الغور الشمالي: 60 سيدة يتحدين الصعوبات والعادات بالعمل في فرز النفايات

1572967970368308500
1572967970368308500

علا عبد اللطيف

الغور الشمالي- استطاعت حوالي 60 سيدة من مختلف مناطق لواء الغور الشمالي تسجيل قصة نجاح وتحدي صعوبات العمل والعادات، من خلال العمل في محطة تحويلية لفرز النفايات الصلبة الموردة إليها من بلديات محافظة اربد المختلفة، وتحويل المكب الذي كان يشكل مكرهة صحية للمجاورين إلى حديقة.اضافة اعلان
وأكدت عضو محلي بلدية معاذ بن جبل، لمنطقة المنشية تهاني الشحيمات أن أهالي المنطقة كانوا يعانون من الروائح الكريهة الصادرة عن مكب المنشية، الذي كان يشكل بؤرة لتجمع الحشرات الزاحفة والطائرة.
ورغم المحاولات العديدة التي استخدمت لمعالجة مكب المنشية الا أنها لم تفلح بمعالجة المشكلة.
وبينت انه تم تحويل المحطة التي اقيمت على انقاض مكب النفايات القديم الذي تم اغلاقه وتحويلها إلى محطة تحويلية بدعم وتمويل من برنامج الامم المتحدة الانمائي تحول إلى فرصة تنموية واعدة واصبح صديقا للبيئة، بعد ان كان نقطة بيئية حرجة ، على مساحة 88 دونما اذ أصبح المكب، حديقة بئية ومعلما من المعالم الجمالية بالمنطقة، بعد ان كانت بئية طاردة لأهالي المنطقة انفسهم.
وأكدت الشحيمات، ان السيدات يعملن في المحطة على فرز النفايات الصلبة الموردة اليها من بلديات الأغوار الشمالية والوسطية وخالد بن الوليد في لواء بني كنانة والشفا في محافظة عجلون، وتجهيزها للبيع لمتعهدين وتجار يقومون بدورهم ببيعها إلى المصانع لإعادة تدويرها وإنتاجها من جديد.
واشارت شحيمات، أن العمل بالمشروع وجد رفضا من الأهالي في تشغيل النساء بفرز النفايات، ولكن بعد أن كثفت البلدية تواصلها مع الأهالي وأقامت دورات ومحاضرات متنوعة، تمكنت من اقناع الأهالي بجدوى تشغيلهن.
وتقبل العاملات في المحطة على أداء عملهن بكل همة وعطاء وحب وروح عالية، بحيث شكلن قدوة ونموذجا يحتذى، كما يشير رئيس مجلس محلي منطقة المنشية المهندس محمد الشمالي ونائب رئيس محلي الخدمات المشتركة لمحافظة اربد. واشار الشمالي إلى ان السيدات أصبحن يتقن العمل على الرافعات الشوكية وعمليات الضغط والكبس اللازمة للنفايات المفروزة والمعدة للبيع في السوق المحلية.
وتقول احدى العاملات في محطة فرز النفايات العشرينية نهى علي، انها تحدت الرفض من ذويها ومن المجتمع بالإقبال على العمل بالمشروع، مشيرة إلى ان مكان العمل يعتبر بيئية مناسبة اذ تتوفر فيه شروط الصحة والسلامة العامة، ناهيك عن الخدمات الاخرى ووجود الالفة والمحبة بين العاملات.
واشارت إلى ان الظروف المالية والمعيشية الصعبة لأسرتها هي الدافع لها ولمجموعة من النسوة في لواء الغور الشمالي على اقتحام هذا النوع من العمل، رغم طبيعته الشاقة احيانا، والتي تحتاج إلى جهد وعضلات.
وقالت إن العمل ورغم صعوبته في بداية الامر الا انه ما لبث بعد ايام قليلة ان اصبحت الصعوبة وراء ظهورهن واصبحت الالفة وعشق العمل وطبيعته هي السائدة بين زميلاتها، وهو ما دفعهن إلى التفكير بمأسسة وتطوير عملهن من خلال جمعية لتعميم الاستفادة من التجربة.
واشارت إلى ان العاملات بالمحطة ولتعميم الاستفادة ونشر ثقافة العمل بين اوساط السيدات، عملن على تأسيس جمعية رواد الاغوار الشمالية التعاونية للتنمية، متعددة الاغراض ومحدودة المسؤولية خلال شهر ايلول(سبتمبر) الماضي، والتي اصبحت فيما بعد هي المشغلة لمحطة فرز النفايات في المحطة التحويلية.
واكدت انه لا مستحيل مع الارادة، والعزيمة والتصميم والتغلب على ثقافة العيب، لأن المراة المنتجة هي الاقدر على تربية الابناء وانتاج جيل مؤمن بثقافة العمل والانتاج قبل الوظيفة.
ودعت إلى عدم تعطيل طاقات المرأة وقدراتها على العمل والانتاج تحت اي مبررات، مؤكدا ان المرأة في الوقت الحالي استطاعت ان تقتحم جميع المجالات المختلفة واستطاعت ان تثبت وجودها في معترك الحياة.
واضافت الشمالي ان العمل بالمحطة يوفر رواتب شهرية للعاملات بقيمة 220 دينارا تعطى نصفها للعاملة مباشرة والنصف الآخر يذهب لصندوق الجمعية التعاونية لاستثمار هذه المبالغ في تطوير أداء الجمعية، وتفعيل دورها في اقامة مشاريع تعاونية مدرة للدخل تعزز قدرات منتسبيها وتمكنها من خدمة المجتمع المحلي على نحو أوسع وأفضل.
وتؤكد ان المكب يستقبل يوميا ما بين 300 إلى 320 طنا من النفايات الصلبة، من البلديات التي يخدمها والتابعة لمجلس الخدمات المشتركة لمحافظة اربد، وهو ما يوفر جهدا كبيرا على هذه البلديات، بدل اضطرار آلياتها إلى نقل النفايات إلى مكب الشمال"الاكيدر"، حيث تقوم تريلات كبيرة تعمل في المحطة بنقل النفايات بعد استكمال عملية فرزها من قبل سيدات الجمعية إلى مكب الاكيدر.
وتصل الطاقة الاستيعابية للمحطة إلى 350 الف طن، فيما تم زراعة اكثر من 2000 شجرة حرجية في ارض المكب وإنشاء مركز لصيانة الآليات، اضافة إلى محطة فرز النفايات وخلايا شمسية للطاقة المتجددة، تكفي لسد احتياجات المحطة من الطاقة.