العنف الجنسي.. كيف نتحدث عنه مع أطفالنا؟

عنف جنسي ضد الأطفال - تعبيرية
عنف جنسي ضد الأطفال - تعبيرية

يشتكي كثير من القاصرين في كل عام من العنف الجنسي، لكن البعض الآخر يخاف من وصمة العار فيلتزم الصمت ولا يبلغ عن الاعتداء الحاصل. ليس من السهل أبداً التحدث مع الأبناء والأحفاد عن العنف الجنسي، مع ذلك من المهم للغاية القيام بهذه الخطوة لحمايتهم على أكمل وجه ممكن.

اضافة اعلان

 

البيدوفيليا: الاعتداء الجنسي على الأطفال

الشخص المصاب بالبيدوفيليا هو شخص بالغ لديه مشاعر حب أو انجذاب جنسي تجاه طفل أو مراهق. بصرف النظر عن السلوك المستهجن، لا يوجد معيار يجعل من الممكن التعرف على هذا النوع من الشخصيات على وجه اليقين. مع ذلك يمكننا أن نتفق أنه في الغالبية العظمى من الحالات، يكون المعتدي معروفاً لضحاياه، حيث تُظهر التجربة أن الانتهاكات الجسدية غالباً ما تسبقها تمهيدات من الشخص ذاته (إيماءات غير لائقة، وسلوكات جسدية غير صحية).

 

يمكن أن يكون المتحرش أعزباً أو متزوجاً ولديه أطفال، ويعيش حياة اجتماعية طبيعية، ويتمتع بتقدير من حوله، وفي بعض الأحيان يحتل موقع سلطةٍ وثقة. وبالمثل، يمكن أن ينتمي المتحرش إلى جميع الفئات الاجتماعية، ويمارس أي مهنة، فليس من المستغرب أن يختار وظيفة تتعلق برعاية الأطفال والمراهقين. في سياق حقوقي، تجدر الإشارة إلى أنه يتعين على أي شخص لديه معرفة بارتكاب عنفٍ جنسي ضد الأطفال، الإسراع في إبلاغ الجهات المختصة بذلك تحت طائلة الملاحقة القضائية. الأفعال المتعلقة بالاعتداء الجنسي على الأطفال (اللمس، الاغتصاب، إلخ) وكذلك تكتم الآخرين ممن يعلمون بأمر ما يحصل، جميعها جرائم يعاقب عليها القانون.

 

لماذا من المهم التحدث عن الاعتداء الجنسي على الأطفال؟

لمنع وتقليل أكبر قدر ممكن من الاعتداء الجنسي على الأطفال في مجتمعاتنا، من المهم التواصل حول هذا الموضوع مع أبنائنا، إذ يستحيل على الطفل أن يحمي نفسه من فعل عنف يجهل تحريمه وخطورته. لذا من خلال إدراكه لمفاهيم الاعتداء الجنسي، سيكون قادراً بشكل أفضل على التعرف على المتحرش والرد على شخص بالغ لديه سلوك غير طبيعي تجاه الأطفال.

 

كيف نتحدث عن الاعتداء الجنسي مع أطفالنا؟

قد يكون من الصعب أحياناً التطرق إلى الموضوعات الحساسة مع الأصغر سناً. إذ يتوجب علينا حينها تنبيه الأطفال دون إخافتهم! وقبل كل شيء، علينا تشجيعهم على التحدث عن أي شيء يزعجهم. فكلما رأى الطفل أن والديه يتحدثان معه بوضوح حول كل ما يمكن أن يحدث في الحياة، كلما أشركهم بتفاصيل حياته وما يحدث معه. بين سن 3 و 4 سنوات، يدرك الطفل أن هناك اختلافات بين الجنسين، وشيئاً فشيئاً، يدرك أن للجسم وظائف عديدة، وبالتالي يصبح مدركاً للجنس. في هذه الفترة من الحياة يمكن للوالدين البدء بطرح موضوع الاعتداء الجنسي على الأطفال مع أبنائهم، باستخدام مصطلحات تتكيف تدريجياً مع أعمارهم.

 

ما الخطاب الذي يجب اعتماده؟

من الضروري أن نشرح لأطفالنا مصطلح الاعتداء الجنسي، وأن الأعضاء الجنسية يجب أن تظل خفيةً ومستترة. لهذا، يجب أن نحذر أطفالنا من خطورة إظهار أعضائهم أو السماح بلمسها في أي ظرف آخر غير الرعاية. تجدر الإشارة إلى أهمية  ترسيخ مفهوم "الاحتشام" في العلاقات الأسرية من خلال اتباع ما يلي: عدم إظهار الطفل جسده عارياً. الاعتياد على قرع الباب قبل دخول الحمام. غسل الطفل لأعضائه التناسلية بمفرده في المرحاض.

 

كيف تتعرف على طفل ضحية للاعتداء الجنسي؟

قد يكون من الصعب اكتشاف ضحية قاصر للاعتداء الجنسي إذا لم يتحدث. لذلك من الضروري توخي اليقظة في مواجهة العلامات التي قد تدفع المرء إلى الشك في أن الطفل ليس على ما يرام: اضطرابات النوم مشاكل المدرسة القلق الحزن ألم متكرر أي ألم أو تهيج أو رفض لفحص الأعضاء التناسلية.

 

احترازات

من المهم أن تظل يقظاً للعلاقة التي قد تربط الطفل بشخص بالغ من حوله بمجرد أن تبدو ملحة أو تتجاوز ما هو شرعي. ويزداد الأمر سوءً إذا لم يُظهر الطفل فرحاً خاصاً برؤية هذا الراشد، وخصوصاً إن أظهر خوفاً كبيراً ناحيته. ونظراً لأننا لا نستطيع أن نعيش في شك دائم وانعدام الثقة بمن حولنا، فلا يمكننا حرمان الطفل من العلاقات خارج الدائرة القريبة من العائلة المقربة أيضاً. إذ من الضروري أن يرى الطفل عائلته الممتدة وأصدقاءه لاكتساب ميزة التواصل الاجتماعي منذ الصغر،  لذلك يبقى الشيء الرئيسي بالنسبة للكبار أن يتعلموا ويمنحوا الأمان لأبنائهم القاصرين للتحدث بثقة دون خوف.

 

المصدر: Action enfance