العلي تصدر كتابها الرابع "شغف السؤال": حوارات مع مفكرين ومثقفين عرب

غلاف الكتاب  - (من المصدر)
غلاف الكتاب - (من المصدر)
عمان- الغد- صدر عن دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، رام الله، فلسطين؛ كتاب بعنوان "شغف السؤال- حوارات مع مفكرين ومثقفين عرب" للصحفية عزيزة علي. يضم الكتاب اربعة وعشرين حوارا اجرتها المؤلفة مع ثلة مميزة من الأدباء والمفكرين والنقاد والمؤرخين والروائيين والقاصين والشعراء ممن يحتلون مكانة مرموقة في الساحة الثقافية العربية على امتدادها من مشرقها إلى مغربها. يقدم الكتاب في صورة رفيعة المستوى لفن الحوار الجاد والعميق، بما تقضيه الحوارات من اسئلة شخصية تتلمس واقع المشهد الثقافي العربي وعلاقته بمتغيرات الواقع وتتفحص مشكلات المثقف وحاجاته وتطلعاته. وشكل العلاقة التي تجمعه بالقارئ المتلقي. كما تعكس بنية الأسئلة التي يطرحها الكتاب في مجلة حواراته سعة اطلاع المؤلفة وجدية اهتمامها ومتابعتها لمجريات الحوادث فجاءة شاملة لتخرج المثقف من عزلته في دائرة نتاجه الأدبي وتجربته الشخصية، إلى دائرة الشأن العام، فنراها تتناول قضايا وطنية وقومية تهم المواطن العربي مثل القضية الفلسطينية وثورات الربيع العربي، وقضايا الديمقراطية والحرية وغيرها من القضايا. كتب تقديم للكتاب وزير الثقافة الأسبق د. صلاح جرار الذي تحدث عن صفات الحوار قائلا: الحوار النوعي ليس الحوار الذي يسأل عن البرج وتاريخ الميلاد وعدد الأبناء وأسمائهم والأغنية المفضلة والمطربة الأثيرة، بل الحوار الذي يغوص داخل العقل ويستخرج درره، ويبحر داخل الوجدان ويرصد الأحلام والرؤى والتطلعات المستقبلية، ويوغل في أمور دقيقة قلما تلفت نظر القارئ العادي، وهو الحوار الذي يفرز نصّا متوهجا يتفاعل فيه القارئ مع الأسئلة والأجوبة وطرفي الحوار. ورأى جرار ان هذه الصفات تتجلى بوضوح في حوارات الإعلامية القديرة المثقفة عزيزة علي المخلصة لمهنتها وعملها الصحفي وحسّها الثقافي، فالذي يطالع حواراتها التي يتضمنها هذا الكتاب لا يجد صعوبة في اكتشاف ما في هذه الحوارات من غنىً وعمقٍ وفائدة. ويزيد من أهمية هذه الحوارات وعلوّ مستواها ومكانتها أنّ عزيزة علي اختارت رموزاً مرموقة من المبدعين والمثقفين وصانعي الوعي من نقاد وفلاسفة وروائيين وشعراء ومخرجين سينمائيين وكتّاب ومؤرّخين بلغ عددهم في هذا الكتاب أربعة وعشرين علما من أعلام الفكر والأدب والفنّ والإبداع العرب، تسعة منهم أردنيون، وثلاثة من المغرب، وثلاثة من مصر، وثلاثة من فلسطين، واثنان من العراق، وروائية من اليمن، وروائي كويتي، وروائي سوداني، وروائي سوري. وقد احتفت المؤلّفة بالروائيين الذين احتلّوا في هذا الكتاب نصفه أو يزيد. ويسجّل لها أنّها جسدت حسّها القومي في هذا الكتاب من خلال إجرائها حوارات مع شخصيات تنتمي إلى دول عربيّة كثيرة، وكأنّها بذلك تقول إنّ الثقافة العربيّة واحدة أينما كانت في المغرب أو العراق أو مصر أو الأردن أو فلسطين أو غيرها، وأنّها ذات هويّة واحدة مهما تنوعت بيئاتها الفكرية والسياسية. ورأى جرار ان علي بدأت حواراتها بحوار معمّق مع المفكّر والأديب المصري الشهير عبد الوهاب المسيري، فجاءت أسئلتها مثيرة ومدهشة ورفيعة المستوى، ممّا استدعى أن تكون الإجابات عميقة ودقيقة وشافية. وما كان للمؤلفة التي تعتمد تقنية الحفر والاستنطاق في أسئلتها أن تتجاوز سؤال المسيري عن مشروعه الفكري وعن دراساته الذائعة الشهرة عن اليهود واليهودية والصهيونية وعن رأيه في الحداثة وما بعد الحداثة وعن موسوعاته وشعره. وتابع جرار": استمرت علي على هذا النهج من الحوار مع الناقد المغربي الدكتور محمد برّادة والفيلسوف والمفكّر الأردني القدير صاحب الرؤية الفلسفية الناقدة والنافذة الدكتور فهمي جدعان، وصولاً إلى الشاعر المصري عماد فؤاد الذي تأثر بأمل دنقل في اشتغاله على تقنيات المونتاج والقناع والمسرحية. وقد امتازت علي في أثناء ذلك بقدرتها الذكية على توجيه الحوار واستدراج الشخصية المحاورة للكشف عن أكبر قدر من الحقائق والمعلومات والأفكار، ولذلك نجدها تصدّر بعض عناوين حواراتها بأحكام نقدية تمثل جوهر القضايا التي دار حولها الحوار. واعتبر جرار ان لهذه الكتاب أهميّة خاصّة، ففضلا عن كونه من الكتب التي تحتوي على حوارات عميقة ورصينة، فإنّه ينطوي على إجابات عن أسئلة تشغل بال كثيرين من أهل الفكر والفلسفة والإبداع، وهذه الإجابات أشبه بالشهادات المأخوذة من ألسنة أصحابها، ممّا يكسبها مصداقية عالية ومزيداً من الموثوقية. وخلص جرار الى أنّ هذا الكتاب بتنوّع مجالاته الفكرية، وتنوّع انتماءات شخصياته الجغرافية والأيديولوجيّة، وشموله ألوان الإبداع كافّة، وإحاطته بالمشهد الثقافي على الساحة العربيّة، ورفعة المستوى الثقافي للسائل والمجيب، ولما فيه من فكر مستنير ورؤى فكرية ونقدية، وما فيه من معلومات، يصلح أن يكون مرجعا لدارسي الأدب والفلسفة في الجامعات العربيّة. وأرى كذلك أنّ من يشرع في قراءة هذه الحوارات لا يستطيع أن يفلتها من يده قبل أن يتمّها لما فيها من عمق وفائدة ومتعة وتنشيط للعقل. ويذكر أن هذه حوارات تناولت العديد من المفاهيم الحاضرة على ارض الواقع "سياسيا واجتماعيا"، واشتباكها مع النتاج الثقافي العربي، مثل مسائل الهوية والحداثة في الايديولوجيا والنسوية والجسد والجنس والثورة والمقاومة، كما انه يضم مجموعة مميزة من الحوارات مع مجموعة من المفكرين والروائيين والنقاد من دول عربية عدة، منهم: عبد الوهاب المسيري، ومحمد برادة، وفهمي جدعان، وعدي مدانات، وسعيد بنكراد، وخيري الذهبي، وقيس الزبيدي، وليلى الأطرش، وزياد خداش وغيرهم. ويذكر ان الزميلة عزيزة علي صدر له في هذا المجال ثلاثة كتب هي "ذاكرة الينابيع : حوارت في الثقافة والأدب"، "خفق أجنحة: حوارات نسائية في الأدب والفن"، "غابة الأسئلة: تأملات في الثقافة العربية المعاصرة".اضافة اعلان