العقبة: نقص التمويل يغلق المركز الوحيد لرعاية ذوي الاعاقة

default
العقبة: نقص التمويل يغلق المركز الوحيد لرعاية ذوي الاعاقة

أحمد الرواشدة

العقبة- أدى نقص التمويل لمركز جمعية الثغر لرعاية المعاقين في محافظة العقبة، لإغلاق هذا المركز الوحيد الذي يعنى برعاية ذوي الاعاقة وتأهيلهم، بعد 40 عاما على انشائه، ما يعني فقدان منتفعيه للرعاية التي كان يقدمها لاكثر من 35 طفلا من ذوي الاعاقة.

اضافة اعلان


ويعاني ذوو طلبة معوقين من عدم توافر الرعاية اللازمة لهم، بخاصة وأن الجمعية هي الجهة الوحيدة التي كانت تعنى بهم منذ اربعة عقود، وكانت توفر لهم خدمات مختلفة، تتقدمها الرعاية الخاصة والتأهيل والتدريب وتعديل السلوك وخدمات الطعام.


وأغلق مركز رعاية المعوقين في الجمعية، الذي كان يعمل فيه 7 عاملين، بينهم 3 معلمات، ومديرة، وسائق وآذنة ومحاسب، منذ بدء جائحة كورونا، تحت ضغط الضائقة المالية.


وقالت ام رنيم، ولها ابنة في الـ18، تعاني من اعاقة عقلية وتشنجات، كانت تتلقى خدمات من المركز، إن "ابنتي تزداد حالتها سوءا يوميا، ونقدم تكاليف علاج لحالتها اكثر من 200 دينار شهريا، لانعدام توافر مراكز متخصصة واطباء نفسيين لهذه الفئة، ما يزيد معاناتنا بالسفر الى عمان، ودفع تكاليف مالية اضافية".


وأضافت قائلة إن "ابناءنا يموتون كل يوم في المنزل، وتزداد حالتهم سوءا جراء إغلاق مركز الجمعية، منذ بدء الجائحة"، مؤكدة ان "المركز كان يؤوي هذه الفئة، ويسهم بتعديل سلوكهم، كما انه متنفسهم الوحيد في محافظة العقبة".


وأكد اهالي منتفعين من المركز، انهم يعيشون في حالة صعبة للغاية منذ اغلاقه مع بدء الجائحة، ما ادى لإرباك حياتهم اليومية.


ولفتوا الى انه، كان يقدم الخدمات للطلبة من ذوي الاعاقة ويرعاهم، ويحمل عبئا عن ذوي الاطفال طوال اليوم، لحين اعادتهم الى اسرهم في نهاية اليوم.


وأشاروا الى ان اغلاق المركز جاء نتيجة أزمة مالية يعيشها المركز والجمعية، بسبب عدم الدعم من الجهات الرسمية، لدفع بعض التزاماتها من سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة، والتي تدعم المركز عن طريق أجرة أكشاك تصل الى 6500 دينار سنويا، لكنها خلال هذه السنة الحالية لم يجر تحويل هذا المبلغ.


وتقول ام مراد أن ابنها الذي يبلغ 20 عاما، ويعاني من التوحد ان "المركز كان يؤوي تلك الفئة التي بحاجة لرعاية خاصة على ايدي معلمات ذات اختصاص ومؤهلات، لكننا اليوم نواجه تحديا لعدم وجوه جهة ترعى أبناءنا وتؤهلهم.


واكدت ان "مراد كسر كل شيء موجود في المنزل، نظراً لحالته التي لا تغفل عيني عنه"، بالاضافة الى صعوبة الخروج من المنزل، والتي "في أي لحظة لا قدر الله تصيبه تشنجات، خوفاً من سقوطه على رأسه وإيذاء آخرين".


مديرة المركز مريم الحوراني، قالت ان المركز عجز عن تقديم خدماته الى منتفعيه الـ35 وهم من مختلف الاعمار لشح الموادر المالية، مؤكدة انه يقدم خدماته لهذه الفئة منذ عقود.


واكدت الحوراني أن المركز، يتلقى بدل استئجار اكشاك من سلطة العقبة قدره 6000 دينار سنويا، لكن لم يجر تحويل المبلغ، وهذا ما ادى الى عدم قدرته على الاستمرار بتقديم خدماته أو التغلب على مصاريفه التشغيلية، وتغطية رواتب عامليه ومصاريفه الاخرى، مشيرا الى ان الجائحة ساهمت بوقف دعم الشركات الخاصة له، والتي كانت تقدمها سنويا من باب المسؤولية المجتمعية.


من جهته؛ قال مدير التنمية الاجتماعية في المحافظة محمد الطورة، ان الحكومة مهتمة بهذه الشريحة، وتحرص على توفير سبل الحياة الكريمة لها ولأسرها، مشيدا بدور الجمعية الريادي والخيري في هذه المهمة، مبديا وقوف المحافظة وراء كل ما من شأنه دعم الجمعية ومساعدتها على أداء رسالتها الانسانية.


وبين الطورة أن وزارة التنمية، تدعم كل منتفع عن طريق شراء خدمات له في المركز بـ70 دينارا شهريا، واجمالي هذا المبلغ لا يكفي لتغطية مصاريف المركز التشغيلية.


وبين أن المركز يحصل على دعم من جهات مختلفة، تمكنه من الاستمرار، لكن احدى الجهات لم تلتزم بدفع ما عليها، وهذا بدوره ادى لاغلاق المركز لعدم استطاعته دفع رواتب عاملي المكان ومصاريفه التشغيلية، مؤكداً ان دور وزارة التنمية اشرافي رقابي وليس دعما كاملا للمركز.

 

 

إقرأ المزيد :