الغور الشمالي: حشرة "حفار" تفتك بأشجار تين

الغور الشمالي - أكد مزارعون من منتجي ثمار التين، تخوفهم الكبير من انتشار حشرة حفار ساق التين "ذات القرون الطويلة" في اشجارهم، لاسيما وانها تتسبب بموت الاشجار وإضعاف الانتاج في حال التأني في مكافحتها.اضافة اعلان
ولفتوا الى ان انتشار هذه الحشرة سيفاقم خسائرهم، التي تعرضوا لها في منتجات زراعية أخرى، فغالبا يعول مزارعو الاشجار المثمرة المختلفة، على موسم ثمار التين والصبار، لتعويض خسائرهم، أو إكسابهم ارباحا جيدة من هاتين الثمرتين، لارتفاع أسعار بيعها للمستهلكين، وللاقبال عليها.
وطالبوا وزارة الزراعة بمساعدتهم في مكافحة هذه الآفة، وإرشادهم الى الطرق الافضل لوقف انتشارها، وتزويدهم بالأدوية والمبيدات مجانا، تلافيا لوقوعهم في خسائر مالية جديدة، تنضاف الى ما تعرضوا له من خسائر في منتجاتهم الزراعية الاخرى، وحماية للثروة الوطنية من شجرة التين.
وأشاروا الى إن موسم التين للعام الحالي، بدا غير مبشر لتدني حمل أشجار التين، مقارنة بسابقه الذي كان إنتاج أحمال اشجاره كبيرا.
وأشاروا الى أنه برغم جودة موسم التين السابق، الا أن تبعات جائحة كورونا كالإغلاقات، لعبت دورا كبيرا في عرقلة وتسويق ثماره، برغم نضوجها وجودتها، واقتصرت عملية بيع ثمار التين، على مناطق ينتج فيها غالبا، ما أضعف من تحقيقهم أرباحا معقولة لذلك الموسم.
المزارع محمد العيد، أكد ان هذه الحشرة التي يصعب اكتشافها، باتت تشكل عبئا على موسم التين الحالي.
ولفت العيد الى أن أعراضها تظهر في حال تقدمت إصابتها للأشجار، فتظهر على هيئة ثقوب بيضاوية على السيقان والفروع، كما ويتشقق القلف وتظهر تحته أنفاق يرقات تمتلئ بنشارة الخشب ومخلفات اليرقات، وتخرج من فتحات الأنفاق خيوط بطول 2 سم مصنوعة من نشارة الخشب المتكتلة والمصبوغة باللون الأحمر، بحيث تتجمع عند جذع الشجرة، كما وتتكسر الفروع وتضعف الأشجار، ما يتسبب بتخفيض إنتاج الشجرة، وفي النهاية موتها.
ونوه الى أن طول حشرة الحفار (الخنفساء)، يصل الى نحو 3 سم، ولونها بني غامق، وذات قرون استشعار بطول جسمها تقريباً؛ اما طول اليرقة، فيصل الى نحو 2.5 سم عند اكتمال نموها، وتكون في الطور المتسبب بالضرر للشجرة.
وأفاد العيد، أن أنثى حشرة الحفار، تضع بيضها على السيقان وشقوقها وفروعها، بواقع 2 الى 3 بيضات في الليلة الواحدة، ويفقس البيض بعد نحو 7 أيام، لتخرج بعدها يرقات تبدأ بالحفر وتضغط نشارة الخشب مع فضلاتها في الأنفاق؛ بحيث يستغرق الطور اليرقي نحو 9 أشهر، تتحول اليرقات بعدها إلى عذارى، تخرج على هيئة حشرات كاملة بعد أسبوعين.
وبين ان عدد اليرقات في الشجرة الواحدة، يصل إلى 6 أو 7، لافتا الى شجرة التين التي يصيبها الحفار، قد تموت خلال 3 أشهر مهما كانت قوية، أما في حال وجود عدد أقل منها في الشجرة، فيؤدي ذلك الى ضعف عام في الشجرة وقلة في حملها.
ولفت العيد، الى أن ظهور حشرات الحفار يبدأ في أواخر نيسان (إبريل)، ويستمر حتى ايلول (سبتمبر)، في حين تمكث اليرقات في أنفاق الشجرة طوال العام.
وأوضح انه يجب مكافحة هذه الحشرات حاليا، بسبب فصل الصيف، ولانجذابها بشدة الى الضوء، وهذا بالتالي على المساعدة في ملاحظة حجمها الكبير، ما يمكن جمعها وقتلها.
وطالب برش أشجار التين حاليا للقضاء على الحفارات، وتوجيه عمليات الرش الى شقوق السيقان والفروع، مبينا أنه يمكن لليرقات الاستمرار بالتغذي على الفروع الجافة المقطوعة، من هنا يجب حرق المصاب منها بعد تقليمها.
وأشار المزارع خالد البكار، الى ان الأضرار التي تقع على الشجرة، تنحصر فيما تحفره اليرقة من أنفاق في منطقة الساق والأغصان الكبيرة ذات القطر البالغ 8 سم، وكذلك فيما تحدثه الحشرة الكاملة من تآكل للقشرة السطحية للسيقان والثمار حديثة التكوين، اذ يشتد الضرر ليبلغ حد الخطورة عند يصل عدد اليرقات بين 6 الى 7 في الساق الواحدة، وبهذا يتدنى إنتاج الشجرة وتموت الشجرة.
وطالب الوزارة، بتوزيع مبيدات وأدوية مجانا على المزراعين لارتفاع أسعارها، لمكافحة هذه الآفة، لحماية أشجار التين من الموت.
مدير زراعة لواء الغور الشمالي الدكتور موفق ابو صهيون، قال إن وقاية أشجار التين من الاصابة، تتمثل بمكافحة هذه الآفة.
ولفت ابو صهيون الى ان إبقاء الاشجار قوية النمو، يتطلب اتباع إرشادات مكافحة الحشرة، ومنها: الاعتناء بالري من حيث كمية المياه ومواعيده وعدم تعطيش الأشجار، فالخلايا القوية الممتلئة بالعصارة، تقاوم اختراق اليرقات الصغيرة أكثر من غيرها.
كما دعا لتسميد الأشجار بأسمدة مناسبة، للمحافظة على قوة الشجرة، والاعتناء بتعشيب الأرض الرزاعية وتنظيفها، في حال وجود إصابات، وتقليم الأغصان المصابة، وكذلك قلع الاشجار المصابة إذا كانت إصابتها شديدة جدا، وحرق ما مصاب منها قبل تحول اليرقات الى حشرات بالغة، ويفضل أن ينفذ ذلك في الشتاء.
كما اوصى أبو صهيون بتغطية مخلفات التقليم بعجينة "بوردو"، يضاف اليها مبيد حشري سام، يمنع الحشرات من وضع بيضها في الشقوق وأماكن القطع.
وأشار الى أن أشهر طرق مكافحة اليرقات، قديمة، تتمثل بإدخال سلك معدني في الأنفاق التي صنعتها الحشرة، ليصل السلك إلى آخر النفق، ويقتل اليرقة، مشددا على انه يجب استخدام مبيدات الرش عندما لا يوجد ثمار.