"العلم نور" أضاء درب جلاجل الفني لـ"يجلجل" نجاحا أردنيا وعربيا - فيديو

ديمة محبوبة

عمان – ببدلة العمل الخضراء، والقبعة الصفراء، ورشاقة الشباب، وغضبه السريع وتناوله المفك المعلق على جنبه، وجملته المعهودة "هئيته بالمفك على عينك"، عرفنا داوود جلاجل الفنان الأردني المتميز بدوره في مسلسل "العلم نور".اضافة اعلان
سلامة، في العلم نور، هو الدور الأقرب لجلاجل إذ شكل تغيرا كبيرا في مسيرته الفنية، وأيضا "ضاحي" في مسلسل "قرية بلا سقوف" من إنتاج العام 1982، ويتحدث عن تحول المجتمع الأردني من الريف إلى المدينة، ويضاف لها المسلسل اللبناني العقد الفريد، و"تل الفخار" الذي يعد من المسلسلات القروية التي حققت نجاحا كبيرا.
في حديث خاص لـ "الغد"، يؤكد جلاجل أن الفنان الأردني ما هو إلا اختزال لتركيبة المجتمع، في حين أن وجود شركة أو اثنتين للإنتاج في السوق، يعني أن الفنان محكوم لهم وتحت رحمتهم، لأنهم ببساطة يحاولون "تبخيس" سعره بالسوق.
ويشير جلاجل، إلى أن الأردن كان يضم 22 شركة إنتاج فني ناشطة في الثمانينيات، في حين اليوم لا يوجد سوى شركتين، واحدة منهم تحاول الخروج من السوق، وهو الأمر الذي جعله يرفض الكثير من العروض، فمسيرته الفنية واحترام لذاته، لا تدع له مجالا للتنازل عن أجره وخبرته من أجل بعض الشركات.
ويذكر أن عدم وجود وكلاء أعمال يبحثون عن أعمال تليق بمهنية فن الفنانين الأردنيين، هو السبب بعدم توسع مشاركاتهم خارج الأردن.
ويقول "كان التلفزيون الأردني على مدى سنوات طويلة هو مصدر إنتاج المسلسلات، وكان يتفرد بذلك، لكن مسؤولو التلفزيون يشيرون إلى أن الإنتاج الدرامي ليس من مهامه، علما أن جميع التلفزيونات العام العربي والغربي مسؤولة عن الإنتاج الفني المحلي".
يقول "الدراما الأردنية كانت مصدرا لطاقات الإنتاج الفني، وحتى اليوم عندما يخرج الفنان الأردني للعمل في الخارج، يصبح واحدا من فناني الصف الأول ويحصل على بطولات كبيرة.
ويشير جلاجل إلى دخول فنانين إلى الوسط، بالصدفة أو الواسطة، كأن تدخل مذيعة تلفزيونية حققت نجاحات ولها جمهور كبير، إلى أحد الأعمال الدرامية، غير أنه في الوقت ذاته يثمن دخول بعض الوجوه التي أضفت تميزا مثل الفنانة علا الفارس التي تملك حس عال ومشاركتها بالعمل الفني "الدمعة الحمراء" كانت ناجحة، مما جعل المنتج يستقطبها لعمل آخر بهدف استغلال جمهورها في "صبر العذوب" لكن تم إيقاف المسلسل.
ويبين جلاجل أنه منذ بداية مسيرته المهنية يحافظ على صورته أمام نفسه وجمهوره، لافتا إلى أنه ليس لديه أي حساب على وسائل التواصل الاجتماعي، كما أن صراحته في كثير من المواقف التي قد تسبب له المتاعب.
ويؤكد أنه من خلال عمله كعضو في لجنة التحقيق في نقابة الفنانين، تبين أن الكثير من القضايا التي يمكن أن يحكم عليها الشخص هذه الفترة، هي بسبب ما يكتب على وسائل التواصل الاجتماعي.
أما بالنسبة للمسارح، فهو يربط عدم وجود العريق منها اليوم، بالتدهور الاقتصادي، لأنه مكلف نوعا ما، وعبء على جيب المواطن، الذي يفضل الأكل بدلا من الذهاب إلى المسرح.
ويعود جلاجل بذاكرته لفترة الستينيات التي كانت البدايات فيها مبشرة لتبني المسرح، وظل الإقبال عليه حتى نهاية الثمانينات، مضيفا أن "اليوم اقتصر المسرح على شهر رمضان الكريم، وحقيقة لا يوجد فنانون كثر يشتهرون في هذا المجال".
ويشير إلى أن المسؤولين يعتقدون أن الفن لا مكان له ولا رسالة يقدمها، علما أنه يسوق الوطن، حضاريا وسياحيا وتعليميا واقتصاديا وجغرافيا فلماذا لا يتم استغلال الفن وأهله لدعم الوطن؟.
وتحدث جلاجل عن عدم إمكانية فصل الفن عن باقي مفاصل الحياة، فهو أساس المنطق لعلم الأخلاق والجمال والارتقاء بذائقة الإنسان، فالفن يمكن أن يقلب حياة الناس ويهندس عقولهم، وهو ما يجعل السياسيين يخافون من الفنانين.
ويعتقد بعض المسؤولين أن الفنان هو عبارة عن عدد وليس شريكا في المسؤولية، مؤكدا دور نقابة الفنانين في تثبيت مكانة منتسبيها، فهي "تناطح جدارا لا منفذ منه".
ويبين جلاجل قبل أربعة أشهر جاءت دعوة من الرئيس الفلسطيني لتكريم كوكبة من الفنانين الأردنيين بأوسمة، وهو ما قام به سفير السلام في الأمم المتحدة، ويجب أن يكون هذا الأمر من الحكومة والمسؤولين والجهات الرسمية.
وجلاجل وجد منفذا له ليخرج من الضغوطات، إذ أخرج فيلما عن المخدرات، لافتا إلى أنه مكتف اقتصاديا من خلال بعض المشاريع التي ينفذها.
هذا الفيلم اشترته وزارتا الشباب الأردنية والفلسطينية، وكذلك الجمعية الملكية للتوعية الصحية وعرض على 68 مدرسة، وهو بعنوان "كيف تنتهي قبل أن تبدأ"، وهو مأخوذ من ملفات مكافحة المخدرات، كتبها خضر آل خطاب.
والرسالة منه بأن طريق المخدرات يعود على الشخص بكارثة، وبالتأكيد على أهمية الفن وما تأثيره بعد أن سلم شابان أنفسهما بعد تعاطيهما للمخدرات، وذلك بعد عرض الفيلم في مخيم شلنر، مؤكدا على مقولة "إن كنت تدري فتلك مصيبة، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أكبر". أما عن مشاريعه المقبلة، فهو فيلم سينمائي يتحدث عن الجلوة العشائرية، فعلى الرغم من أنها تحقن الدماء مؤقتا، إلا أنها انتهاك لحقوق الإنسان وحق السكن والعمل، وتناقض الجلوة العشائرية الآية الكريمة "ولا تزر وازرة وزر أخرى".
جلاجل عاشق الورق، الذي يبتعد كثيرا عن الأونلاين، يكتب بسبعة خطوط، يعمل حاليا على مسلسل بدوي جديد مع عصام حجاوي اسمه "رياح السموم".

;feature=youtu.be