العقبة: نقص في المدارس والمعلمين

أحمد الرواشدة

العقبة- يعاني قطاع التربية والتعليم في محافظة العقبة العديد من الاختلالات رغم التطور الكبير المتسارع الذي يشهده المنفذ البحري الوحيد للأردن من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والمالية والتطويرية.اضافة اعلان
وتكمن هذه الاختلالات في تردي البنية التحتية للمدارس واكتظاظ الصفوف والذي وصل إلى 53 طالبا في إحدى شعب مدارس المحافظة، رغم افتتاح عدد من المدارس في مختلف مناطق المدينة، إضافة إلى النقص الحاد في معلمي التخصصات العلمية في المدارس الرئيسية، رغم تبني القطاع الخاص لبعض المدارس الحكومية.
وحسب دراسة أعدت لهيئة شباب كلنا الأردن، فقد تبين أن "معظم المحافظة تعاني من نقص في عدد المدارس مقارنة بالتضخم السكاني للمدينة، إضافة إلى نقص في أعداد المدرسين، وعدم توفر تخصّصات الزراعي والشرعي في المدارس الثانوية، وعدم استقرار المعلمين لكون الكثير منهم من خارج المحافظة وعدم وجود الحوافز".
وأظهرت الدراسة بروز "مشكلة الدروس الخصوصية وعدم وضع معايير في اختيار المعلّمين، وعدم تنوّع الأساليب التعليمية في المدارس والكلية الجامعيّة، إضافة إلى عدم توفر مدرسة في المنطقة التاسعة، مع الإشارة إلى أن قطعة الأرض متوفرة وهي ذات رقم (294) ورقم حوض (23)".
وشكا أولياء أمور وسكان منطقة الشامية من الاكتظاظ الكبير في مدرستي الرابية للذكور والإناث، حيث يجبر الطلاب على الدوام المدرسي الساعة السادسة والنصف بسبب نقص الغرف الصفية التي لا تستوعب طلاب المنطقة.
ويقول شهاب كريشان أن المنطقة تقطنها أكثر من ألف عائلة جديدة ضمن مشروع سكن كريم لعيش كريم وان المدرستين لا تكفيان لاستيعاب أعداد الطلاب المتزايدة والتي تبعد عن مركز مدينة العقبة أكثر من 15 كم.
 وأكد  كريشان عدم وجود أي اهتمام بالمدرستين، حيث الكلاب الضالة والكتابة اللاأخلاقية على جدران المدارس بالإضافة الى تهتك البنى التحتية للشوارع الواصلة للمدرستين الذكور والإناث.
ويقول المواطن محمد الفيومي احد اولياء امور الطلبة في المنطقة العاشرة بالعقبة ان مدرسة آيلة الثانوية الشاملة للبنين والتي تخدم منطقة الشعبية/ العاشرة  تعاني من اكتظاظ كثيف في بعض الصفوف، لاسيما الصف الخامس والذي يوجد فيه 54 طالباً، إضافة إلى أن الصف الأول الثانوي العلمي يوجد فيه 38 طالباً".
يشار إلى أن مدرسة آيلة قد تم بناؤها العام 2005 وتتسع إلى ألف طالب وتبعد أربعة كم عن قلب المدينة ويوجد فيها 23 شعبة إلا أن معظمها مكتظ بزيادة غير طبيعية من الطلاب.
كما تعاني مدرسة صفية بنت عبد المطلب الأساسية المختلطة والبالغ عدد الطلبة فيها 166 وتوجد فيها (6) غرف من نقص الغرف الصفية، بالإضافة إلى تردي أوضاع البنية التحتية للمدرسة والمرافق العامة، بحسب المواطن كامل الكباريتي.
وقال أولياء أمور إن مدارس المحافظة على وجه العموم تعاني من سوء في المرافق، والتجهيزات الصفية في بعض مدارس القصبة مثل المقاعد والأبواب و"أباريز" الكهرباء والمراوح وغيرها، وعدم توفر أجهزة الحاسوب".
وأشار المعلم عدنان سامي الى الوضع الصعب الذي يعيشه المعلم فيها في ظل الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع الأسعار وتدني رواتب المعلمين الأمر الذي يدفع الكثير منهم إما إلى ترك عمله في التربية اذا وجد عملاً مناسباً في القطاع الخاص أو اللجوء إلى الدروس الخصوصية أو العمل الإضافي في المتاجر والفنادق.
وأكدوا أن الوضع الذي يعيشه المعلم في العقبة تنعكس نتائجه السلبية على الطلبة كون المعلم الذي يعمل لمدة 20 ساعة يومياً لن يكون قادرا على أداء الرسالة التعليمية والتربوية بالشكل المطلوب ما يساهم في تدني تحصيل الطلبة.
وأكد معلمون أن صرف علاوة خاصة للمعلمين الذكور والإناث في محافظة العقبة تكون مجزية ستساهم بشكل ملفت في استقرار الهيئات التدريسية في المحافظة بالإضافة لترغيب الخريجين على التعيين في المدينة، موضحين ان العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة تمنح علاوات إضافية تفوق رواتب المعلمين بالمدينة، وهذا بحد ذاته يشكل حافزا للمعلمين للاستنكاف بل والاستقالة والتوجه نحو المؤسسات والشركات بالمدينة.
من جانبه، أقر مدير تربية وتعليم العقبة الدكتور جميل شقيرات بوجود اكتظاظ في مدارس العاشرة والثامنة والشامية مرجعا ذلك الى التوسع العمراني الممتد على الجهة الشرقية للمدينة.
وبين أن الوزارة من خلال خطتها للعام المقبل رصدت ميزانية لبناء عدة مدارس في مدينة العقبة والتي تعاني من اكتظاظ بالصفوف لاسيما مدرستي الرابية الواقعة في منطقة الشامية والعاشرة والثامنة والمحدود.
ووصف الشقيرات ظاهرة استنكاف المعلمين "بالمرض المزمن" الذي تعاني منه العقبة الخاصة ما يستدعي جراحة عاجلة من أصحاب القرار وبكافة المستويات، لاسيما وان الاستنكافات في التخصصات الرئيسية كالرياضيات واللغة الانجليزية والعلوم والحاسوب.
 وحدد شقيرات ثلاثة أسباب رئيسية لظاهرة الاستنكاف بالعقبة، تتمثل في غلاء المعيشة مقارنة بباقي مدن المملكة في ظل عدم وجود علاوات خاصة للمعلمين بالمدينة، إضافة الى أن العقبة لا تشكل جذبا حقيقيا للمعلمين بسبب قراها المترامية الأطراف ومحدودية السكن الوظيفي للمتزوجين وعدم قدرتهم على دفع إيجارات عالية.
وبين أن ظاهرة الانتقال من العقبة للمدن الأخرى واضحة بسبب أن معظم المدرسين بالعقبة من خارج المحافظة، مؤكداً أن مديرية التربية في المحافظة استنفدت ما بوسعها لمحاولة حل معاناة النقص على حساب التعليم الإضافي، الى جانب تخفيف نصاب الحصص على المعلم خاصة التخصصات العلمية إلا أن المشكلة ما زالت قائمة ونعاني من نقص الكادر التدريسي.