العودة للمدارس ما بين الجاهزية الصحية والبنية التحتية

xdx9mlvu
xdx9mlvu

عمان-الغد- في نهاية كل عام دراسي، تكون مجمل الاستعدادات للعام الذي يليه، آخذة وزارة التربية والتعليم بعين الاعتبار التغذية الراجعة التي كانت ترد للمعنيين سواء في مركز الوزارة وفي المديريات، والتحديات التي كانت تظهر أثناء تنفيذ الخطة السنوية.
واليوم وفي ظل شبح الـ "ـكورونا" الذي خيم على عام دراسي ونصف سابقين تقريبا، باتت الأنظار تتجه بلهفة مع خوف وقلق وتوتر حول شكل العام الدراسي المقبل، ولا غرابة في ذلك فالوباء طال وتبعاته سيئة والخسائر فادحة، والجميع قلق وتحديدا على المستقبل التعليمي لأكثر من مليوني طالب.
ومع كل التطمينات التي تبث دوما في حرص الجميع على عودة التعليم الوجاهي وانتظام الدراسة في المدارس، إلا أن القلق لا يزال مسيطرا على الجميع تحسبا لمفاجآت قد تظهر جراء هذا الفيروس اللعين فتنقلب جميع الخطط المرسومة وتتغير الأهداف الموضوعة.
ولأجل ذلك، وتحسبا لأي طارئ ولضمان استمرارية التعليم، دأبت وزارة التربية والتعليم جاهدة على رسم جميع السيناريوهات المحتملة للعودة الآمنة للمدارس أو بالاستمرار بالتعليم عن بعد أو بالتوجه نحو التعليم المدمج أو المتوازي أو المرن بكافة تسمياته، ووضعت الخطط والبرامج التي تضمن استمرار العملية التعليمية.
وفي الأعوام التي سبقت جائحة "كورونا" كانت الوزارة في مثل هذا الوقت تعد العدة لاستقبال العام المقبل بجاهزية تامة سواء في تأمين الكوادر التعليمية وتدريبها وتأهيلها أو في الجاهزية اللازمة من مقاعد وأثاث وكتب وقرطاسية أو في تجهيز البناء المدرسي والبنية التحتية فيه ليكون بيئة صفية آمنة لأبنائنا الطلبة، وغيرها من أشكال الاستعدادات لبدء العام خال من القصور أو النواقص، حيث يعمل الجميع في مركز الوزارة أو الميدان كخلية نحل لاستقبال العام الدراسي بجاهزية عالية.
بل وقام الكثير من مدراء المدارس والمعلمين وبالتعاون مع المجتمع المحلي وبدعم من الوزارة والمديريات في جعل اليوم الأول يوما دراسيا فعليا وممتعا وجاذبا لاستقبال الطلبة وبالاستعداد التام والكثير من الحب والشوق والمتعة، تمثلت بالكتب المزينة على المقاعد والورود والحلوى وغيرها من جماليات الاستقبال للطلبة في عامهم الدراسي الجديد.
أما اليوم، فنحن بأمس الحاجة لجهود مضاعفة لاستقبال العام القادم في ظل الـ"كورونا" عبر تحقيق الجاهزية لعودة آمنة صحيا للطلبة ومعلميهم وذويهم، إضافة للجاهزية الاعتيادية كما كل عام.
العبء كبير، وتظافر الجهود مطلوب من الجميع والتعليم مسؤولية مجتمعية لا تقع على عاتق وزارة التربية فحسب بل الجميع مطالب بالمشاركة في هذه الجاهزية ومن الآن وقبل الانتهاء من العام الدراسي الحالي، فالقادم صعب جدا، فإذا ما استعرضنا النتائج السلبية التي أفرزتها الجائحة على الجميع وتحديدا على الطلبة بشكل خاص نجد أنه لزاما على الجميع العمل بجدية لتلافي ومعالجة هذه الآثار، من الناحية النفسية تحديدا والتي مست جميع أطراف العملية التربوية والتعليمية.
ولذا علينا وضع خطط إجرائية دقيقة تشتمل على كل مفردات العملية التعليمية وأطرافها، خطط غير اعتيادية ولا روتينية، متضمنة أهدافا جديدة أكثر مرونة ووضوحا وقابلية للتطبيق تتماشى مع الوضع الراهن وبالأخص ما يتعلق بالجانب الصحي والجانب النفسي، فالأمر النفسي طال الجميع بدء بالطالب وانتهاء بولي الأمر.
وفي نظرة عامة لواقع الميدان التربوي، نجد في المقابل نقصا حادا في ما يتعلق بالجانبين الصحي والنفسي، فالوضع الصحي يرتبط ارتباطا وثيقا بالنظافة العامة وما تتطلبه من توفير الموارد البشرية والمادية الكفيلة بتحقيق ذلك وخاصة ما يتعلق بمسؤولي صحة مدرسية متخصصين والمستخدمين.
أما الوضع النفسي فيتطلب توفير كوادر إرشادية كافية وبرامج توعية إرشادية وعلاجية علما بأن واقع الميدان التربوي يعاني نقصا شديدا في كليهما، ولن يفوت وزارة التربية ذلك ولن تألو جهدا في وضع الخطط الكفيلة بتحقيق ذلك وبحسب الإمكانات المتاحة.
وفي الختام كلنا أمل بعام دراسي قادم وفق ما يطمح إليه الجميع بجاهزية تامة سواء في ظل الـ "كورونا" أو بعدمها، وهذا يستلزم شحذ الهمم وتكثيف الجهود لتلافي حدوث أي تقصير أو نقص قد يعطل سير العملية التعليمية مستقبلا.

اضافة اعلان

الاختصاصية التربوية
انتصار ابو شريعة