الغور الشمالي: قاعات امتحان "التكميلية" بعيدة وباردة

طالبات خلال تقديمهن امتحان ثانوية عامة تكميلي في الغور الشمالي-(الغد)
طالبات خلال تقديمهن امتحان ثانوية عامة تكميلي في الغور الشمالي-(الغد)
علا عبداللطيف الغور الشمالي – أبدى طلبة ثانوية عامة للدورة الصيفية التكميلية (توجيهي) وأولياء أمورهم في لواء الغور الشمالي بمنطقة الكريمة، استياءهم من بعد قاعات الامتحان عن أماكن إقامتهم، وصعوبة وصولهم إليها، وانعدام تدفئتها، في ظل الطقس البارد خلال الشتاء الحالي. وطالب بعضهم بإيجاد قاعة في بلدة الكريمة، وتوفير وسائل تدفئة لها، ومعاملة طلبة البلدة معاملة خاصة، لأن مناطقهم في الشتاء، تتعرض للاغلاقات والفيضانات جراء هطل الامطار التي لا تستوعب العبارات كميات المياه المتدفقة اليها، ما يتسبب بتأخرهم عن الوصول الى قاعاتهم الواقعة في بلدة الشونة الشمالية، والتي تبعد عن بلدتهم نحو 15 كلم. ووفق طلبة من الكريمة، قالوا في أحاديث لـ"الغد"، إن اختيار القاعات غير مدروس، ولم يراع الظروف الاجتماعية لطلبة المنطقة، فأبناء الأغوار يعانون من ظروف مالية صعبة جدا، مشيرين إلى أن أكلاف التنقل من وإلى القاعات، يثقل كاهل ذويهم. الطالب علي حمد، أكد اضطراره للبقاء في بيت اقارب له بالشونة، لبعد المسافة بين الكريمة وموقع قاعته لتقديم الامتحان، خشية وقوع اي ظرف محتمل، يمنعه من الوصول للقاعة، مشيرا الى ان الظروف المالية الصعبة التى يعاني منها اهله، تحرمه من الوصول إلى الشونة لتقديم الامتحان، اذ تبلغ تكلفة تنقله نحو 5 دنانير، لذا يبقى في بيت أقربائه لحين انتهاء الامتحانات، مطالبا الجهات المعنية بإعادة النظر في مواقع قاعات الامتحان، واختيار قاعات تراعي ظروف الاهالي والطلبة. وأكدت الطالبة عليا محمد، أنها تقطع مسافة تراوح بين 10 الى 20 كلم، لتصل إلى قاعة الامتحان في منطقة بعيدة عن محل اقامتها في وادي الريان، بينما المنطقة التي تقدم فيها امتحاناتها في المشارع، لا تتوافر اليها المواصلات، وبعيدة عن الأماكن الأخرى، كما ان موسم الشتاء يعوق الوصول للقاعات، لتعرض المنطقة للفيضانات وخصوصا الشوارع الرئيسة. وأضافت أنها في حال ذهبت إلى قاعة امتحانها، تضطر للخروج من منزلها مبكرا جدا، وتنتظر وسيلة نقل لتقلها الى الشونة، مؤكدة ان القلق والخوف يسيطران على الطلبة قبل التقدم للامتحان جراء ما يعترضهم من مشاكل بسبب الامطار والفيضانات وعدم الحصول على وسيلة نقل تيسر وصولهم الى قاعاتهم. وأشارت الطالبة صبا خالد الى أنها تقدمت لامتحان الثانوية العامة قبل حوالي دورتين، وكانت أجواء القاعات غير مناسبة لارتفاع درجات الحرارة، اذ كانت بعض القاعات خالية من أي وسيلة تبريد، مؤكدة ان قاعات الامتحانات في الأغوار بالذات، تحتاج لمكيفات ووسائل تدفئة. ويسيطر القلق على والدة الطالبة غنى علي عند ذهابها الى قاعة الامتحانات، التي تقع في المنشية، اذ تبعد عن محل اقامتها مسافة بعيدة، وتقع المدرسة التي يعقد فيها امتحانها على طريق زراعي غير مخدوم بشبكة طرق، ما يضطرها لاستئجار وسيلة نقل توصلها إلى المدرسة مع مجموعة من زميلاتها، وسط معاناة لا تتناسب وما يحتاجه الامتحان من ظروف هادئة ومريحة، وخصوصا أنها المرة الأولى التي تذهب فيها للمنطقة ولا تعرف معالمها. ويرى أولياء أمور أن بعد القاعات عن أماكن سكناهم، يوثر سلبا على تحصيل الطلاب ونتائجهم، في ظل أجواء باردة جدا، الى جانب المعاناة من المواصلات، والارهاق الجسدي والقلق النفسي، ما يفقدعهم التركيز عند مواجهة ورقة الامتحان. مديرة التربية والتعليم في الغور الشمالي فاطمة الطلافحة، أكدت ان اختيار قاعات الامتحان يجري بعناية تامة، لتكون قريبة من أماكن سكن الطلبة، ومخدومة بالمواصلات لتسهيل عملية التنقل، لافتة الى تجهيز القاعات وصيانة أجهزتها الكهربائية ووسائل التدفئة.اضافة اعلان