"الغزاة" يصوبون سهامهم الفنية إلى "المحترفين" وشيحان أول الهابطين

لاعبو الحسين يتقبلون التهاني بعد عودتهم لدوري المحترفين - (الغد)
لاعبو الحسين يتقبلون التهاني بعد عودتهم لدوري المحترفين - (الغد)

مصطفى بالو

عمان-  الحسين إربد، أو “الغزاة”، كما يحلو لعشاقه تسميته، لقب غاب سحر المعنى فيه لسنوات عن الأضواء، وعاد بقوته ولحنه الكروي، ليجمع عشاقه من جديد حوله بين “الكبار”، عندما استطاع فريق الحسين إربد أن يستعيد وهجه بقوة دفع “الحنين” لذكرياته الكروية بين أندية الممتاز أو حسب المسمى الجديد أندية المحترفين، بعدما غادر أجواء الأضواء مكرها في طقوس “هجرة قصرية”، قضاها في اللجوء الى دوري “المظاليم”، استطاع من جديد أن يلملم أوراقه ويرتبها ويسطرها بحروف الإرادة، ويكتب كلمات التفوق الفنية، ويحرك لاعبوه صدق الانتماء أمام منظومته الجماهيرية، ليخط اسمه بحروف ذهبية بلون “قميصه” بين أندية المحترفين، عندما انتزع بطاقة التأهل الأولى بصدارة مطلقة للمسابقة برصيد 28 نقطة، تاركا الصراع مستمرا الى الجولة الأخيرة من عمر دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، والذي كان فيه فريق شيحان برصيد 3 نقاط، وكان أول الهابطين في انتظار رفيقه الثاني الى مصاف أندية الدرجة الثانية لكرة القدم، وذلك بعد انتهاء الجولة 12 من عمر المنافسات.اضافة اعلان
"والله زمان يا غزاة"
“والله زمان يا غزاة”، عبارة رددها الكثيرون من عشاق ناي الحسين، وهي تجسد مدى الحب الكبير لدى أغلب جماهير الكرة، على اختلاف ميولاتها النادوية، لفريق الحسين إربد، الذي شكل وعلى امتداد سنوات طويلة نكهة كروية خالصة بين الكبار، لجمال الأداء ومهارات الأفراد، وشكل إزعاجا مستمرا للأندية الكبيرة، وأنه تؤخذ عليه قلة الحصول على ألقاب، إلا أن مدرسته خرجت فرسانا للكرة الأردنية، منذ أيام الزمن الجميل وقبل رحيله الى “المظاليم”، وتألقت بين صفوف المنتخبات الوطنية لمختلف الفئات، بل كان فريق الحسين إربد نموذجاً يحتذى به في رعاية فرق الفئات العمرية التي تميز فيها من البوابة “الشمالية” للكرة الأردنية.
فريق الحسين إربد نال العلامة الكاملة، لعدم رضوخه لمنطق الخسارة، وإن تعثر بالتعادلات التي وصل عددها الى 4، إلا أنه سجل 12 انتصارا، وترك بصمته الهجومية الخالصة عندما سجل 36 هدفاً، ناسجا خيوط التفوق على القوة الهجومية، وإن اهتزت شباكه 12 مرة، إلا أنه تصدر الترتيب العام برصيد 28 نقطة، مغردا وحده على القمة، وتاركا خطوات خلفه مع أقرب المنافسين.
“الرفيقان حائران”
تلف الحيرة مصير رفيقي المطاردة كل من فريق الشيخ حسين برصيد 24 نقطة وفريق الجليل 23 نقطة، وأحقية أحدهما في الظفر ببطاقة التأهل الثانية التي تأجل الحسم فيها الى الجولة المقبلة، بعد أن خضعا لمنطق “لعبة الكراسي” في الجولة الماضية، وتبقى الحظوظ قائمة للفريقين، وإن كانت المهمة أسهل نظريا للشيخ حسين، الذي يستعد لتسطير إنجاز تاريخي لأندية “الأغوار”، إلا أنه يصطدم بواقع أندية المظاليم المتقلب، والذي لا يخضع لمنطق، خصوصا وأن الفرق الأخرى تتسمك بفرصة البقاء الأخيرة، في الوقت الذي يطل فيه الجليل بخبرته بين الكبار؛ حيث سبق له وأن تأهل الى الأضواء في مرات عديدة، فيما تبقى قوة الإنجاز والرغبة في الظهور بين أندية المحترفين، تلف أطماعهما بالقوة والطموح نفسهما.
عموماً فريق الشيخ حسين متمسك بطموحه وهو يقف في المركز الثاني برصيد 24 نقطة، جمعها من 7 انتصارات، وتعرض للخسارة مرتين، وتعثر بالتعادل 3 مرات، وسجل 17 هدفاً، واهتزت شباكه 9 مرات، فيما يقف الجليل بالمركز الثالث برصيد 23 نقطة، جمعها من 7 انتصارات، وتعثر بالتعادل مرتين، وخسر 3 مرات، وسجل 19 هدفا واهتزت شباكه 11 مرة.
"شارع القوة"
القوة الفنية وإن تباينت في المنافسات، إلا أنها اتخذت “5” مسارب باتجاه المقدمة، ويحسب لفريق السلط الذي اجتهد على نفسه، وظهر بشكل لافت في هذا الموسم، وتقدم خطوات واسعة الى الأمام، وإن افتقد الى خبرة المنافسة على الصعود، الا أنه كان الأقرب الى المتنافسين الثلاثة بالمراكز الأولى، ليقف بالمركز الرابع بفارق الأهداف عن اتحاد الرمثا، وإن تساويا برصيد 20 نقطة لكل منهما، الا أن السلط نجح في الفوز 5 مرات، والتعادل مثلها، وسقط في فخ الخسارة مرتين، فيما اتحاد الرمثا فاز 4 مرات، وأعاقته التعادلات التي وصلت الى 8 مرات وإن لم يتذوق طعم الخسارة، إلا أنه لم يكن جاداً بالدرجة المطلوبة لتلبية نداء الكبار، والانتصار لتاريخه بين الكبار في المنافسة والعودة الى وضعه الطبيعي، واكتفى بإعلان الوجود بالمركز الخامس.
وامتدت المسارب الى فريق عين كارم الذي وقف بالمركز السادس برصيد 19 نقطة، إلا أنه تراجع عن ظهوره بين الكبار، بعد أن توقف بالصدارة لأكثر من مرة، ومضى مستسلما لواقعه بعدما فاز 6 مرات، وتعادل مرة واهتز بالخسارة 5 مرات، متقدماً على كفرسوم الذي لم يظهر بالشكل المطلوب للمنافسة من أجل العودة بين الكبار، واكتفى بالمركز السابع بعد أن جمع 18 نقطة، سجلها من 4 انتصارات و6 تعادلات وتعرض للخسارة مرتين، ومثله الاهلي الذي سبق وأن ظهر بين الكبار، إلا أنه وقف في المركز الثامن برصيد 17 نقطة جمعها من 5 انتصارات، وتعثر بالتعادل مرتين واهتز بالخسارة 5 مرات، لترضى الفرق بواقعها التنافسي والوصول الى المنطقة الآمنة.
شيحان أول المودعين
تتباين الخطورة بالنسبة للفرق التي تقف من المركز 9-14، وإن كان شيحان أول المودعين رسمياً لمنافسات “المظاليم” بوقوفه بالمركز الأخير برصيد متواضع وصل الى 3 نقاط، إلا أن الرؤية غير واضحة لهوية الفريق الهابط الثاني، وإن كان القوقازي صاحب المركز قبل الأخير برصيد 9 نقاط لديه مباراة صعبة مع اتحاد الرمثا الآمن، ما يصعب المهمة على القوقازي، في الوقت الذي يصعب فيه التقارب النقطي المهمة على بقية المتمسكين بمبدأ البقاء في ظل رؤية تنافسية، تحمل المفاجآت والتقلبات في ظل الرغبة المشتركة لدى الجميع في استثمار الفرصة الأخيرة.
عموما، يبدو الأصالة الأكثر إيمانا بعد أن وقف بالمركز التاسع برصيد 13 نقطة، متقدما بفارق نقطة عن بلعما صاحب المركز العاشر الذي يملك الأمان نوعاً ما، وفارق النقطتين الذي يفصل سحاب واتحاد الزرقاء برصيد 11 نقطة لكل منهما، عن القوقازي برصيد 9 نقاط، ولا يجعلهما بمنأى عن خطر الوقوع في “فخ” الهبوط إن اجتهد القوقازي على نفسه.

[email protected]