن احمد الرياطي أن اعداد الكلاب تنامت في العقبة المدينة السياحية حيث اصبحت اكثر من الزوار، حتى وصلت الى حد القطعان، مشيرا أنها تجول بين احياء المدينةوالمحلات التجارية، والحقت أضرارا بالسكان، وشكلت حالة من الهلع للاطفال والنساء، مؤكدا انه وبالرغم من كل الجهود المبذولة الا أن هناك مشكلة قائمة في انتشار الكلاب الضالة التي ما زال اغلبها طليقا في الأحياء. وتسعى سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الى السيطرة على الظاهرة واخفائها من الشوارع والأحياء بالتعاون مع جمعية الربيع لحماية البيئة والحيوان. وبين مصدر مسؤول في سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة ان السلطة تقوم بتجمع الكلاب بواسطة أقفاص خاصه ثم يتم ارسالها لملجأ خاص في للسطلة وتشغله جمعية الربيع لحماية البيئة والحيوان ، منوها الى ان الفرق المختصة تجمع 20-30 كلبا يوميا ، مبينا ان حصيلة ما تم ادخاله للملجأ يشكل نسبة 20% فقط من العدد الاجمالي للكلاب. وكانت سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة قد انشأت ملجأ بكلفة 10 الاف دينار ليضم 220 كلبا وبعض الحيوانات الاخرى في منطقة الشامية شمال مدينة العقبة بكلفة شهرية 2500 دينار، حيث تقوم السلطة بتقدم الدعم المادي واللوجستي والجمعية تقوم على تقديم الدعم الفني والطبي وعمليات العقم للحد من تكاثر الكلاب. وبين نائب رئيس جمعية الربيع لحماية البيئة الدكتور عبد الله العثامنة، ان الجمعية تأسست عام 2013 لتعنى بجمع الكلاب الضالة في مدينة العقبة وتقديم الرعاية لها، بالاضافة الى اجراء العمليات الجراحية من خلال تعقيمها لمنع تكاثرها. واشار الى ان سلطة العقبة الخاصة التي وفرت قطعة الارض بين الجبال قريباً من المنطقة السكنية التاسعة، تستقبل شكاوى المواطنين بوجود الكلاب الضالة في مناطق سكنية مختلفة، حيث تقوم بإرسال هذه الشكاوى إلى الجمعية، لتقوم الجمعية بجمع الكلاب ووضعهم في الملجأ، ومن ثم اجراء عمليات جراحية لها لمنع تكاثرها، بدلا أن تكون هذه الحيوانات ضحية رصاص أو أي سموم قاتلة ربما يقع ضحيتها ايضاً الانسان. وبين العثامنة، أن ملجأ الجمعية يستقبل نحو ثلاثة كلاب ضالة يوميا، مشيرا الى ان الملجأ يتألف من قاعات للكلاب حسب نوعها، وأخرى للكلاب الصغيرة وساحة، فيما يقوم عدد من المتطوعين بخدمة الكلاب من خلال إطعامهم ومعالجتهم وفرزهم. وقال الطبيب البطري المتطوع لدى جمعية الربيع منتصر المنسي ان الجمعية بدأت تلحظ تواجد الكلاب من جديد بين احياء المدينة وفي الاسواق، مؤكداً ان الجمعية تطالب السلطة وبموجب كتب رسمية واكثر من مرة بإيجاد مكان آخر أكبر من الملجأ الحالي لانشاء ملجأ جديد للحيوانات الضالة في العقبة، ولكن دون جدوى، مشيرا ان جمعية الربيع مع الحد من تواجد الكلاب الضالة و بطرق حضارية بعيدة عن القتل بشتى الطرق، وتحت طائلة المسؤولية القانونية و الدستورية والتي تنص على ان قتل الحيوانات بدون سبب جرم يعاقب عليه القانون. [email protected]اضافة اعلان