الفلسطينيون يتجاهلون اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب إطلاق خطته "صفقة القرن"

شرطة الاحتلال الإسرائيلي تعتدي على مصل فلسطيني في "الأقصى" خلال حمايتها لمستوطنين استباحوا ساحاته-(أرشيفية)
شرطة الاحتلال الإسرائيلي تعتدي على مصل فلسطيني في "الأقصى" خلال حمايتها لمستوطنين استباحوا ساحاته-(أرشيفية)
الاراضي الفلسطينية المحتلة - عمان - أعرب رئيس دولة فلسطين محمود عباس عن أمل الفلسطينيين في سماع اعتراف بريطاني في القريب العاجل بدولة فلسطين. جاء ذلك خلال لقاء عباس أمس ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز في قصر الرئاسة بمدينة بيت لحم، حيث أكد شكره للمملكة المتحدة على مساعدتها في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، ومساعداتها المقدمة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، كما شكر بريطانيا قبولها حل الدولتين ورفضها ما تسمى "صفقة القرن"، قائلا: "أملنا في المستقبل القريب أن نسمع اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين لأننا سمعنا أن البرلمان البريطاني أوصى الحكومة بذلك، فنتمنى أن يحصل ذلك. من جهته، قال الأمير تشارلز، "شرف كبير لي زيارة فلسطين، ولقاء الرئيس محمود عباس في مدينة المسيح بيت لحم"، مضيفا ان العلاقات البريطانية الفلسطينية علاقات متجذرة، ونسعى دائما إلى دعم وتطوير هذه العلاقات، عبر دعم المؤسسات الفلسطينية، ونتمنى الوصول إلى السلام في المنطقة بأقرب وقت ممكن. لقاء عباس بالأمير تشالز جاء على وقع اقتحام قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس المسجد الأقصى المبارك، واعتدت على المصلين بالأعيرة المطاطية والضرب وأجبرتهم على اخلاء ساحات الأقصى، وعلى وقع رفض فلسطيني شامل للإعلان المرتقب للرئيس الاميركي دونالد ترامب لصفقة القرن هذا الاسبوع. وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، ان عشرات الجنود المدججين بالسلاح حاصروا المئات من المصلين في سطح مسجد قبة الصخرة المشرفة، وشكلوا سلسلة أمام المسجد لمنع المصلين من السير والتواجد في المكان، وخلال دقائق هاجموا المصلين الذين رددوا التكبيرات والهتافات أمام قوات وضباط الاحتلال. وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأعيرة المطاطية باتجاه المصلين، ولاحقتهم باتجاه باب "حطة" حتى أجبرتهم على الخروج من المسجد، واعتقلت عددا من الشبان. ودانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين اعتداء الشرطة الإسرائيلية على المصلين بالأقصى، مؤكدة على لسان الناطق الرسمي باسمها السفير ضيف الله الفايز أن ما جرى من اقتحام للشرطة الإسرائيلية للحرم الشريف والاعتداء على المصلين الآمنين ممارسة استفزازية مدانة وانتهاكا لالتزامات إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال وفقاً للقانون الدولي. وشدد على ضرورة احترام السلطات الإسرائيلية لحرمة المسجد وحرية المصلين وسلامتهم واحترام الوضع القائم التاريخي والقانوني ووقف انتهاكاتها المتواصلة للأماكن المقدسة وتجنب الاستفزاز والتصعيد. إلى ذلك أحرق متطرفون يهود فجر أمس مسجدا في بيت صفافا جنوب القدس المحتلة وخطوا شعارات عنصرية على احد جدرانه. ونقلت وسائل اعلام فلسطينية عن شهود عيان، بأن أجزاء من المسجد تضررت بفعل الحريق ووجد على أحد جدرانه شعارات عنصرية ضد العرب والفلسطينيين. إلى ذلك تجاهل فلسطينيون في رام الله بالضفة الغربية إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إطلاق خطته للسلام في الشرق الاوسط التي طال انتظارها، معتبرين ان أي خطة لن تنجح بدون الموافقة الفلسطينية. وأعلن ترامب أول من أمس أنّه يعتزم كشف خطته للسلام في الشرق الأوسط قبل الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن الثلاثاء المقبل. وقال ترامب لصحفيين "على الأرجح سننشرها قبل ذلك بقليل"، مضيفا "إنّها خطة ممتازة، وأرغب فعلا بالتوصل إلى اتّفاق" سلام بين الدولة العبرية والفلسطينيين الذين لم تتم دعوتهم إلى الاجتماع المقرّر بين ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض، وسارعوا إلى تجديد رفضهم الخطة. ونفى المتحدث الرسمي باسم الرئيس محمود عباس أمس ان تكون الادارة الأميركية اتصلت بالقيادة الفلسطينية، وذلك ردا على ما قاله ترامب "لقد تحدّثنا معهم بإيجاز". ولم يبد الكثير من الفلسطينيين سألتهم فرانس برس أمس اهتماما بإعلان ترامب، لان "كل خطة سياسية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يمكن ان تنجح اذا لم يوافق عليها الفلسطينيون"، حسب قولهم. وقال منذر أبو عواد (38 عاما) الذي كان متوجها لصلاة الظهر ان "ترامب رئيس مجنون وما اعلنه عن خطته هو لصالح إسرائيل وليس لصالحنا، نحن ننتظر صفقة لاطلاق سراح الأسرى وليس صفقة وخطة لضم أراض جديدة من اراضينا لصالح المستوطنين". في حين اعتبر محمد درويش (33 عاما) ان "ما أعلنه ترامب ليس مستغربا لاننا نعيش اليوم احتلالا أميركيا للعالم في اليمن وليبيا والعراق، واليوم تعتقد الادارة الأميركية اننا في فلسطين جزء من دولة الاحتلال". وقال ناصر نصار ( 57 عاما)، ويعمل سائق سيارة اجرة، إن "ترامب يعتبر نفسه رئيسا للعالم وليس فقط رئيس الولايات المتحدة، والحقيقة انه يعمل لصالح إسرائيل". وأضاف ان "الفلسطينيين سيفشلون الخطة لكن، القيادة اوصلتنا إلى مرحلة الركض وراء لقمة العيش ونسينا كل القضايا المهمة". وترى الأمم المتحدة وغالبية المجتمع الدولي مستوطنات الاحتلال الاسرائيلي غير قانونية، فيما أشارت أنباء من أن الادارة الأميركية ستعتبرها جزء من دولة إسرائيل ضمن عدة خطوات إتخذتها إدارة ترامب لدعم الاحتلال الاسرائيلي من بينها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. كتب ترامب في تغريدة الخميس ان "التقارير حول تفاصيل وتوقيت خطة السلام التي نحتفظ بها بشكل سري تبقى مجرد تخمينات". لكن تسريبات إعلامية ذكرت أن الخطة ستعطي السيادة الكاملة لإسرائيل على مدينة القدس والاعتراف بالمستوطنات في الضفة الغربية. ويبدي محللون سياسيون فلسطينيون وإسرائيليون شكوكا ازاء امكانية تطبيقها. وتقول المحللة السياسية نور عودة "إذا تأكدت التفاصيل المسربة سيكون من المستحيل على أي قيادي فلسطيني القبول بها". وتضيف متهكمة "كأن ترامب يطلب من الفلسطينيين الانضمام إلى حزب الليكود". ويأمل ترامب أن تنال الخطة دعما عربيا. إلا أن المعلق السياسي في صحيفة "يديعوت احرنوت" ناحوم برنيع يقول "ان تفاصيل الخطة تجعل من تطبيقها أمرا مستحيلا."-(وكالات)اضافة اعلان