الفلسطينيون يحتشدون اليوم للدفاع عن "الأقصى"

فلسطينيون يحتشدون في الأقصى دفاعا عنه بوجه الاحتلال الإسرائيلي -(أرشيفية)
فلسطينيون يحتشدون في الأقصى دفاعا عنه بوجه الاحتلال الإسرائيلي -(أرشيفية)

نادية سعد الدين

عمان - يحتشد الفلسطينيون، اليوم، في المسجد الأقصى المبارك، لإحياء الجمعة الأولى من شهر رمضان الفضيل، ولحمايته والدفاع عنه ضد اقتحامات المستوطنين المتطرفين المستمرة للمسجد، تزامناً مع تحرك فلسطيني دبلوماسي في الأمم المتحدة لوقف التصعيد الإسرائيلي بحق القدس المحتلة.اضافة اعلان
ودعت حركة "حماس"، إلى جانب القوى والفصائل الفلسطينية، للاحتشاد الواسع بالمسجد الأقصى، وإحياء ما أطلقت عليه "الفجر العظيم"، في أول جمعة من شهر رمضان، لأداء الصلاة فيه وشد الرحال إليه والرباط داخل باحاته، وصد اقتحامات المستوطنين المستمرة للمسجد.
وأكدت "حماس" إن المشاركة الواسعة في جمعة "الفجر العظيم" يعد انتصاراً للقدس والأقصى، ورفضاً لقرارات الاحتلال وتدخلاته السافرة في شعائر المسلمين الدينية، ومنعه المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك.
ويتقاطر الفلسطينيون صوب المسجد الأقصى، من عموم القدس المحتلة وضواحيها وفلسطين المحتلة العام 1948، والضفة الغربية ممن يستطيعون الوصول للقدس والصلاة في الأقصى، رغم قيود وتشديدات قوات الاحتلال التي تضيق على دخولهم.
وأطلق النشطاء الفلسطينيون دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتأمين الحشد الواسع لإحياء الجمعة الأولى من رمضان في المسجد الأقصى، وإفشال مخططات ما يسمى "جماعات الهيكل"، المزعوم، باقتحامه في 15 من الشهر الحالي لإحياء ما يسمى "عيد الفصح" اليهودي، وتقديم "القربان" في باحاته.
بدورها؛ أطلقت ما يسمى "جماعات الهيكل"، المزعوم، المتطرفة دعوات جديدة، أكدت من خلالها الاستعداد لتنظيم اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى، خلال أيام عيد "الفصح" المزعوم، انطلاقاً من مساء الجمعة الموافق 15 نيسان (إبريل) الحالي.
وأفادت تلك الدعوات، التي نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي باسم "طاقم جماعات الهيكل"، المزعوم، بأن "جماعات الهيكل" ستقوم بتقديم "القرابين" داخل ساحات المسجد الأقصى، ومواصلة الاقتحامات على مدار أسبوع، حتى 22 الشهر الحالي، كما تضمنت صورة لخروف صغير يرمز للقربان الذي يتوعد الحاخامات بذبحة في الأقصى هذا العام.
وأكدت "جماعات الهيكل"، في دعواتها أن المشاركة في عيد "الفصح" بالمسجد الأقصى مهم جدًا، وهو ما تعهد به زعيم جماعة "العودة إلى جبل الهيكل"، المتطرف "رفائيل موريس"، لتأمين الاقتحام الجماعي الواسع للمسجد.
في حين وفرت قوات الاحتلال الحماية الأمنية المشددة لاقتحام المستوطنين، أمس، لساحات المسجد الأقصى من جهة "باب المغاربة"، وتنظيم الجولات الاستفزازية داخل باحاته، وتلقي الشروحات عن "الهيكل" المزعوم، وفق دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة.
يأتي ذلك في ظل تصاعد عمليات الاقتحام للمسجد الأقصى، وإقامة صلوات توراتية وشعائر تلمودية داخل ساحاته، عقب الاجتماع الذي عقده مجموعة من الحاخامات في ساحة البراق، وجولتهم الاستفزازية في ساحات المسجد الأسبوع الماضي.
في حين شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في القدس المحتلة، وبقية أنحاء الضفة الغربية، عقب مداهمة منازلهم وتفتيشها وتخريب محتوياتها، بعدما أعلنت حالة التأهب في صفوفها منذ الليلة الأولى لشهر رمضان، وكثفت من تواجدها وإجراءاتها لقمع الشبان بالقدس المحتلة.
يأتي ذلك في إطار سياسة الاحتلال لتنفيذ الاعتداءات اليومية ضد الفلسطينيين عقب خروجهم من صلاة العشاء والتراويح في المسجد الأقصى، سعياً منها لإفراغ مدينة القدس من طابعها الفلسطيني والتضييق على الفلسطينيين الذين يتوافدون إلى القدس خلال شهر رمضان لأداء الصلاة.
في غضون ذلك؛ أعلن مندوب فلسطين الدائم في الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، عن حراك فلسطيني في الأمم المتحدة لوقف التصعيد الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، والمتواصل منذ حلول شهر رمضان.
وقال منصور، في تصريح أمس، إن البعثة الفلسطينية أرسلت مذكرات إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة تحتوي على "الانتهاكات الإسرائيلية المرتكبة في هذه الأيام في المسجد الأقصى ومنطقة باب العامود". وأوضح أن البعثة الفلسطينية تتواصل مع مكونات المجتمع الدولي، سواء أعضاء في مجلس الأمن ولجنة فلسطين في الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز ومكتب التنسيق للحركة، كما أن هناك إحاطة بند دائم من قبل دولة فلسطين على جدول الأعمال.
وأضاف منصور أن الأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية سيتم عرضها بشكل مفصل في الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن لمناقشة الحالة في المسألة الفلسطينية يوم 25 نيسان (أبريل) الحالي، مشيراً إلى أن البعثة الفلسطينية ستطالب المجلس بتحمل مسئولياته ووقف الممارسات غير القانونية من السلطات الإسرائيلية.
وفي سياق متصل؛ قال الاتحاد الأوروبي أنه "بموجب القانون الدولي، يجب على السلطات الإسرائيلية اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية الفلسطينيين وممتلكاتهم من عنف المستوطنين".
وأعرب الاتحاد الأوروبي، في بيان أصدره أمس، عن قلقه إزاء "أعمال العنف الأخيرة التي قام بها المستوطنون في مدينة الخليل، شمال الضفة الغربية، ضد السكان الفلسطينيين والمدافعين عن حقوق الإنسان".
وقال الاتحاد الأوروبي، في بيان له، إن "أكثر من 10 مستوطنين ضايقوا وهددوا اثنين من المدافعين عن حقوق الإنسان الإسرائيليين كانا يرافقان راعياً فلسطينياً وقطيع أغنامه على أرض فلسطينية خاصة، في الرابع من نيسان (إبريل) الحالي"، مؤكداً أن "هذا غير مقبول على الإطلاق".
وأكد أن "لكل فرد، بمفرده وبالاشتراك مع غيره، الحق في المشاركة في الأنشطة السلمية ضد انتهاكات حقوق الإنسان والحريات الأساسية".