الغور الشمالي: موقع آثار طبقة فحل هجره المستثمرون

موقع آثار طبقة فحل في الغور الشمالي-(ارشيفية)
موقع آثار طبقة فحل في الغور الشمالي-(ارشيفية)

علا عبد اللطيف

الغور الشمالي - رغم أنها من المعالم الآثرية البارزة في الأردن، وغنية بآثار تاريخية تعود إلى العصور الرومانية، إلا أن طبقة فحل الواقعة إلى الغرب من مدينة إربد، "تُعاني من اهمال شبه دائم، فمعظم طرقها وخصوصا الرئيسة منها بحاجة إلى إعادة تأهيل أو تعبيد، ناهيك عن أنها تفتقر إلى إنارة"، وفق مواطنين يؤكدون "أن بعض الشوارع لم تشهد، ومنذ 20 عاما، أي تغيير هندسي أو عمل أي خلطات إسفلتية لها.اضافة اعلان
ويقول هؤلاء المواطنون "إن هناك عدم تنسيق ما بين الجهات المعنية في السياحة، لا بل لا يوجد مثل هذا التنسيق، بخصوص هذه المنطقة، الأمر الذي يدفع المستثمرين إلى هجرها رغم أهميتها التراثية والتاريخية والسياحية"، مشيرين إلى افتقار برامج وزارة السياحة والآثار لأي ذكر عن طبقة فحل، ما يعني أن هناك "تهميشا أو تقصيرا مقصودا".
ويؤكدون "أن غياب الخدمات الأساسية في المنطقة، أدى ويؤدي إلى تخفيض نسبة الزائرين والسياح".
ويؤكد مدير استراحة طبقة فحل أحمد الشبول أن الاهتمام بطبقة فحل "شبه غائب"، ناهيك عن عدم تنسيق الجهات المعنية بين بعضها البعض، وهو ما دفع المستثمرين إلى "هجر المنطقة رغم أهميتها التراثية والتاريخية والسياحية".
ويوضح، في تصريح صحفي خاص لـ"الغد"، أن أغلبية شوارع المنطقة بـ"حاجة إلى عمليات تعبيد وإعادة تأهيل، ناهيك عن أنها تفتقر للإنارة، بالإضافة إلى أن مدخل طبقة فحل بحاجة إلى عمليات تجميل كزراعة أشجار زينة، وإنشاء جزيرة وسطية في طريقها الرئيس"، قائلا إن ذلك يعمل على جذب المزيد من السياح لزيارة المنطقة والاستمتاع بمناظرها الطبيعة التاريخية الخلابة، إذ يستطيع بُعيد ذلك من الانتقال بكل حرية وسهولة ويسر".
الشبول، الذي عمل على إعادة استثمار الاستراحة السياحية في المنطقة، يقول إن هذه الاستراحة من شأنها تنشيط الحركة السياحية في طبقة فحل، فضلا عن أنها تعمل على تشغيل العديد من أبناء المنطقة، الأمر الذي يساهم بالتخفيف من حدة البطالة وبالتالي الفقر".
ويؤكد "عدم وجود تنسيق فعلي وواضح ما بين وزارة السياحة والآثار والمستثمرين، بالإضافة إلى أنه لا يوجد أي برامج تشير إلى وجود استراحة سياحية بطبقة فحل، تبلغ عملية تكلفة تشغيلها 30 ألف دينار سنويا"، ما يعني أن هناك "تهميشا أو تقصيرا مقصودا"، داعيا وزارة السياحة إلى تعريف السائحين والزوار والمتنزهين بوجود استراحة وذلك من خلال برامج متخصة بذلك أو على الأقل بروشورات.
مدير مشروع "أربيلا بارك" محمد العيل، بدوره يقول "إن غياب الخدمات الأساسية في المنطقة، أدى إلى خفض نسبة الزائرين"، مضيفا "أنه ومنذ حوالي الـ3 أشهر لم يقم أي زائر أو سائح سواء أكان أجنبيا أم مواطنا بزيارة "أربيلا بارك"، الأمر الذي يُنذر بكارثة مالية قد تصيبه، فتكلفة هذا المشروع تبلغ 800 ألف دينار.
ويعزو أسباب ذلك إلى "وعورة الطريق المؤدية إلى مشروعهم فهي ترابية وبحاجة إلى تعبيد وبعضها إلى إعادة تأهيل، كما يفتقر إلى الإنارة، بالإضافة إلى غياب التنسيق ما بين الجهات المعنية بذلك".
ومشروع "أربيلا بارك" عبارة ألعاب مائية ومسابح و"شاليهات" خاصة، فضلًا عن غرف فندقية تتيح للزائرين والسياح المبيت بكل راحة وهدوء وطمأنينة، على ما أضاف العيل الذي يؤكد أن منطقة طبقة فحل تُعتبر "منسية" في عيون جهات مسؤولة، ناهيك عن أنها من المناطق الأشد فقرا في المملكة.
ويقول المواطن محمد صبري "إن العديد من شوارع المنطقة لم تشهد، ومنذ 20 عاما، أي تغيير هندسي أو عمل أي خلطات إسفلتية لها، ومن الصعب أن يمشي المواطن عليها جراء ما فيها من حفر كثيرة وعميقة ومطبات، ناهيك عن أن الكثير منها شوارع ترابية"، مضيفا أن "الكثير من المركبات تتعرض للأضرار جراء ذلك".
ويتابع أن تلك الأمور مجتمعة "تُسبب بيئة طاردة للسياحة في منطقة طبقة فحل رغم تاريخها وتراثها".
من جهته، يوضح رئيس قسم التنظيم في بلدية طبقة فحل أحمد الصقور "أن هناك مشروعا لتعبيد شوارع المنطقة، حيث سيتم فتح عطاء خلطة اسفلتية خلال الأيام المقبلة".
وطبقة فحل عرفت قديما ببيلا، شيدت في العصر الهلنستي خلال الفترة التي شهدت فتوحات الاسكندر المقدوني وسميت بيلا نسبة إلى المدينة التي ولد فيها الاسكندر.وتعتبر إحدى المدن العشر في حلف الديكابولس الذي أقيم أيام اليونان والرومان.