العم سام يتآمر على حق العودة

يخطئ الرئيس الاميركي دونالد ترامب، والفاشي بنيامين نتنياهو ان اعتقدا ان الضغط على وكالة الامم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا)، وقطع المساعدات عنها، سيدفع الفلسطينيين في كل اصقاع العالم لنسيان قضيتهم المركزية وحق عودتهم لديارهم، او التغاضي عن حقيقة ان مهاجرا بولنديا او روسيا او المانيا او نمساويا او اميركيا قد جاء الى بلدهم فلسطين، واستولى على بيوتهم، وارضهم بالقوة.اضافة اعلان
العالم كله بات غير متفاجئ بتصريحات ساكن البيت الابيض اليومية، وافكاره العدوانية، فتارة يخرج علينا ترامب بتصريحات ضد القضية الفلسطينية، واخرى ضد الامم المتحدة، وثالثة ضد شعوب العالم اجمع، فالسيد ترامب الذي يصفه مساعده السابق ستيف بانون في كتاب نار وغضب بأنه غير مؤهل لحكم الولايات المتحدة، ويعاني من التهور وعدم المسؤولية وعدم الانضباط العقلي، اصبح واضحا انه يقود الولايات المتحدة للانكفاء في الزاوية، فبعد ان تلقت اميركا صفعة كبرى من قبل الحلفاء الاورربيين الذين تركوها وحديدة في مجلس الامن وصوتوا ضد قرار ترامب بشأن الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني، وجهت لاميركا صفعة اخرى من قبل حلفاء مقربين، فعندما بادرت مندوبة ترامب في مجلس الامن  نيمراتا راندهاوا "نيكي" هالي الهندية الاصل الاميركية الجنسية لدعوة المجلس للانعقاد لبحث المظاهرات في ايران، وجدت الولايات المتحدة نفسها مجددا في الزاوية الضيقة بلا معين الا من دول غير مؤثرة، حتى الحليفة فرنسا استغربت من الدعوة للاجتماع، واعتبرت أنّ ما يجري في ايران طبيعيا ولا يستدعي عقد جلسة لمجلس الامن، فضلا عن انتقادات شديدة تعرضت لها الولايات المتحدة من قبل روسيا والصين.
اخر تقليعات ترامب غير المنطقية التي تضع علامات سؤال على سلوك الرجل بعد تقليعة المناخ وانسحابه من الاتفاق حوله، والانسحاب من اليونسكو، جاء الدور على (الاونروا) التي بادر ترامب لنقدها، واعلان التوقف عن تمويلها رابطا التمويل بعودة الفلسطينيين الى طاولة المفاوضات!! كنوع من الضعط عليهم.
مشكلة ترامب وممثلته في مجلس الامن نيكي هالي هو جهلهما بالقضية الفلسطينية والقدس، وانحيازهما المطلق وغير المنطقي لاسرائيل ضد اصحاب الارض الشرعيين، وهذا الجهل والانحياز اشار اليه صحفي يهودي اسمه جدعون ليفي الذي يرفض ما تقوم به اسرائيل من تشريد ونهب للاراضي الفلسطينية، فهذا الاسرائيلي قال يوما بعد تصريحات لترامب وهايلي حول القضية الفلسطينية انها (هالي) جاهلة بالقضية الفلسطينية، وهي اكثر اسرائيلية من نتنياهو نفسه!!!، ولذا فان ترامب يعتقد ان الضغط عبر وقف المساعدات من شأنه دفع الفلسطينيين للتنازل عن القدس وحق العودة، دون ان يعرف ان حق العودة والقدس لا توازيهما اموال الكون اجمع.
طبعا النازي نتنياهو يلتقط دوما ما تجود به سنارة ترامب المسمومة من تصريحات تدعم افكاره النازية، اذ بادر نتنياهو فورا لتأييد ما قاله ترامب حول (الاونروا)  وزاد بالدعوة لحلها ودمجها مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بمعنى ان اسرائيل ترى في بقاء الاونروا بهذا الشكل بقاء مشكلة اللاجئين وحق العودة مطروحين على الطاولة، وهو دليل ملموس على جريمة العصر التي قام بها الفاشيون الصهاينة  بحق الشعب الفلسطيني العام 1948.
يضحك ترامب ونتنياهو على نفسيهما اذ اعتقدا ان حل (الاونروا) او تقليص دعمها سيساهم في نسيان اصحاب الحق لحقوقهم، فصاحب الحق لا يمكن ان ينسى او يتغاضى عن لص سرق بيته واقام فيه، ومن يبقي مفتاح البيت طوال 70 عاما من عمر النكبة معلقا في  صدره لا يمكن ان ينسى ان هناك لصا جاء من بعيد اخرجه وجلس بديلا منه.
اللاجئون الفلسطينيون لا يقفون كثيرا حول ما يحاول الصهاينة الاشارة اليه حول حقوق تاريخية لهم في فلسطين او عند خزعبلات اثرية ثبت علميا عدم صحتها، فهم يعرفون ان هناك فاشيا صهيونيا جاء من البعيد واخرجهم وسكن بدلا منهم، وهم يعرفون ان اولئك القتلة الذين ما يزال سوادهم يحمل جنسية البلد التي جاء منها، عليهم ترك الدار لاصحابها دون البحث كثيرا في كتب التاريخ والجغرافيا عن أثر مزعوم.