العقبة: استحقاق العودة للمدارس.. شوق طفولي وكابوس أسري

محل لبيع المستلزمات المدرسية حيث الاقبال لا يزال ضعيفا وشكاوي من ارتفاع الأسعار - (الغد)
محل لبيع المستلزمات المدرسية حيث الاقبال لا يزال ضعيفا وشكاوي من ارتفاع الأسعار - (الغد)

أحمد الرواشدة - في شرود مطول، يقطعه تنهد يعبر عن حيرة وإحباط، يمضي حامد -اسم مستعار- وقتا طويلا بالتفكير، في محاولة لحل معادلة تأمين مستلزمات أبنائه المدرسية من راتبه المتواضع، في استحقاق سنوي اقترب موعده، فيما سؤال أطفاله اليومي "متى سنشتري للمدرسة يا بابا؟" أقسى على مسمعه من عبء الحياة.

اضافة اعلان


حامد، كغيره من أرباب أسر عديدة في محافظة العقبة، يجدون في كل عام صعوبة بتأمين مستلزمات أبنائهم المدرسية، على أن هذا العام قد يبدو أصعب بعد ارتفاع متوال على أسعار كافة المستلزمات ومنها مستلزمات الدراسة.


في المقابل، بدأ تجار المواد القرطاسية في مدينة العقبة استعدادهم لموسم العودة إلى المدارس، فيما آهات الأسر من ارتفاع الأسعار لا تنسجم وطموحات تجار انتظروا كثيرا هذه المناسبة للحد من تبعات ركود استمر طويلا وأرهق تجارتهم، في حالة اعتبرت بـ"السابقة" في وصف لما عانت منه الاسواق نتيجة ضعف الإقبال.


بين أوجاع الأسر وآمال التجار تتواصل جهود جمعيات خيرية من أجل إعادة التوازن، بين تأمينها لمستلزمات الأسر تارة ومناشدات توجه الأنظار الى دعم عملية العودة للمدارس.


وتكاتفت جمعيات خيرية في العقبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمناشدة المواطنين على جمع الكتب المدرسية القديمة وخاصة المرحلة الثانوية للتبرع بها لأسر محتاجة داخل قصبة العقبة والاطراف، بالاضافة الى كسوة مدرسية للمحتاجين خاصة بعد ارتفاع بعض اصناف المستلزمات المدرسية.


واثقل ارتفاع اسعار مستلزمات الادوات المدرسية كاهل بعض الاسر في محافظة العقبة خاصة من لديها اكثر من 3 او 4 اطفال على مقاعد الدراسة.


يقول مواطنون التقتهم "الغد" إن هناك ارتفاعا ملحوظا في بعض أصناف القرطاسية خاصة الدفاتر والزي المدرسي، مؤكدين انهم حالياً يكتفون بمتابعة الاسعار وملاحظة العروض من قبل المحال التجارية والمكتبات لحين استلام رواتبهم الاسبوع المقبل لشراء ما يمكن ان يلبي طموح ابنائهم من مستلزمات المدارس.


وبين المواطن محمد صقر ان المستلزمات الدراسية في العقبة ارتفعت مقارنة بالعام الدراسي الماضي، مؤكداً انه جال بعض المكتبات الخاصة ببيع المواد للعام الدراسي المقبل ولاحظ ارتفاعاً ملموساً في بعض اصناف المستلزمات بما فيها الزي المدرسي والدفاتر بكافة أحجامها.


ويصعب على بعض الأسر في محافظة العقبة تأمين كافة أبنائها من زي مدرسي وقرطاسية، فيما تلجأ الى تأمين أكبر عدد ممكن منهم وتأجيل البقية للشهر المقبل.


يقول محمد عبد الله القادم من لواء القويرة ولديه 5 ابناء على مقاعد الدراسة، إن وضعه المادي صعب للغاية ولا يستطيع تأمين احتياجات أبنائه الـ 5 من المستلزمات المدرسية خاصة وان ابنه الأكبر على مقاعد الثانوية العامة، مشيراً إلى أنه يعتزم شراء بعض المستلزمات لأبنائه الثلاثة في المرحلة الاساسية الاسبوع القادم عند استلام راتبه ويكمل بقية المستلزمات لمن تبقى من ابنائه الشهر المقبل.


على صعيد متصل، بين تجار لـ "الغد" أن الإقبال على المستلزمات المدرسية في الوقت الحالي ما يزال محدودا، فيما يتوقعون أن تنشط الحركة خلال الأسبوع القادم تزامنا مع قرب بدء العام الدراسي واستلام المواطنين لرواتبهم

وبين التاجر محمد عطيه أن النشاط التجاري على شراء الزي والحقائب المدرسية محدود في الوقت الحالي جراء استنزاف دخول المواطنين خلال الفترة الماضية، متوقعاً ان تنشط الحركة خلال الأسبوع المقبل مع بدء صرف رواتب العاملين في القطاعين العام والخاص، لافتا الى ان بعض المستلزمات طرأ على اسعارها ارتفاع.


وأشار صاحب مكتبة قرطاسية في العقبة، محمد بشير إلى أن نشاط الحركة التجارية في المكتبات على شراء مستلزمات المدارس والقرطاسية خلال الفترة الحالية محدود مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مؤكداً أن الأسابيع التي تسبق العام الدراسي الجديد تعد موسما رئيسا لأصحاب المكتبات من أجل زيادة النشاط التجاري وتعويض حالة الركود التي شهدتها الأسواق خلال الأشهر الماضية.


واضاف ان ارتفاع الورق عالميا انعكس على اسعار الدفاتر التي شهدت ارتفاعا مقارنة بالسنوات الماضية.


من جهته، قال نائب رئيس غرفة تجارة العقبة احمد الكسواني ان الغرفة تتابع بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة على رأسها مديرية صناعة وتجارة العقبة شكوى المواطنين والتجار من أي ارتفاع وتوفر مستلزمات المدارس، مشيرا إلى أن فرق الرقابة التابعة لمديرية صناعة العقبة كثفت حملاتها الرقابية على المكتبات والمراكز التجارية التي تبيع القرطاسية للتأكد من التزامها بالأسعار.


الى ذلك، رجح ممثل قطاع الألبسة والأحذية والأقمشة والمجوهرات في غرفة تجارة الأردن اسعد القواسمي في تصريح صحفي له "أن الطلب على التجهيزات المدرسية للعام الدراسي الذي سيبدأ نهاية الشهر الجاري سيلبي طموحات العاملين في قطاع التجهيزات المدرسية بكافة أصنافها من الزي والأحذية والحقائب"، مؤكدا "أن كافة المستلزمات متوفرة في الأسواق المحلية وتغطي الطلب".


وتوقع القواسمي ازدياد الطلب على شراء الزي المدرسي مع بدء صرف رواتب شهر آب (اغسطس) الحالي وقرب موعد بدء العام الدراسي الجديد، معتقدا عودة وضع مستلزمات المدارس على سلم أولويات الإنفاق للمواطنين نتيجة الدراسة الوجاهية والعودة الطبيعية للمدارس والتي ستسهم بنشاط الحركة التجارية في الأسواق خلال الأيام المقبلة.


وبين أن أسعار الملابس والحقائب والأحذية ما زالت عند مستوياتها للأعوام السابقة، حيث يراوح سعر الزي المدرسي الحكومي للذكور والإناث ما بين (5 - 10) دنانير والذي يتفاوت وفقا للفئات العمرية والدراسية.


وبين أن أسعار الأحذية والحقائب مستقرة ولم يطرأ عليها أي ارتفاع رغم زيادة التكاليف، منوها إلى أنه قد يكون هناك منافسة بين التجار نظرا لقلة السيولة لتقديم تخفيضات وعروض بغية تصريف بضائعهم.


في ذات السياق، أبدى نقيب أصحاب المكتبات والقرطاسية، محمد حجير، تفاؤلا بالإقبال على شراء القرطاسية ومستلزمات الدراسة للعام الدراسي الجديد، مؤكدا الاستعداد الكبير من قبل العاملين في القطاع بتوفير جميع مستلزمات الطلاب من القرطاسية والاحتياجات المدرسية.

اقرأ المزيد :