الفاكهة المبكرة بسبب الحر تثير تفاؤل وتشاؤم مزارعي عجلون

عامر خطاطبة

عجلون- مع انطلاق موسم الفاكهة الصيفية مبكرا في مناطق محافظة عجلون تتضارب آراء المزارعين بين متفائل ومتشائم حيال إمكانية بيعها بأسعار مناسبة تحقق لهم هامش ربح معقول بعد سداد تكاليف الإنتاج من أجور عمال وحراثة وأسمدة وري.اضافة اعلان
على الطرف الأول، يقول المزارع حسين أحمد إن ارتفاع درجات الحرارة خلال الأسبوعين الماضيين أدى إلى تسريع نضوج ثمار العنب، ويتوقع أن يتم إنتاج كميات كبيرة في آن واحد وفي أغلب مناطق المحافظة، غير أنه يخشى أن تتسبب هذه الكميات بزيادة المعروض وتراجع أسعار الثمار بشكل لافت، خصوصا في ظل عدم توفر أسواق كافية.
ويقول إن أسعار بيع العنب بـ"الجملة أو المفرق"، من خلال تجارب سابقة، كانت تتراجع إلى النصف، حيث كان يباع الكيلو الواحد في بداية مواسم سابقة بدينار، ومن ثم ينخفض إلى ما بين 50 – 60 قرشا، ما يتسبب بخسائر للمزارعين.
في المقابل، يؤكد المزارع محمد أبو أسامة أن كروم العنب تعد "كنوزا موسمية" لمزارعي المحافظة، وتشكل مصدرا جيدا لدخل كثير من الأسر العجلونية، لا سيما انه يلقى رواجا في أغلب أسواق محافظات المملكة، بما يتميز به من مواصفات وجودة عالية، واستمرار إنتاجه على مدار 4 أشهر في العام، بسبب التدرج في النضج بدءا من المناطق الشفا غورية حتى المناطق الأقل حرارة، مثل عبين واشتفينا وصخرة.
ويبين أن فصل الصيف يحمل خيرات كثيرة تستمر زهاء 4 أشهر، بحيث يمتد موسمها من مطلع شهر حزيران (يونيو) حتى نهاية أيلول (سبتمبر) من كل عام، ويشمل الموسم ثمار العنب والأسكدنيا، والتوت والتفاح البري والتين والخوخيات والعناب.
من جهته، يرى مزارع آخر أحمد يوسف أن أكثر تلك الثمار انتشارا وجدوى في المحافظة يتمثل بثمار العنب، لافتا إلى أن نضوج الثمار في وقت واحد في مختلف مناطق المحافظة جراء موجات الحر الأخيرة قد يتسبب بخفض الأسعار وبالتالي خسائر لا يتحملها المزارع.
ويزيد أن المزارعين يصطدمون بمشاكل تسويقية، مشيرا إلى أن تجار الجملة يجتمعون صباح كل يوم طيلة الموسم لشراء أنواع الفاكهة من المزارعين، حيث يقومون بدورهم ببيع بعضها على البسطات للسكان المحليين، فيما ينقلون كميات منها إلى أسواق خارج المحافظة.
ويشكل موسم الفاكهة الصيفية في المحافظة مصدر غذاء ودخلا لأبناء المحافظة، خصوصا في ظل ارتفاع أسعار الفواكه المستوردة، حيث يبيع المزارعون الفائض منها لقضاء احتياجات الأسرة الأخرى.
وتعد ثمار العنب في المحافظة الأكثر انتشارا والأجدى للسكان، كما أن تسويقها في مواسم سابقة كان يعد أمرا سهلا، من خلال قدوم تجار بشرائها من البساتين أو بمجرد نقلها إلى تجار الجملة في المحافظة لتباع بأسعار جيدة.
ويقول المهندس الزراعي سامي فريحات، إن بيئة المحافظة تعد مثالية لزراعة أشجار التين وكروم العنب، مبينا أن كثيرا من المزارعين استصلحوا مساحات كانت صخرية وغير صالحة للزراعة، حيث أصبحت توفر لهم مردودا ماليا جيدا لزراعتها بالكروم وأنواع عديدة من الأشجار المثمرة.
بدورها، تؤكد مصادر في مديرية زراعة المحافظة، أن الأسعار مرتبطة بالعرض والطلب، مبينة أن الفاكهة الصيفية في عجلون تشهد رواجا جيدا في أسواق المحافظة والمحافظات الأخرى في المملكة، خاصة كروم العنب التي تنتشر على مساحات لا بأس بها من الأراضي الزراعية، مشيرة إلى أن المديرية توفر باستمرار الإرشادات للمزارعين وأنواعا من العلاجات الضرورية لمكافحة الآفات الزراعية.
وكان عشرات المزارعين استفادوا في سنوات سابقة من مشاريع "معرشات العنب" واستصلاح الأراضي الصخرية والحصاد المائي التي دعمتها وزارة الزراعة.
يذكر أن وزارة الزراعة عملت في سنوات سابقة على إيجاد معرض دائم للمنتجات الشعبية العجلونية في منطقة اشتفينا السياحية لمساعدة المزارعين، خصوصا وأن هذه المنطقة يقصدها الزوار من سائر محافظات المملكة وخارجها، ما يساهم بتسويق المنتجات العجلونية بكل يسر وسهولة ويساهم بفتح فرص عمل جديدة لأبناء وبنات المنطقة، إضافة إلى تشجيع الجمعيات والأسر على زيادة الاهتمام بمنتجاتهم وإنتاج المزيد منها بجودة عالية.
وسعت الوزارة حينها لإيجاد سوق دائم للمنتجات الشعبية في المحافظات، وآخر لجميع المنتجات الشعبية الأردنية في العاصمة عمان، بحيث تكون بمثابة أسواق ومعارض دائمة للمنتجات الشعبية، للمساهمة في تسويق هذه المنتجات وخلق فرص عمل للأسر الأردنية، والمساهمة في الحد من ظاهرتي الفقر والبطالة.