الغور: "كورونا" تزيد العبء على الجمعيات الخيرية

سيدة تقوم بتغليف خبز لتوزيعه كمساعدات على المحتاجين بالغور الشمالي-(ارشيفية)
سيدة تقوم بتغليف خبز لتوزيعه كمساعدات على المحتاجين بالغور الشمالي-(ارشيفية)

علا عبد اللطيف

الغور الشمالي - منذ ساعات الصباح الباكر يبدأ عشرات الفقراء والمحتاجين، يتوافدون إلى مقار الجمعيات الخيرية المنتشرة في لواء الغور الشمالي يطرقون أبوابها، علهم يحصلون قبل قدوم شهر رمضان المبارك على طرد غذائي أو قسائم شرائية، تسد رمق أطفالهم.اضافة اعلان
ويقول المواطن علي أبو عطية من لواء الغور الشمالي وهو يرتدي كمامة بالية، انه يقف أمام الجمعية ينتظر موظفيها للاستفسار عن طرده الغذائي، فهو يعيل أسرة من 9 أفراد، من بينهم 3 أطفال مصابين بأمراض مزمنة، ينتظرون ما سيحضره لهم من مساعدات وقسائم للتدفئة، في بيت متهالك.
وأكد انه ومنذ بدء جائحة كورونا قبل حوالي عام فقد عمله في صالة للأفراح، مشيرا إلى أنه بحث عن عمل في قطاعات أخرى، إلا أنه لم يفلح بذلك، بسبب استغناء العديد من أصحاب القطاعات عن عمالهم، جراء عدم قدرتهم على دفع الالتزامات الشهرية لهم، والاكتفاء بعدد محدد من العمال.
وتشكو الأربعينية أم خالد العلي، حالها وهي واقفة منذ ساعات على أبواب إحدى الجمعيات الخيرية، على أمل أن تحصل على مساعدة تمكنها من الاستمرار بالعيش وسد رمق أبنائها، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعانيها، وخصوصا انها فقدت زوجها الذي أصيب بفيروس كورونا، منوهة إلى انه لم يبق لها أي مصدر رزق، وخصوصا بعد استغناء أصحاب المزارع عن العاملات والاكتفاء بالذكور.
وطالبت العلي من الجمعيات الخيرية، شمول أكبر عدد من المحتاجين بالمساعدات، وخصوصا في الوقت الحالي الذي يشهد انهاء أعمال موظفين وعمال، مؤكدة أن أغلب الجمعيات تعتمد على الكشوفات التي تأتيها من التنمية الاجتماعية فقط، مما يحرم ذلك الآخرين من حقهم في الحصول على مساعدات تمكنهم من قضاء تلك الأيام الصعبة.
وأضاف المواطن محمد التلاوي، انه يذهب الى الجمعيات الخيرية في مثل هذا الوقت من كل عام لتجديد المعلومات الخاصة به وبعائلته من أجل تثبيت اسمه، وحجز دور للحصول على أية مساعدات متوفرة، وخصوصا في الوقت الحالي، والذي فأقمت فيه جائحة كورونا أوضاع الفقراء.
وقال إن دور الجمعيات لا يقتصر على تقديم المساعدات العينية والنقدية، بل تتعدى إلى تقديم النصح والارشاد للمواطن، وتفعيل مشاركة المرأة والرجل بالمجتمع المحلي، من خلال إكسابهم مهارات مهن أخرى كالخياطة والتطريز وعمل الحلويات، والمأكولات الشعبية، والعصائر للحصول على دخل، حتى لو كان ذلك الدخل بسيطا، إلا انه يوفر مصروفا شخصيا وخصوصا للشباب المتعطلين عن العمل.
وتتكون الطرود المقدمة من أغذية ومواد تنظيف وتعقيم لمواجهة وباء كورونا، بالإضافة إلى بطانيات وقسائم للحصول على ملابس، وجالونات من المحروقات المستخدمة في التدفئة والطبخ، يتبرع بها أصحاب خير أو رجال أعمال.
وأكدت رئيسة جمعية تلال المنشية تهاني البشتاوي، ان الجمعيات تتبع أسلوبا جديدا في التعامل، وخصوصا بسبب أزمة كورونا، التي خلقت الكثير من المحتاجين، مشيرا إلى أن الجمعية تعمل على حصر أسماء عمال المياومة، وتوزيع المساعدات عليهم من خلال استقطاب مبادرات كمبادرة خبزك علينا، ومسار الخير، وصفحتك بيضاء. وأشار إلى أن الجمعية ستعمل على استثناء المستفيدين من صندوق المعونة والزكاة لكي تستفيد الشرائح الأخرى.
من جهتها قالت مديرة صندوق المعونة الوطنية في لواء الغور الشمالي، إن عدد الأسر المنتفعة والتي تتلقى معونات شهرية من مكتب الصندوق في اللواء، يبلغ عددها حوالي 4394 حالة، من بينهم 440 أعاقة و348 أسرة مطلقة، مشيرة إلى أن المعونة التي يتم تخصيصها تتراوح ما بين 45 – 200 دينار، إضافة إلى تقديم خدمات تأمين صحي مجاني، ومساعدات أخرى، مثل المكارم الملكية والمعونات العينية والطرود الخيرية.
وأوضحت أن الصندوق يعنى بموضوع التأهيل الجسماني الخاص بمنح أجهزة طبية مثل "كراسي متحركة"، و"أطراف صناعية"، لمن يحتاجها ممن يقل دخله عن 327 دينارا شهريا، مشيرة إلى تأهيل حوالي 42 أسرة بمبلغ 10674 دينارا.
وبينت أن الصندوق يقدم العديد من البرامج، والتي منها برنامج المعونة المتكررة، وبرنامج المعونات الطارئة، وبرنامج التأهيل الجسدي، مشيرة إلى أن كل برنامج له تعليماته ونظامه الخاص.
وأضافت أن الصندوق يتعامل مع فئات أساسية مثل أسر الأيتام والأرامل والعاجزين وأسر السجناء والمسنين ممن تزيد أعمارهم على 65 سنة، على أن تتوفر في كل فئة الشروط الخاصة بحاجتها للمعونة، مشيرة الى انه تم اعتماد العديد من البرامج الخاصة بمساعدات الفقراء، وخصوصا العائلات من ذوي الدخل المتوسط، والتي تأثرت من جائحة كورونا كعمال المياومة وتكافل.