"العمل الدولية": 73 % من الشباب تضرر عملهم ودراستهم جراء "كورونا"

figuur-i
figuur-i

رانيا الصرايرة

عمان - فيما أشار مسح دولي اعدته منظمة العمل الدولية، الى ان 73 % من الشباب ممن جمعوا بين الدراسة والعمل قبل جائحة “كورونا”، تضرر عملهم ودراستهم، توقعت ورقة موقف صادرة عن المرصد العمالي الاردني، أن معدلات البطالة المحلية سترتفع لتقارب الـ30 % بين الشباب، ذات الفئة العمرية ما بين 16 و24 عاما، من غير الجالسين على مقاعد الدراسة.اضافة اعلان
المسح الدولي المبني على استطلاع للرأي، ونشرت نتائجه أمس، شمل آراء نحو 12600 شاب، بينهم أردنيون، اذ يعتقد 51 % من الشباب، بأن تعليمهم سيتأخر، ويخشى 9 % من أن تعليمهم سيتأثر، بل وقد يفشل.
وقالت نتائج الاستطلاع إن الوباء ألحق خسائر فادحة بالعمال الشباب، ودمر وظائفهم وقوض آفاق حياتهم المهنية، إذ ان واحدا من كل 6 منهم 17 % ، عملوا قبل تفشي المرض، توقفوا عن عمل تماما بعده، بخاصة العمال الأصغر سنا، ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما، ومن يعملون في الدعم الكتابي والخدمات والمبيعات والحرف اليدوية، وما يتصل بها من مهن.
كما انخفضت ساعات العمل بين الشباب العاملين إلى نحو الربع (أي بمتوسط ساعتين في اليوم)، وأبلغ اثنان من كل 5 أشخاص (42 %) عن انخفاض دخلهم.
ويعتبر الشباب في البلدان منخفضة الدخل، الأكثر تعرضاً لتخفيض ساعات العمل ولانكماش الدخل الناتج عن ذلك. كما وجد الاستطلاع أن 17 % منهم قد يتأثرون بالقلق الاكتئاب، وتزيد هذه الحالة لدى الأصغر سنا منهم، ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما.
في الوقت نفسه، يدرك الشباب أهمية تدابير الإغلاق في حماية الأرواح، وقد أفادوا بأنهم رأوا تأثيرا غير مباشر على حريتهم في التنقل، ولاحظ واحد من كل 3 (33 %) منهم، تأثيرا على حقهم في المشاركة بالشؤون العامة، بينما واجه أكثر من ربعهم (27 %) صعوبات في ممارسة حقهم بحرية الدين أو المعتقد.
وشعر حوالي ربعهم (24 %) بأن عدم الدقة حول الجائحة، يؤثر على حقهم في الوصول للمعلومات، إذ كانت الاحتياجات الأساسية قضية أيضًا: بالنسبة لخُمس الشباب (21 %)، بخاصة العاطلين عن العمل، وتعرض حقهم في السكن للتحدي، بينما يكافحون لتغطية نفقاتهم.
محليا؛ أكدت ورقة المرصد العمالي”، التي نُشرت أول من أمس، ان نسب البطالة سترتفع جدا في الاردن بين الشباب لتصل الى 50 % بعد ازمة كورونا، لافتة الى انها وصلت في الربع الأول للعام الحالي، وقبل التعرض لتأثيرات الجائحة إلى 19.3 %، مقارنة بـ18.6 % نهاية العام الماضي، وهي مستويات قياسية مقارنة بمعدلات البطالة التاريخية في الأردن، ومعدلاتها في غالبية العالم.
وسجلت أعلى معدلات للبطالة بين الفئتين العمريتين 15-19 عاما؛ 20-24 عاما (من غير الجالسين على مقاعد الدراسة)، وبلغ المعدل 48.3 % و39.7 % لكل منهما، حسب تقرير لدائرة الإحصاءات العامة حول معدل البطالة في المملكة للربع الأول العام الحالي.
وقالت الورقة إن “هذه الأوضاع والتحديات الصعبة التي يواجهها الشباب، ليست وليدة صدفة، بل نتاج لخيارات وسياسات اقتصادية، طبقت في الأردن العقود الماضية، تمثلت بسياسات اقتصادية أضعفت قدرات قطاعات اقتصادية على توليد فرص عمل جديدة، وتراجع معدلات النمو الاقتصادي الشمولي في الاعوام العشرة الماضية، وبقائها عند مستوى 2 %”.
ولفتت إلى عدم قدرة القطاعين الخاص والعام على استيعاب الداخلين الجدد للسوق، وخلق مزيد من الوظائف اللائقة، والافتقار لبرامج وطنية، تسهّل الانتقال السلس من النظام التعليمي إلى العمل، بما في ذلك التدريب المهني والإرشاد والتوجيه المهني.
إلى جانب ذلك؛ تعاني قطاعات واسعة من الشباب من ضعف جودة التعليم الأساسي والثانوي وبعد الثانوي، ما ينعكس سلبا على مهاراتهم المعرفية والفنية الأساسية، اذ أن نتائج امتحان الكفاءة الجامعية الذي تعقده وزارة التعليم العالي دوريا، تظهر بأن غالبية خريجي الجامعات الجدد، يمتلكون أقل من 50 % من المعارف والمهارات التي يجب عليهم امتلاكها، ومجمل ذلك، يضع عقبات أخرى أمامهم، لنيل وظائف لائقة.
وبينت الورقة؛ ان من العوامل التي أضعفت القدرات المعرفية والمهاراتية للشباب، ضعف برامج التدريب العملي أثناء الدراسة، وغياب برامج الإرشاد والتوجيه المهني، عند اختيار التخصصات، يضاف إليهم عشرات آلاف الطلبة سنويا ممن يخفقون باجتياز امتحان الثانوية العامة، لتصبح نسبة كبيرة منهم، عمالة غير ماهرة، لضعف منظومة التعليم المهني والفني.
يضاف الى ذلك، أن التعليم الأكاديمي أصبح مرتبطا بالمكانة الاجتماعية، بينما يعتبر التعليم والتدريب الفني والمهني، بمنزلة مسارات تعليمية من الدرجة الثانية، وجزء قليل من الطلبة يلتحقون به، جراء التوسع غير المبرر في التعليم الجامعي، ورافقه تطبيق برامج تشغيل حكومية غير فعالة الاعوام الماضية، ما دفع معدلات البطالة بين خريجي الجامعات الى مستويات عالية جدا، لتبلغ في الربع الأول من العام الحالي بين الجامعيين الذكور 25 %، والجامعيات الاناث 71 %.