الغضب.. نافذة يفتحها الشخص لكشف جوانب خفية

علاء علي عبد

عمان- يمضي الكثيرون حياتهم في محاولة تجنب القيام بتصرفات تؤدي لغضب الآخرين منهم. ولو عدت بذاكرتك للوراء فمن المرجح أن تجد بأن الكثير من قراراتك المهمة التي اتخذتها كانت مبنية على أساس تجنب غضب الآخرين، حسبما ذكر موقع "Bustle".اضافة اعلان
المشكلة بهذا الأمر أن السعي الحثيث لتجنب غضب الآخرين تؤدي إلى تحكمهم بك وبمشاعرك، فطالما أنك تكيف كل تصرف تقوم به ليتماشى مع عقلية الآخرين حتى تتجنب المواجهة معهم ولتكون كما يريدك الآخرون أن تكون فهذا سيؤدي في النهاية لأن تخسر نفسك وشخصيتك.
فضلا عن هذا، فإن تجنب غضب الآخرين يمنع المرء من رؤية الجانب الآخر من شخصيتهم ليكون أكثر معرفة بطبيعتهم الكاملة. الطبيبة النفسية ليليان أوستروفسكي تقول بأن الغضب يعد في كثير من الأحيان بمثابة النافذة التي يفتحها الشخص الغاضب لكشف جوانب خفية من شخصيته.
فيما يلي عدد من النقاط التي تساعدك على تخفيف حدة المواجهة مع من يشعر بالغضب تجاهك:
- انتبه لمشاعرك أثناء سماعك لكلامه الغاضب: هذه الطريقة تساعدك على محاولة فهم مشاعرك قبل أن ترد الغضب بالغضب ولتتمكن من محاولة النقاش الهادئ معه عندما يهدأ قليلا.
-  تجنب أن تكون منحازا لقناعاتك: لدى كل منا قناعات خاصة حول كل شيء يمر به، ومن هذه القناعات مثلا أن الشخص الغاضب هو شخص سيئ، وهذه القناعة ليست صحيحة دائما، فهناك الكثير من الضغوط التي قد تقع على المرء والتي تجعله لا يحتمل المزيد مما يجعله يغضب، وهذا ليس تبريرا للغضب وإنما محاولة لمنع تحيزنا لقناعات مخزنة مسبقا بداخلنا.
-  انتبه لردود أفعالك: ردة فعلك الأولى تجاه غضب الآخرين يمكن أن تعطيك صورة واضحة عن قناعاتك؛ فعلى سبيل المثال لو شعرت بنفسك أن ذلك الشخص الغاضب سيئ فهذا يفسر لك نظرتك عن نفسك عند الغضب، أما لو تشاجرت معه فهذا يعني أنك تحتاج أن تزيد من قدرتك على ضبط أعصابك.
-  عبر عما تشعر به دون غضب زائد: عند مواجهة الغضب غالبا ما يلجأ المرء للرد بالمثل أو ربما بشكل أكبر وكأن الأمر تحول تلقائيا إلى معركة، لكن التصرف الصحيح أن تحاول وبشيء من الهدوء أو على الأقل دون أن تظهر غضبا جامحا أن تعبر عما تشعر به في تلك اللحظة. فعلى سبيل المثال لو غضب منك أحد أصدقائك بشكل غير مبرر أو زائد عن حده فيمكنك أن تخبره مثلا أنك مندهش من غضبه العارم تجاهك وأنك لا تدري كيف تستمر بهذا الجدال، علما بأنك لا تريد أن تخسر صداقته.
- لا تكبح فضولك: بعد أن توضح مشاعرك في تلك اللحظة حاول أن تلجأ لطرح الأسئلة التي يمكن أن تقودك للتعرف على شخصية الشخص أكثر وأكثر؛ فعلى سبيل المثال لو كان غضبه بسبب جملة كنت قد قلتها، فاسأله عما أغضبه في تلك الجملة.