العقود قصيرة الأمد.. خيار "إجباري" يضر فرق "المحترفين" فنيا

من مباراة الوحدات والفيصلي الماضية ببطولة دوري المحترفين - (تصوير: أمجد الطويل)
من مباراة الوحدات والفيصلي الماضية ببطولة دوري المحترفين - (تصوير: أمجد الطويل)
مهند جويلس عمان– باتت أندية الكرة المحلية على حافة الانهيار من كافة النواحي المالية والفنية والإدارية، حيث تترأس نصف الأندية تقريبا إدارات مؤقتة معيّنة من قبل وزارة الشباب، فيما تتراجع مستويات الفرق محليا وقاريا. وتعاني الأندية من غياب الاستقرار على صعيد الإدارات والأجهزة الفنية المتعاقبة خلال الموسم الواحد، إلى جانب سوء التخطيط فيما يتعلق باستقطاب اللاعبين والمدربين، دون وضع خطط طويلة الأمد، تهدف إلى البناء والتطوير بأقل التكاليف المادية. ومن أبرز الأخطاء التي تقع بها الأندية في كل موسم، التوقيع مع اللاعبين على عقد لمدة موسم واحد فقط، ما يجعل إدارة الفريق في نهاية الموسم أمام مطب يصعب تجاوزه، سواء بالتجديد أو البحث عن لاعبين آخرين، الأمر الذي يفقد الفريق الاستمرارية المطلوبة. وتعاني عدة أندية محلية من انتهاء عقود غالبية لاعبيها بعد نهاية الموسم الكروي، إضافة إلى وجود أندية بلا لاعبين حاليا بعد نهاية عقود جميع عناصرها، مع دخول مشكلة أخرى تتمثل بعدم السماح لعدة أندية بتسجيل لاعبين بسبب شكاوى مالية سابقة للاعبين ومدربين أجانب. وبالنظر أيضا إلى الأجانب الذين مثلوا بعض أندية المحترفين خلال الموسم المنصرم، فإنه من النادر أن تجد أحدهم يوقع لأكثر من موسم، وهو أمر يدل على عدم ثقة الأجهزة الفنية بمستوى اللاعب، وخوفها من بقائه مع النادي مدة أطول دون عطاء حقيقي له في الملعب. وكشف لاعبون عدة لـ "الغد"، أن عدة أسباب تدفعهم للتوقيع على عقد لمدة موسم واحد مع أي ناد محلي، ومنها عدم الاستقرار الفني عند الأندية خلال الموسم، إضافة إلى عدم الالتزام بدفع الرواتب بشكل منتظم. وبين اللاعبون أن وضع عدة شروط في العقود مع الأندية مثل الموافقة على رحيلهم في حال وجود فرصة احتراف في الخارج، يضمن لهم تحصيل مستحقاتهم المادية داخليا أو خارجيا بطريقة أفضل، مشيرين إلى أن عدم ثبات المستوى الفني عند بعض الأندية، يجعلهم يفكرون بفريق أفضل في الموسم اللاحق. ومن جهته، أكد رئيس نادي سحاب علي أبو حماد، أن الأمور المادية تجبر بعض الأندية على التوقيع مع اللاعبين لمدة موسم واحد، إضافة إلى أن عمر اللاعب وعطاءه داخل الملعب يجعل الأندية تسلك هذا المسار. وأشار أبو حماد في معرض رده على استفسارات "الغد"، إلى أن الأجهزة الفنية هي من تطلب اللاعبين لمرحلة قصيرة بسبب فترة تواجدها مع الفريق، مبينا بأنه سيعمل في خطته المستقبلية على التوقيع مع الأجهزة الفنية لأكثر من موسم. وأضاف: "في نادي سحاب نوقع مع اللاعب الصاعد من الفئات العمرية على عقد لمدة خمسة مواسم، وسنحاول خلال المواسم المقبلة بالاعتماد شبه الكامل على أبناء النادي لتقنين المصاريف المادية". بدوره، بين المدير الفني لفريق الجزيرة عامر عقل، أن الأندية تفتقد للخطط بشأن التعاقد مع اللاعبين، مع عدم وجود قاعدة ناشئين قوية لديها، وهو ما أجبر الأندية خلال المواسم الأخيرة على شراء اللاعبين من خارج أسوارها. ويؤيد عقل التعاقد مع الأجهزة الفنية لأكثر من موسم، والتي بدورها تجبر اللاعبين على التوقيع لأكثر من موسم للحفاظ على الاستقرار، مع وضع شرط يسمح لهم بمغادرة الفريق، فور الحصول على عقود خارجية، وتابع: "أعتقد سبب خسارة الوحدات أمام الفيصلي ببطولة الكأس هو انتهاء عقود غالبية لاعبي الوحدات، مثلما حصل مع محترفي الجزيرة في الموسم 2017، وفقدان الدوري في آخر جولة، ما أدى لانخفاض ملموس في مستوى جدية اللاعبين".اضافة اعلان