علا عبد اللطيف
الغور الشمالي - تسببت الاعتداءات المختلفة على قناة الملك عبدالله، في لواء الغور الشمالي بحرمان العشرات من المزارعين من الحصول على حصصهم المائية المخصصة لأغراض ري مزروعاتهم، مما سبب لهم ذلك خسائر تضاف إلى الخسائر المتراكمة اصلا، والناتجة عن تداعيات ازمة كورونا وموجات الصقيع والحر واختناقات التسويق.
وطالب هؤلاء المزارعون، بتشديد العقوبات بحق المخالفين، والمعتدين على القناة، لضمان وصول المياه لمزارعهم، وخصوصا في الظروف الحالية.
وأكدوا ان الاعتداءات على القناة تتمثل بعدة أشكال مختلفة، منها تمديد خطوط مياه مخالفة إلى القناة وإلقاء النفايات وتراكمها بشكل عشوائي على الطريق المحادي للقناة، مما يعمل ذلك على إغلاق الأنابيب التي تعمل على توصيل المياه للمزارع، وتلويث مياه القناة.
وأشار المزارع محمد البشتاوي، ان المُزارع في الأغوار يعاني العديد من المشاكل الزراعية المتمثلة بارتفاع اثمان مستلزمات الإنتاج الزراعي، وإغلاق المعابر الحدودية، ناهيك عن ارتفاع أجرة العمالة المحلية جراء النقص الحاد بالعمالة الوافدة.
وأكد أن تلويث النفايات للقناة سيوثر سلبا على المزروعات، وخصوصا المزروعات الحساسة التي تحتاج إلى اكبر قدر من المياه.
واضاف البشتاوي، أن هناك العديد من سكان المنطقة يقومون بإلقاء النفايات في قلب قناة الملك وعلى جانبيها، مشيرين إلى أن تواجد تجمعات عشوائية لعمالة وافدة تقطن بالمنطقة، يفاقم من المشكلة، فهؤلاء يلقون بالنفايات في قلب القناة وعلى جانب الطريق المحاذي لها دون اي اهتمام.
وتتواجد في مختلف مناطق وادي الأردن تجمعات للعمالة الوافدة من جنسيات باكستانية ومصرية وسورية.
وأكد المزارع خالد الرياحنة إن بعض السكان المجاورين لقناة الملك عبدالله يجمعون النفايات ثم يقومون بطمرها في حفر أو إلقائها في القناة، الأمر الذي يُسبب مشاكل بيئية خطيرة، ناهيك عن أن ذلك قد يؤدي إلى فيضان القناة وما يتبعه من خطر على حياة السكان المجاورين لها.
ويطالب الرياحنة، الجهات المعنية بضرورة العمل على إيجاد حل لهذه المشكلة، محذرا من حدوث تلوث للقناة، وما يتبعه من أخطار صحية وبيئية، في حال بقي الوضع على ما هو عليه.
ويؤكد المزارع محمود ابو صهيون، أن مشكلة الاعتداءت على قناة الملك عبدالله متنوعة ومتعددة ولا تتوقف على إلقاء النفايات بل يقوم البعض بسرقة المياه من خلال خطوط يمدها البعض من تحت باطن الأرض، ويتم توصيلها للمزارع المجاورة، مما يؤثر ذلك سلبا على كميات المياة المسالة للمزارعين الآخرين، وعلى سعة التخزين للقناة.
وأشار إلى ان هذه المشكلة مضى عليها وقت طويل، دون أي حل لها، مضيفًا أن مزارعي اللواء طالبوا أكثر من مرة بضرورة إيجاد حل لتلك المشكلة، لاسيما وأن الاجراءت التى تتخذها السلطة لم تحد من تلك الاعتداءات.
من ناحيته، يوضح نائب رئيس بلدية شرحبيل بن حسنة عقاب العوادين أن وجود النفايات بهذه الطريقة على جانبي القناة يشكل خطرًا بيئيًا وصحيًا حقيقيًا، ما يتطلب اتخاذ إجراءات جدية للتغلب على هذه المشكلة.
ويقول إن هذه المشكلة ظهرت مع انتشار المساكن العشوائية لعمال وافدين يقطنون مع عائلاتهم وأطفالهم، مؤكدا أنه سـيتم مخاطبة الجهات المعنية لإيجاد حل جذري لمنع إلقاء النفايات في القناة أو على جوانبها أو بالقرب منها.
وأشار إلى ان البلدية تعمل على مدار الساعة لجمع تلك النفايات، مبديا وجود بعض العراقيل بعملية جمع النفايات، كالتأخير بإخراج النفايات وعدم التزامن مع وقت حضور الكابسة او عامل الوطن.
من جانبها أكدت مصادر من وزارة المياه والري، ان السلطة ضبطت العديد من الاعتداءات على مياه قناة الملك عبدالله في منطقة الأغوار الشمالية، تمثلت بتمديد خطوط أسفل الشوارع المحاذية للقناة بأقطار مختلفة ولمئات المترات لري مزروعات مختلفة بطريقة مخالفة.
وأشار إلى انه يتم اتخاذ العديد من الاجراءت الرسمية بحق المخالفين، لاسيما وان تلك الاعمال توثر سلبا على المزارع المجاورة وعلى حق المزارعين في حصص الري.
وقال مساعد أمين عام سلطة وادي الأردن للواء الغور الشمالي المهندس فيصل الغادي، ان فرق الحماية العاملة في سلطة وادي الأردن تعمل على مدار الساعة، لضبط المخالفين وتحرير المخالفات بحقهم، موضحا ان هناك مخالفات مالية إضافة إلى التحويل إلى الحاكم الإداري.
وأشار إلى ان كوادر السلطة قامت بضبط حوالي 300 مخالفة في شهر أيار (مايو)الماضي، مؤكدا اتخاذ الإجراء القانوني المناسب بحق هؤلاء المخالفين.
أما بخصوص إلقاء النفايات بحرم القناة، فأكد الغادي ان السلطة قامت بعمل العديد من الحملات التوعوية، والإرشادية لتوضيح خطورة تلك النفايات على المياه وعلى المواطنين، وذلك بالتعاون مع البلديات، ومجالس البلدية، مشيرا إلى انه ورغم ذلك الا انه ما تزال الظاهرة موجودة.
وأكد انه سيتم اتخاذ اشد الاجراءت القانونية بحق المخالفين في حال ضبط اي مخالفة او اعتداء من قبل كوادر السلطة العاملة على مدار الساعة.
