الغور الجنوبي: الحظر يهدد الزراعة وتهافت على التصاريح

مركبة عسكرية تقوم بمراقبة الالتزام بشروط العزل في بلدة غور الصافي بالأغوار الجنوبية-(الغد)
مركبة عسكرية تقوم بمراقبة الالتزام بشروط العزل في بلدة غور الصافي بالأغوار الجنوبية-(الغد)
هشال العضايلة الكرك - أكد مزارعون في أغوار الصافي وحديثة والمزرعة، ان الحظر الشامل والعزل لبلداتهم زاد من صعوبة ظروف العمل الزراعي، وذلك بسبب تقييد حرية حركة النقل للمزارعين والعمالة اليومية في المزارع الممتدة على طول منطقة الاغوار الجنوبية. ومع بدء الإعلان عن الحظر الشامل يوم أمس في مناطق الأغوار وتقييد الحركة إلا من خلال التصاريح الرسمية المعتمدة من قبل مديرية الزراعة والحاكم الإداري بالمنطقة، شهدت مواقع الجهات الرسمية طوابير من المواطنين والمزارعين الراغبين بالحصول على التصاريح للتنقل واستخدام العمالة المحلية. ويشهد القطاع الزراعي في مختلف مناطق الاغوار الجنوبية اصلا، حالة من الارباك والفوضى منذ بدء ظهور فيروس كورونا في المملكة، لتزامن انتشار الفيروس وما تبعه من الإجراءات الرسمية بالمنطقة مع بدء فعاليات الموسم الزراعي بالمنطقة، والمتمثل بالبدء بعملية تجهيز وزراعة الأراضي الزراعية استعدادا للموسم المقبل، وفقا للعديد من المزارعين. وكان محافظ الكرك بلال النسور، أعلن أمس إجراءات تطبيق الحظر الشامل في مناطق اغوار الصافي والمزرعة وحديثة، ولمدة 14 يوما. وأكد النسور، السماح للسلاسل الغذائية بالمرور إلى منطقة الحظر، مشيرا إلى انه يتم تسجيل رقم السيارة واسم السائق قبل دخوله لتسهيل خروجه من منطقة الحظر، حيث تم اعتماد مدخل غور الصافي الرئيسي الواقع قرب المركز الأمني كمدخل وحيد للسلاسل الغذائية والطبية. وقال إنه سيتم تعطيل كافة الدوائر الحكومية والمؤسسات العامة في لواء الأغوار الجنوبية، الأ من يقوم الوزير المعني أو المدير بإصدار تصريح له، لإنجاز عمل معين، إلى جانب تعطيل البنوك واستدعائها عند الحاجة. وبين النسور، انه بدءا من يوم أمس الأحد سيكون هناك حظر شامل كلي، يمنع فيه خروج المواطنين بمركباتهم أو سيراً على الأقدام ؛ باستثناء أوقات مصرح بها لقضاء حوائجهم، وذلك بدءا من ثاني أيام الحظر من الساعة 8 صباحا وحتى الـ 2 ظهرا ووفق ترتيب الأحياء الصادر عن متصرفية الأغوار. وشدد على ضرورة حصول المزارعين على تصاريح إلكترونية، بحيث يقوم المزارع صاحب العمل الحاصل على التصريح، بتقديم احتياجاته من العمالة الزراعية لمتصرف اللواء ومدير الزراعة للحصول على تصاريح لهم. وشكا المزارع ياسر محمد، ان جائحة كورونا تسببت ومنذ اليوم الأول لبدء انتشارها بالأغوار الجنوبية بحالة من الخوف من استخدام العمالة المحلية اليومية، من ابناء الأغوار الذين يوفر لهم الموسم الزراعي فرص عمل، خشية وجود إصابات بينهم، وخصوصا وانه لا يوجد أي ضمانات على الاطلاق بسلامة العمالة من الفيروس. ولفت إلى أن هناك أعمالا كثيرة تعطلت بسبب انتشار الفيروس بالأغوار الجنوبية واتساع رقعته لبقية الاغوار بدءا من غور الصافي الذي كان من الممكن عزله نهائيا بداية الأمر والقضاء على الفيروس. وأشار إلى أن هناك معاناة أخرى تتعلق بالإجراءات الرسمية بخصوص الحظر الشامل، والتي يتم من خلالها الحصول على العمال والعاملات من السيدات العاملات بالحقول، من خلال إجراءات رسمية يومية، مضيفا ان المزارعين كانوا يعانون سابقا من ظروف الزراعة الصعبة ونقص التسويق وانخفاض الأسعار وجاءت كورونا لتقضي على آخر آمالهم . واشار المزارع سالم سليمان من غور المزرعة، إلى أن أوضاع المزارعين كلها قد أصابها الارباك والفوضى، خصوصا وان مئات المزارعين ليس لديهم في الأصل تصاريح تنقل من الجهات الرسمية، وهم المزارعون الذين يزرعون الاراضي بـ"الضمانة" من مالكين، مشيرا إلى أن هناك صعوبة في الحصول على التصاريح للتنقل لخدمة المزارع بسبب طلب الأرقام الوطنية من العمالة والتي هي عمالة متحركة ويومية وليست ثابتة طوال الوقت. وشدد على أن خسائر المزارعين سوف تتراكم الموسم الحالي أسوة ببقية المواسم الا انها سوف تكون أكثر قساوة بسبب الظروف الحالية الصعبة على المزارعين، الذين لن يتمكن عدد كبير منهم من الوصول يوميا لمزارعهم خصوصا في هذه الفترة التي يتم فها زراعة الأرض. وقال مالك العجالين من سكان غور المزرعة ان هناك إجراءات رسمية بخصوص الحصول على التصاريح الرسمية للمزارعين وغيرهم من المواطنين للتنقل في منطقة الأغوار الجنوبية، مشيرا إلى انه من الأفضل ان يتم التعامل مع المزارعين بطريقة اخرى خلافا لجميع الفئات من طالبي التصاريح، بسبب طبيعة المنطقة لكونها منطقة زراعية، وخصوصا وان هناك أشخاصا يقومون بتقديم طلبات تصاريح بكونهم مزارعين وهم في الأصل ليسوا مزارعين، ما يسبب ارباكا في الحصول على التصاريح للحركة، وخصوصا وان يتم طلب الأرقام الوطنية للعمالة التي يتم يطلبها المزارعون للعمل على مزارعهم. من جهته أكد مدير زراعة الأغوار الجنوبية المهندس ياسين الكساسبة، ان هناك إجراءات للتسهيل على المزارعين من المالكين والمستأجرين للمزارع، وممن لديهم تصاريح سابقة للتنقل الكترونية، مشيرا إلى أن المديرية زودت المتصرفية باسماء المزارعين للحصول على التصاريح الخاصة بهم. ولفت الى انه وبخصوص العمالة اليومية العاملة بالمزارع، فانه يتم تقديم الطلبات للعمالة اليومية المحلية لدى المديرية، من خلال استدعاء رسمي من المزارع وحسب طلبه باعداد العمالة التي يحتاجها ويتم تغطية الطلب حسب العدد. وشدد الكساسبة، ان المديرية تنفذ التعليمات الواردة بقرار الحظر الشامل من الجهات الرسمية وبخصوص الاشتراطات الصحية وحرصا على سلامة المواطنين والمزارعين.اضافة اعلان