الغور الشمالي: غياب المشاريع يدفع بالشباب للهجرة من اللواء -فيديو

Untitled-1
Untitled-1

علا عبد اللطيف

الغور الشمالي- يدفع غياب المشاريع الاستثمارية والتنموية في لواء الغور الشمالي الشباب الى الهجرة من مناطقهم الى المحافظات الأخرى، خاصة محافظة إربد أو العاصمة عمان، للحصول على فرص عمل توفر لهم لقمة العيش، لاسيما وأن اللواء يفتقد لأي مشروع تنموي من شأنه حل مشكلة البطالة المتفاقمة بين صفوف الشباب والتي تقدرها جمعيات عاملة باللواء بحوالي 20 %.اضافة اعلان
فبعد طول معاناة مع المواصلات ذهابا وإيابا من مقر سكنه في اللواء الى عمله في إربد، وجد الشاب العشريني محمد البشتاوي نفسه، أنه لا فائدة من استمرار السكن في اللواء، فما كان منه إلا أن غادر وأسرته السكن في محافظة إربد، رغم ارتفاع أجرة السكن وتدني الراتب، الذي يتقاضاه من إحدى الشركات العاملة بصناعة الألبسة.
ويؤكد أن أجرة السكن بإربد تظل أقل من أجرة المواصلات من وإلى اللواء، علاوة على توفيره الوقت والجهد في التنقل من وإلى محافظة إربد.
ويقول إنه اضطر الى هجر لواء الغور الشمالي، لأنه يفتقد للمشاريع التنموية والاستثمارية التي يمكن أن توفر فرص التشغيل والعمل.
حالة الشاب البشتاوي تنطبق على حالة الكثيرين من الشباب في اللواء، الذي يعاني من غياب الفرص التشغيلية، مما يدفع أسرهم الى ترك اللواء بشكل جماعي، الى حيث يمكن لها الانضمام إلى أبنائها في العاصمة أو محافظة إربد.
وأكد المواطن علي الرياحنة، أن تراجع القطاع الزراعي في وادي الأردن وفي لواء الغور الشمالي، جراء ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج الزراعي، والتقلبات الجوية، ناهيك عن الأوضاع السياسية في المنطقة، التي تشهدها بعض الدول العربية والتي تعد سوقا حقيقية لتصدير بعض المنتوجات الزراعية، كلها أمور أسهمت الى حد كبير في تراجع مستويات المعيشة لدى الكثير من الأسر في اللواء، وكانت سببا مباشرا في تراجع القطاع، ما يدفع في نهاية الأمر الى البحث عن فرص دخل أكثر جدوى، خصوصا بالنسبة للمتعطلين عن العمل غير المتعلمين. وأوضح المواطن محمد صبري من سكان اللواء، أن إحدى أهم المشاكل التي يعانيها اللواء هي البطالة والفقر، بسبب ضعف أو غياب فرص العمل؛ حيث يفتقر اللواء إلى أي من المشاريع الاستثمارية سواء الخاصة أو الحكومية المشغلة للأيدي العاملة، بما يدفع الشباب والأهالي على حد سواء إلى الهجرة، حيث فرص العمل غالبا ما تتركز في العاصمة عمان وفي محافظة إربد.
وأكد أنه ورغم المطالبات العديدة من أهالي اللواء بعمل مشاريع استثمارية تسهم وتحد من انتشار البطالة بين صفوف الشباب للحد من المشاكل الاجتماعية، التي ظهرت موخرا في المنطقة كالمشاجرات، وتعاطي الكحول والمخدرات، الا أنها لا تجد استجابة، مشيرا الى أن الفرص التشغيلية لا تأتي إلا عن طريق الواسطة أو المعارف، وهو أمر لا يتاح للجميع في اللواء.
ومن جانبه، يؤكد مدير أقاليم تدريب المراكز المهنية في وادي الأردن المهندس ضياء المنسي، أن هناك ظاهرة في اللواء بدأت تبرز بشكل واضح، وتتمثل في رحيل العديد من العائلات مع أبنائها الى مناطق أخرى، للبحث عن فرص عمل.
وأشار الى أن مركز التدريب المهني أخذ على عاتقه المساهمة والحد من انتشار البطالة بين صفوف الشباب، مشيرا الى أن هناك العديد من البرامج الوطنية والدورات التي تعقد في المركز ومنها برنامج "خدمة وطن"، بالإضافة الى دورات تعليمية، في الخياطة والحلاقة، وكهرباء السيارات، مبينا أن المتدرب يحصل فيها على مبلغ مالي حوالي 125 دينارا لتغطية أجور المواصلات وكمصروف شخصي.
وأكد المنسي، أن مدة الدورة حوالي 3 أشهر، وأن أغلب المنتسبين هم من فئة الجامعيين الذين لم يحصلون على فرصة عمل رغم المحاولات المتكررة في البحث عن هذه الفرص.
وأضاف أنه سيكون هناك متابعة حثيثة من المركز في حال تخرجهم، لكي يتمكنوا من فتح مشاريع ذاتية تمكنهم من شق طريقهم، وذلك بالتعاون مع المنظمات العالمية وصندوق التنمية والتشغيل، بالإضافة الى صندوق الزكاة.
وأكد المنسي أن هذه البرامج التي يتم تنفيذها ستعمل على الحد من هجرة الشباب من اللواء.
ومن جانبه، أكد مدير مكتب عمل لواء الغور الشمالي نضال القرعان، عدم وجود رقم محدد للبطالة لدى المكتب، مشيرا الى أن نسبة البطالة يتم أخذها على مستوى المحافظة.
وأضاف القرعان أن مكتب العمل يعمل بشكل جدي من خلال استقطاب الاستثمارات للواء والعمل على تشغيل الأيدي العاملة بين صفوف الشباب، مؤكدا أن هناك نية لفتح مصانع في اللواء وتشغيل أيد عاملة يصل عددها الى 700 شاب وشابة.
ومن جانبه، أقر مصدر من مديرية التنمية الاجتماعية في اللواء بوجود ظاهرة هجرة الأسر من اللواء، كون لواء الغور الشمالي يفتقد للمشاريع التي تعمل على تخفيف البطالة بين صفوف الشباب، مشيرا الى أن غيابها زاد من أعداد المتقدمين لصندوق المعونة الوطنية، والبحث عن مساعدات من الجمعيات التعاونية.