الفقر يجبر النعيمات على الاستسلام لأوجاعه من دون علاج

الخمسيني مدالله النعيمات يتكىء على الجدار ليتمكن من المشي -(الغد)
الخمسيني مدالله النعيمات يتكىء على الجدار ليتمكن من المشي -(الغد)

معان- ينتظر الخمسيني مدالله عوض النعيمات من يساعده في الصعود إلى درج المسجد، بعد أن أصبح لا يقوى على المشي إلا مستندا بيديه النحيلتين على جدران الشوارع أو متكئا على عصاه.اضافة اعلان
يقول النعيمات إنه في كل يوم تزداد صحته سوءا أكثر من اليوم الذي يسبقه، كأن المرض ينهش ما يشاء من جسده، فلم يعد يقوى على المشي أو الوقوف، غير انه يكابر على المرض ويحاول جاهداً إخفاء معالم التعب والإرهاق عن ملامحه كي لا يوجع أسرته.
النعيمات يسرد قصته بقوله "كانت حياتي طبيعية لكنها تغيرت مع تقدمي في السن وإصابتي بالمرض، ففي البداية أحسست بضعف في حركتي وآلام في ظهري وساقَي، وذهبت إلى المستشفيات لتخبرني، بحسب التقارير الطبية أني أعاني من ضمور في المخيخ مع عدم اتزان مما أدى إلى صعوبة في المشي والنطق، وأن بصيص من الأمل يكمن في المعالجة خارج المملكة.
ويضيف أن حالته بقيت على ما هي عليه، وأنه بحاجة إلى علاج ومتابعة، لكن تكاليفها عالية، ولم يجد أمامه سوى الاستسلام للألم والمرض لعدم القدرة على توفير نفقات تكاليف المعالجات الطبية، الأمر الذي فاقم حالته الصحية بشكل كبير، وجعله لا يقوى على المشي لأكثر من خمسة أمتار، إلا بمصاحبة أبنائه مما يجعله يتعثر بين الفينة والأخرى في الأزقة والدروب.
وبحسب النعيمات فإن الفقر والمرض متلازمان في حياة أسرته التي تعتمد في معيشتها على راتب تقاعدي له، والبالغ 160 دينارا، حيث يذهب منه 75 دينارا لتسديد قيمة قسط شهري اقترضه من أحد الأشخاص ليتمكن من السير في إجراءات العلاج، إضافة إلى ديون متراكمة عليه لصالح محال تجارية، فيما الباقي يذهب إلى فواتير كهرباء وماء وتأمين احتياجات باقي أفراد الأسرة من المأكل والملبس، في الوقت الذي لا يملك من حطام الدنيا شيئا.
ويشير إلى أن قساوة الحياة عصفت بـ"عائلته البالغة 5 أفراد إحداهم طالبة في الجامعة والباقي في المدارس حتى وصل بها الحال إلى خط الفقر لعجزه عن القيام بأي عمل كان يؤمن من خلاله قوت أبنائه في كثير من الأيام لعدم كفاية الدنانير المتبقية من الراتب التقاعدي في سد رمق أبنائه المحرومين من أبسط رفاهيات الحياة ورغدها.
ويأمل أن تدركهم عيون الخيرين وتعينهم على تحمل ما يكابدون من عيش مرير يتجرعون فيه مر الحياة.
ويأمل النعيمات من الجهات المسؤولة والمعنية والخيرين والجهات التطوعية ومؤسسات العون الاجتماعي والخيري التي تستهدف مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة الالتفات لحالته الصحية لتأمين كرسي كهربائي بنظام "التحكم" له ليسهل عليه حركته اليومية في التنقل ولقضاء حاجاته الأساسية والتنقل من مكان لآخر، بالإضافة إلى الذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة، ومن أجل مواصلة مسيرته في الحياة دون اللجوء لأحد، إلى جانب تحسين ظروفه المعيشية الصعبة لينعم بالحياة الكريمة له ولأسرته التي تعيش وضعا ماديا صعبا.