"الفتاة السوداء" يتناول التفرقة اللونية والعرقية في السنغال

Untitled-1
Untitled-1

عمان-الغد- يتناول الفيلم السنغالي "الفتاة السوداء" لمخرجه عثمان سمبين ، التفرقة العنصرية بين البيض والسود في السنغال، ويعتبر الفيلم المؤسس للسينما الأفريقية السوداء، والذي فتح لها الباب أمام العالمية. اضافة اعلان
ويعرض الفيلم اليوم بتنظيم لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، وبمشاركة فرنسية، وهو أول فيلم روائي طويل ينتج في إفريقيا السوداء جنوب الصحراء الكبرى.
والشخصية الرئيسية في "الفتاة السوداء"(العنوان الأصلي للفيلم "زنجية من…")، هي الشابة السنغالية ديوانا (الممثلة مبيسين تيريز ديوب) التي تعيش في أسرة فقيرة بالسنغال وتنتقل من مدينة داكا السنغالية إلى بلدة أنتيبيس الفرنسية للعمل في خدمة أسرة فرنسية ثرية، وتتوقع أن تواصل عملها السابق كمربية أطفال وأن تحيا حياة اجتماعية مريحة.
إلا أنها تعامل بمجرد وصولها إلى بلدة أنتيس الفرنسية معاملة شديدة القسوة من قبل الزوجين اللذين تعمل لخدمتهما واللذين يحوّلانها من مربية أطفال إلى خادمة. وهما كل من الزوجة (الممثلة آن – ماري جيلينيك) والزوج (الممثل روبرت فونتين).
ونتعرف من خلال عرض المشاهد السابقة للفيلم على أن الشابة ديوانا تعيش في قرية فقيرة جدا في ضواحي مدينة داكار عاصمة السنغال حين كانت مستعمرة فرنسية، وكانت تتجول بحثا عن عمل. وذات يوم تصل الزوجة الفرنسية إلى السنغال وتختار الشابة ديوانا للعناية بأطفالها الثلاثة في داكار لكونها مطيعة ومؤدبة.
وبعد فترة قصيرة يعرض الزوجان الفرنسيان على ديوانا العمل معهما في فرنسا مربية للأطفال، وتستقبل ذلك بحماس كبير، وتحلم بحياتها الجديدة في فرنسا. إلا أنها تفاجأ حين وصولها إلى فرنسا بعبء العمل الذي يشتمل على العناية بالمنزل وتنظيفه والطبخ للزوجين الثريين وأصدقائهما. ويعاملها الزوجان معاملة قاسية ولا يسمحان لها بالراحة أو بمغادرة المنزل، وذلك خلافا لعرض العمل المتعلق بالعناية بالأطفال.
ومن المواضيع التي يطرحها فيلم "الفتاة السوداء" التفرقة العنصرية بين البيض والسود وبين الأوروبيين والأفارقة وبين الأغنياء والفقراء بأسلوب واقعي، وتتحوّل حياة الشابة ديوانا في فرنسا إلى سلسلة من العذاب وفقدان الأمل بحياة أفضل.
واستقبل فيلم "الفتاة السوداء" بثناء كبير من النقاد. ويتميز هذا الفيلم بقوة إخراج المخرج عثمان سيمبين وبقوة أداء الممثلة مبيسين تيريز ديوب في دور بطلة الفيلم ديوانا وتفاصيل المشاهد الواقعية لدور الخادمة التي تذكّر بالأفلام الوثائقية وأداء الممثلة آن– ماري جيلينيك في دور الزوجة. وفاز الفيلم بجائزتين في مهرجان قرطبة السينمائي التونسي وجائزة بريكس فيجو الفرنسية.