"الفاقد التعليمي" تقره التربية رغم عدم وضوح الآليات

طلبة خلال إحدى الحصص الدراسية في مدرسة بعمان - (تصوير: ساهر قدارة)
طلبة خلال إحدى الحصص الدراسية في مدرسة بعمان - (تصوير: ساهر قدارة)
آلاء مظهر عمان – فيما تعتزم وزارة التربية والتعليم، تنفيذ برنامج يسهم بمعالجة الفاقد التعليمي للطلبة قبل بداية العام الدراسي المقبل، أجمع خبراء تربويون على أهمية وجود مثل هذا البرنامج، مع عودة الطلبة لمقاعدهم الدراسية. وأكد الخبراء في أحاديثهم المنفصلة لـ"الغد" أمس، ان الخريطة التفاهمية في المواد الدراسية مترابطة مع بعضها، وان أي خلل يحدث فيها سينتقل معهم في الصفوف اللاحقة، ما سينعكس سلبا على تعليمهم. وبينما شدد خبراء على إجراء امتحان تشخيصي للطلبة في المباحث الرئيسية لتحديد مستوياتهم، ليصار إلى تصميم برنامج علاجي مناسب، وفقا لنتائج هذا الاختبار، رأى آخرون إلى انه ليس من الضروري إجراء اختبار تشخيصي في ظل توافر مصفوفة، تحدد أهم المهارات التي يجب ان يكتسبها الطلبة في كل مرحلة تعليمية. الناطق الإعلامي لوزارة التربية والتعليم احمد المساعفة، قال إن الوزارة تعتزم تنفيذ برنامج يسهم بمعالجة الفاقد التعليمي عند الطلبة قبل بداية العام الدراسي المقبل. وقال المساعفة في تصريح "الغد" أمس إن هذا الأمر ما يزال قيد البحث، ولم يحسم نهائيا حول آلية تتفيذه وتوقيته، مرجحا ان ينفذ هذا البرنامج في آب (اغسطس) المقبل. وأكد المساعفة ان البرنامج سيستهدف المهارات الأساسية عند الطلبة. وأوضح أن الهدف من تطبيق هذا البرنامج، تمكين الطلبة من هذه المفاهيم والنتاجات والمعارف والمهارات، بحيث يستطيع الطالب أن يسير في تعلمه سيرا طبيعيا دون وجود فجوات تعليمية تعيق تعلمه. وبين المساعفة، أن البرنامج سينفذ في المهارات الرئيسية؛ لأن بناء المعرفة في هذه المهارات تراكمي، ما يتطلب عدم وجود أية فجوة تعليمية عند الطلبة فيها، لأن التعليم اللاحق سيتأثر في حال كانت هناك فجوة لديهم. وبحسب مصادر مطلعة في وزارة التربية، فيتوقع بان يستهدف البرنامج الذي سيطلق عليه برنامج "المفاهيم والنتاجات الرئيسة الطلبة من الصفوف الأول وحتى الحادي عشر في المباحث الاربعة الرئيسية، وهي الرياضيات والعلوم واللغتين العربية والإنجليزية. إلى ذلك، أكد وزير التربية الأسبق فايز السعودي، أهمية وجود برنامج يسهم بمعالجة الفاقد التعليمي عند الطلبة منذ تعليق الدوام المدرسي جراء جائحة كورونا. وبين السعودي في تصريح لـ"الغد" على تحديد المفاهيم الحرجة والتوليدية التي يجب ان يكتسبها الطالب في كل مرحلة تعليمية، ليصار لتصميم البرنامج العلاجي. وشدد على أهمية اجراء اختبار تشخيصي للطلبة، يحدد عبر الفجوات التعليمية الفردية لديهم ليصار إلى تصنيف الطلبة، إلى مجموعات بناء على هذه الفجوات. وخالفه بالرأي مدير إدارة التخطيط التربوي في الوزارة سابقا محمد أبو غزلة، قائلا إنه ليس من الضرورة إجراء اختبار تشخيصي في حالة الفاقد التعليمي الحالية، بحيث يمكن اللجوء الى مصفوفة تحدد فيها اهم المهارات الاساسية التي يجب ان يمتلكها الطلبة في الانتقال من مرحلة تعلم إلى أخرى، وفي ظلها يبنى برنامج علاجي للفاقد التعليمي. وبين أن هناك الكثير من المهارات والمعارف والاتجاهات التي يجب أن يمتلكها الطالب من صف إلى آخر، ولكن ما يهمنا ان نمتحن أهم المهارات الاساسية، تضمن الانتقال للصف الآخر وأوضح أبو غزلة في تصريح لـ"الغد" ان المصفوفة عادة تحدد المهارات الواجب ان يكتسبها الطالب، للانتقال الى المرحلة التعليمية اللاحقة، في ضوء ذلك، استطيع ان احكم اذا الطالب يمتلكها او لا، فلذلك ليس من ضرورة لوجود امتحان تشخصي بقدر وجود خبراء، يعدون مهارات للانتقال لمرحلة التعلم لاحقا، وفي ضوئها يبنى البرنامج. من جانبه، قال الخبير التربوي ذوقان عبيدات إن هناك نوعين للفاقد التعليمي الأول لمن لم يتابعوا منصة التعليم الإلكتروني، والثاني لمن لم يستفيدوا بشكل جيد اثناء حضورهم للمنصة. وأضاف عبيدات ان كافة الطلبة لديهم فاقد تعليمي، ناتج من الانتقال من التعليم الوجاهي الى عن بعد، مشيرا إلى أن الفاقد التعليمي متفاوت من طالب الى آخر، متسائلا فهل يكفي برنامج علاجي موحد، يطبق على الطلبة، ام ستتمكن الوزارة من تصميم برنامج علاجي لكل طالب. ورأى عبيدات ان حجم الفاقد كبير، وسيتمكن البرنامج العلاجي الموحد بان يفيد أكبر قدر من الطلبة، بخاصة وان نظامنا التعليمي يعتمد على أسلوب الجمعي، مشددا على ضرورة بدء تطبيق البرنامج العلاجي قبل بداية العام الدراسي المقبل بشهر ونصف الشهر تقريبا.اضافة اعلان