العقبة.. هل تعيش شتاء خاليا من الفيضانات؟

احد سدود السيول في واد حول مدينة العقبة -(الغد)
احد سدود السيول في واد حول مدينة العقبة -(الغد)
أحمد الرواشدة العقبة - في الوقت الذي شهدت فيه محافظة العقبة الأعوام الماضية، فيضانات وعواصف مطرية غزيرة وغير مسبوقة، فإن أصحاب مشاريع ومستثمرين وأهالي يتساءلون هذه الايام، ومع مقدم فصل الشتاء: هل ستعيش مدينتهم شتاء خاليا من الفيضانات؟ خصوصا وان سلطة العقبة نفذت حزمة مشاريع لمعالجة تصريف مياه الامطار. هذا التساؤل، تفرضه المعاناة التي عاشتها المدينة في العقود الماضية، وكانت الفيضانات والسيول تؤرقها خلالها، والتي ما تزال التخوفات منها قائمة الى اليوم، جراء ما تسببه من أضرار لبنية المدينة التحتية. ويستعيد قاطنو العقبة في كل شتاء، ما عايشوه من فيضاناتها ومهاجمة سيولها لها، في وقت يرى فيه مختصون بالمناخ، أن الهطل المطري الغزير الذي شهدته العقبة في السنوات التسع الاخيرة يثير التخوفات، من ان يتفاقم ليشكل أضرارا بالغة لها، ويفسرونه بأنه يقع في خانة التغيرات المناخية التي تشهدها المملكة والاقليم والعالم. وتعتبر العقبة صحنا مجوفا وفق توصيفات متخصصين بالطبوغرافيا، وهي محاطة بالجبال، عرضة للسيول والتدفقات المائية الفيضانية، وتحديدا من الجهة الجنوبية، ما يدق جرس الانذار بعد ان توسعت، من ان تتعرض لهجمة فيضانية كبيرة. في هذا النطاق، سعت شركة تطوير العقبة، الذراع التطويري والتنفيذية لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، الى تنفيذ حزمة مشاريع لمعالجة تصريف مياه الامطار، وحماية استثمارات ومشاريع المدينة العقارية والمينائية من خطر السيول والفيضانات. ومع بدء عمليات الانتهاء من حزمة مشاريع حمائية وانذارية، للمشكلة التي ظلت تؤرق مسؤولين وابناء المدينة في العقود الماضية، خشية من الفيضانات، فإنها تنفذ سدوداً وقنوات لتصريف مياه الامطار، وركبت نظاما عالي التقنية للمراقبة والإنذار المبكر للامطار والسيول والفيضانات. ولأن العقبة تمثل صحنا دائريا، ويرفع من منسوب احتمالية تشكل السيول والفيضانات وتدفقها اليها، كما كان يحدث في سنوات ماضية، ادت فيها تلك الفيضانات لاغلاق طرق رئيسة وأنفاق فيها، ودخول مياهها الى بعض المنازل، والتسبب بأضرار مادية لمشاريعها الاستثمارية والعقارية والمينائية، جاءت مشاريع الشركة التطويرية لوضع حد لهذه التخوفات، بإنهائها مشاريع لمعالجة هذه المشكلة. المدير التنفيذي للشؤون الفنية في الشركة المهندس عامر الحباشنة، قال إن أعمال حماية منطقة ميناء الحاويات، أبرز الشرايين المغذية للاقتصاد الوطني، انتهت بتنفيذ عبارات وقنوات لتصريف المياه، تضمن عدم التأثير على أعمال المناولة في التحميل والتنزيل من البواخر، وكذلك دخول وخروج الحاويات من والى ساحات الميناء التخزينية. وأكد ان الشركة، أولت المنطقة الجنوبية اللوجستية والصناعية، اهتماما كبيرا في الأعمال المرتبطة بالتجهيزات المتعلقة بحملة فصل الشتاء، مشيرا الى أنها، أنهت أعمالها في المنطقة اللوجستية والصناعية، بينما تستكمل وزارة الأشغال العامة، اعمال الجسر في الموانئ النفطية. وبين ان مشاريع الحماية التي تعمل عليها الشركة، شارفت على الانتهاء من منطقتي طريق الساحل الجنوبي السياحية والاستثمارية الشمالية. وكانت الشركة ركبت العام الماضي، نظاما عالي التقنية للمراقبة والإنذار المبكر، واقامت قناة مائية ضخمة حول المدينة، كحزام من جهة الشمال الشرقي، الى جانب إنشاء 30 سدا مائيا وترابيا لاستقبال السيول، وكسر حدة تدفق المياه في أماكن مختلفة بمحيط العقبة من جهة وادي رم والقويرة وحوض الديسة. وتمثل نظام المراقبة والانذار المبكر، بتركيب 14 محطة لقياس كمية المطر، و11 محطه لقياس جريان المياه في الأودية، موزعة على كامل الحوض الصباب لواديي اليتم وتتن، بالإضافة إلى 3 محطات مناخية لرصد عناصر الطقس من مطر وضغط جوي ورطوبة وتبخر وسرعة واتجاه رياح. وبين الحباشنة، أن هذه الأجهزة عالية الدقة، تنقل المعلومة بشكل آني من المحطات إلى غرفة المراقبة، التي ستجهز في الشركة، بالإضافة لربط هذه المحطات بغرفة عمليات السلطة. وأشار الى انه يمكن رؤية المعلومات فوريا على الهواتف الذكية، مؤكداً ان المعلومة أكانت مطرية او جريان مياه، تنتقل بواسطة GSM اي شريحة الهاتف، ويمكن إعطاء إنذار عند وصول معدل الهطل والجريان، إلى حالة العتبة التي يتشكل عندها الفيضان. وأشار الى انه وفي محاولة لتحسين الجاهزية للكشف عن المناطق المعرضة للفيضانات، بنت الشركة أنظمة متطورة لرصد الفيضانات والتنبؤ بها، على أمل أن تستطيع إنذار الجهات ذات العلاقة قبل وقوع الفيضانات. ولفت الحباشنة، إلى ان موقع العقبة المنخفض قياسا مع الجبال الشاهقة المحيطة بها من الشرق والشمال الشرقي، يجعلها عرضة لاحتمالية مهاجمة السيول، ما شكل تحديا لدى المسؤولين، لتنفيذ خطة لحمايتها من خطر السيول، بكلفة زادت على 30 مليون دينار، تشمل اقامة قناة مائية ضخمة حول المدينة، كحزام من جهة الشمال الشرقي، الى جانب 30 سدا مائيا وترابيا لاستقبال السيول وكسر حدة تدفق المياه في أماكن مختلفة في محيط العقبة من جهة وادي رم والقويرة وحوض الديسة. وكانت الشركة احالت على فترات متتالية، عطاءات إنشاء 30 سدا مائيا في أودية اليتم وتتن والجيشية ضمن ثلاث مراحل، لحماية العقبة واستثماراتها من خطر سيول الأمطار المتدفقة، والفيضانات القادمة من الجبال واوديتها. ويقول الحباشنة، ان العقبة تشبه الصحن المجوف، تأتي إليه كافة السيول والفيضانات من المنطقة الجنوبية، لتصب في خليجها الضيق، مشيرا الى ان مقاومة السيول ليست بالسهلة، ويفضل ان تقاوم خارج المدينة وليس داخلها، وهو ما فرض فكرة انشاء سدود ترابية خارج المدينة عند وادي اليتم ومناطق اخرى. وأكد ان وادي اليتم له قناة لتصريف مياه الامطار والسيول، بالإضافة لانشاء سدود ترابية قربه، ويهدف لتقليل تدفق المياه والسيول للمدينة. واشار الى توزيع السدود على الأودية الرئيسة، بخاصة الخطرة، والتي تأتي عبرها المياه بكميات كبيرة وبوقت قليل، لافتا إلى أن التحدي هو مضاعفة الوقت الذي يستغرقه وصول المياه الى المدينة، عبر تنظيم مياه السدود وحفظ بعضها. وأشار الى ان السلطة، ستبدأ بحفظ 50 % من المياه، ثم سيصل الامر الى حفظها بالكامل لاستعمالها فيما بعد، لري اشجار ونباتات الزينة ومزروعات المدينة وغيرها.اضافة اعلان