العوضي نيابة عن أسرة السلة الأردنية: "معلش إحنا كمان نشامى"

Untitled-1
Untitled-1
أيمن أبو حجلة عمان – يعتبر لاعب المنتخب الوطني لكرة السلة موسى العوضي من الشخصيات قليلة التصريحات، لكن وعندما يتحدث، يتوجب على أصحاب الشأن الإنصات إليه، لأن كل كلمة سينطق بها ستصدر من أعماق قلبه. العوضي، كغيره من نجوم منتخب السلة، عاش ظروفا صعبة على الصعيد الرياضي في الأعوام الماضية، أندية قليلة لا تجتاز أصابع اليد الواحدة يمكن للاعبين من خلالها إكمال مسيراتهم، اتحاد لعبة في حكم الميت بعد سلسلة من المشاكل، وغياب دام حوالي عام ونصف العام للمنافسات المحلية، ما دفع البعض لهجر، أو التفكير في هجر اللعبة، والالتفات إلى أمور أكثر أهمية في زمن صعب نعيش فيه. الأوضاع تغيرت تدريجيا في الأشهر الـ18 الأخيرة التي شهدت استقرارا إداريا على صعيد الاتحاد، وعودة أندية معروفة إلى الصورة الكبيرة مثل الأرثوذكسي والأهلي والوحدات، إلى جانب مسابقات محلية أعادت الحياة للمدرجات، وهو ما منح اللاعبين بصيص أمل حيال مستقبل اللعبة وما تبقى من مشوارهم فيها. وأثمرت هذه الظروف، عن تأهل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم 2019 المقرر إقامتها في الصين بعد أربعة أشهر من الآن، إثر مشوار صعب في التصفيات، مر من خلاله اللاعبون بفترات هبوط وصعود، قبل أن ينجحوا في إسعاد جمهور الرياضة الأردنية عامة، بفوزين مهمين على الصين ونيوزلندا، ليحجزوا تذاكرهم إلى المونديال الصيني. أقيمت مباراة نيوزلندا الأخيرة يوم الرابع والعشرين من شباط (فبراير) الماضي، وأنصار اللعبة ما يزالون يعيشون نشوة الانتصار، ووسط توقعات بأن يحصل لاعبو المنتخب الوطني على تكريم يليق بما مروا به وبما قدموه من فرحة للجمهور، امتنعت الأغلبية عن إكمال المشهد، والآن يتساءل اللاعبون.. ما الذي فعلناه ليتم تجاهلنا بهذه الطريقة؟ العوضي، وبصفته من اللاعبين الأكبر سنا في صفوف المنتخب الوطني، خرج عن صمته، من خلال منشور له على حسابه الشخصي بموقع "فيسبوك"، قال فيه بالحرف الواحد: "مر أكثر من شهرين على الإنجاز الوطني والتاريخي بأقل الإمكانيات بالتأهل لكأس العالم ولم يكن هناك أي ردة فعل أو تكريم أو حتى شكر أو تقدير، ونحن لا نتحدث عن تكريم مادي من أي أحد، هذا الإنجاز الذي أفرح كل الشارع الأردني، للأسف دائما كرة السلة بعيدة عن الاهتمام، باسمي وباسم اللاعبين أطالب الجميع بتحمل المسؤولية تجاه اللعبة الشعبية الثانية في بلدنا الغالي، وأتوجه بالشكر للاتحاد الحالي على المجهودات الجبارة دون وقوف أحد معهم والإنجازات التي حققوها بوقت قياسي، وان شاء الله القادم أفضل". أرفق العوضي مع منشوره هاشتاغ #معلش_احنا_كمان_نشامى، في رسالة واضحة مفادها أن المنتخب الوطني لكرة السلة يستحق تكريما يليق بإنجازه، لا سيما وأنه سيرفع العلم الأردني في أكبر تظاهرة سلوية عالمية، في وقت فشلت فيه ألعاب أخرى عاشت ظروفا أكثر استقرارا، في بلوغ أهدافها المنشودة. يحتاج اللاعبون للدافع المعنوي قبل أي شيء، كما ألمح العوضي في منشوره أيضا إلى غياب الدعم المادي المقدم للجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة، خصوصا وأن خطة الإعداد تأخر الإعلان عنها رسميا لصعوبات مالية، في وقت يلتزم فيه القطاع الخاص الصمت، رغم أن استثمار المشاركة الأردنية بات ضرورة ملحة. الهاشتاغ السابق الذكر، انتشر سريعا على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما أعاد عدد من اللاعبين نشره وعلى رأسهم أحمد حمارشة، إلى جانب صفحات كرة السلة المتخصصة بمتابعة شؤون اللعبة محليا على "فيسبوك"، ما يشير إلى عدم رضا شعبي حيال طريقة التعامل مع ما تحقق من إنجازات بثت الفرحة في النفوس، ومنحت أملا بإمكانية عودة اللعبة إلى سابق ألقها. ويتذكر مراقبون كيف انتهت المشاركة المونديالية الأولى للمنتخب الوطني العام 2010، دون أن يستثمر القائمون والمعنيون حالة النشاط التي رافقت اللعبة، ويتخوف الجمهور الآن من تكرار الأمر ذاته، ما لم يتكاتف الجميع لإخراج المشاركة الثانية بصورة تليق بالسلة الأردنية، دون إغفال التحديات التي ستواجه اللعبة مستقبلا. ليس خافيا على أحد أن اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة تحتاج لدعم مالي لإنجاز أمور لوجستية أخرى لا تقل أهمية، مثل تقديم العون للجمهور الراغب بالسفر إلى الصين لمساندة "الصقور" في مهمتهم المقبلة، وهو ما تمنى العوضي أن يحدث خلال تصريحات لموقع الاتحاد الدولي (فيبا)، قال فيها: "نريد أن نجعل الأردن فخورا من خلال بلوغ الدور الثاني والتأهل إلى أولمبياد طوكيو 2020، آمل أن يأتي المشجعون لحضور مبارياتنا في الصين من أجل مساندتنا كما فعلوا في التصفيات". وما لفت الانتباه حقا في تصريحات العوضي، النبرة المتفائلة حيال قدرته وزملائه على تقديم عروض قوية في المونديال المقبل، إضافة إلى التعبير عن رغبته الشخصية في المشاركة بمونديال ثالث العام 2023 عندما يكون قد أتم 37 عاما من عمره. لاعبو المنتخب الوطني ما يزالون متفائلين بمستقبل أكثر إشراقا للعبة، ويبقى فقط البناء على ما تحقق، من خلال مواصلة دعم كرة السلة الأردنية بشتى الطرق التي يعتبر التكريم المعنوي أهمها، كي يشعر اللاعب بقيمة وتأثير ما أنجزه.اضافة اعلان