الفلسطينيون يشيّعون جثمان شهيدهم بعد احتجازه 6 أشهر لدى الاحتلال

آلاف الفلسطينيين يشيعون جثمان شهيد -(ارشيفية- رويترز)
آلاف الفلسطينيين يشيعون جثمان شهيد -(ارشيفية- رويترز)

نادية سعد الدين

عمان - شيّع الفلسطينيون، أمس، جثمان الشهيد محمد نمر، في القدس المحتلة، بعد احتجازه ستة أشهر لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي ما تزال ترفض تسليم 17 جثماناً آخرين إلى عائلاتهم في الأراضي المحتلة.اضافة اعلان
فيما قامت سلطات الاحتلال بمصادرة أرض فلسطينية في القدس المحتلة لأغراض الاستيطان، تزامنا مع استيلاء المستوطنين على عقار فلسطيني ضخم من أصحابه في البلدة القديمة بالمدينة المحتلة.
وبسطت السلطات الإسرائيلية يدها المحتلة على قطعة أرض تعود لعائلة فلسطينية في "حي الشيخ جراح" بالقدس المحتلة، ووضعت عليها لوحة عنصرية تفيد بأن "الأرض معدة لبنى تحتية قومية"، وباتت تحت تصرف "الدولة"، وذلك قبيل "تسليمها" لشركة "أمناه" الاستيطانية.
وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عبر موقعها الإلكتروني، فإن الحكومة الإسرائيلية صادرت الأرض الفلسطينية "بدون مناقصة وخلافا للإجراءات"، ومن ثم "سلمتها لشركة "أمناه" التي تعمل في بناء المستوطنات والبؤر الاستيطانية؛ حيث بدأت خلال الأشهر الأخيرة ببناء مكاتب لها على الأرض".
وأضافت أنه من خلال الوثائق التي قدمها أصحاب الأرض "في إطار التماس إداري"، تبين أن تسليم الأرض لشركة "أمناه"، قد تمّ بطرق "مخادعة ونهج بيروقراطي بعيد المدى، وبدون إعلان وبصورة مخالفة للأنظمة"، وفقاً للصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "تم إعداد الخطة والمصادقة عليها دون علم أصحاب الأرض بمصادرتها منهم، كما تم إعادة تقسيم قسائم الأرض في المنطقة مجددا بشكل يهدف إلى "تشريع" مصادرتها".
وكشفت النقاب عن "إخفاء" الوثائق المتعلقة بالإجراءات السابقة عن أصحاب الأرض، لافتة إلى أنه "رغم ذلك فقد رفضت "المحكمة المركزية" في القدس التماس أصحاب الأرض الفلسطينيين، فقاموا قبل أسبوع بتقديم التماس إلى "المحكمة العليا" الإسرائيلية".
وكانت سلطات الاحتلال قد صادرت عقب عدوان العام 1967 نحو 4000 دونم من أراضي شمال البلدة القديمة في القدس المحتلة، تحت ذريعة "الاحتياجات العامة"، حيث أقامت المستوطنات فيها، مثل "التلة الفرنسية"، و"رمات اشكول"، فضلاً عن مكاتب استيطانية تابعة لها.
وتدعّي سلطات الاحتلال بأن المصادرة جرت حسب خريطة هيكلية تم بموجبها مصادرة كل الأراضي التي كان يمر عليها "الخط الفاصل"، وفق مزاعمها.
يشار إلى أن شركة "أمناه" الاستيطانية أقامتها حركة "غوش ايمونيم" العام 1979، وتعتبر ذراعها المعتبر في إقامة المستوطنات الجديدة وتوسيع المستوطنات القائمة في الضفة الغربية المحتلة.
تزامن ذلك؛ مع استيلاء المستوطنين على عقار فلسطيني ضخمّ في حارة السعدية، بالبلدة القديمة في القدس المحتلة، بدعوى "ملكيته".
وقال "المركز الفلسطيني للإعلام" إن "حوالي 40 مستوطناً اقتحموا العقار الضخم في القدس القديمة، بعد كسر أبوابه عنوة، ومن ثم قاموا بأداء طقوسهم الخاصة في ساحاته".
ورافق المستوطنون قوة معززة من قوات الاحتلال، والتي فرضت طوقا عسكريا حول العقار، ومنعت اقتراب المواطنين من المكان.
وأضاف أن "العقار عبارة عن بناء ضخم مكوّن من ثلاثة طوابق، ويضم 25 غرفة، ويطل على المسجد الأقصى المبارك، ومقدسات البلدة القديمة الدينية، الإسلامية والمسيحية".
فيما واصل المستوطنون اقتحام المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، تحت حماية قوات الاحتلال، وتصدي المصلين وحراس المسجد لعدوانهم.
على صعيد متصل، شارك الفلسطينيون، ليلة الأحد – الإثنين، في تشيّيع جثمان الشهيد محمد عبد نمر، في مدينة القدس المحتلة، بعد احتجاز دام 181 يوما في ثلاجات الاحتلال.
وانتشرت قوات الاحتلال حول "مقبرة المجاهدين" في "باب الساهرة"، قبيل عملية تسليم جثمان الشهيد نمر، حيث أغلقت الشرطة الإسرائيلية وفرق الخيالة التابعة لها "شارع صلاح الدين" في المدينة، لمنع وصول المشيعين بعد فرض شروطها على عائلة الشهيد بأن لا يتجاوز عددهم الـ 30 شخصا فقط.
وكان الشهيد محمد نمر (37 عاما)، قد ارتقى برصاص حراس المستوطنين في القدس المحتلة؛ في العاشر من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، عقب محاولته تنفيذ عملية طعن.
وبتسليم الشهيد نمر، يبقى في ثلاجات الاحتلال 17 جثمانا محتجزا للشهداء الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة.
وكانت ما يسمى "المحكمة العليا" التابعة لسلطات الاحتلال، قد أوصت يوم الخميس الماضي، خلال جلسة بحث الالتماس الذي تقدم به ذوو الشهداء المحتجزة جثامينهم، بتسليمهم تباعاً لذويهم قبل حلول شهر رمضان المبارك.
في حين واصلت قوات الاحتلال عدوانها ضدّ الشعب الفلسطيني؛ حيث شنّت حملة مداهمات واقتحامات لمنازل الفلسطينيين في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة، شملت تفتيش المنازل وتخريب محتوياتها.
وقالت الأنباء الفلسطينية إن "قوات الاحتلال اعتقلت 13 مواطنا؛ عقب حملة المداهمات التي شنتها في مختلف أنحاء الأراضي المحتلة، لافتة إلى "اقتحامها عدة بلدات وقرى فلسطينية، في نابلس ورام الله وبيت لحم والخليل، وغيرها".
وأوضحت بأن "الاعتقالات طالت شباناً من بلدتيّ بيت فوريك ومادما، في نابلس، وبلدة بيرزيت، شمالي رام الله، وبيت فجّار، جنوبي شرق بيت لحم، وبلدة إذنا، غربي الخليل، كما اعتقلت طالبة جامعية من رام الله، بالإضافة لإعادة اعتقال الأسير المحرر "ثابت نصار"، والذي أمضى سابقا 12 عاما في سجون الاحتلال، في نابلس".
كما "اعتقلت قوات الاحتلال أربعة مواطنين؛ عقب دهم منازل الفلسطينيين وتفتيشها في قرية العيساوية وجبل المكبر ومخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين، في القدس المحتلة".
إلى ذلك؛ شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة "غارات وهمية" في أجواء قطاع غزة، حيث حلقت أسراباً من طائرات الاحتلال بشكل مفاجئ ومكثف في أجواء القطاع، لا سيما فوق شاطئ البحر، وشنت سلسلة غارات وهمية.
وقالت الأنباء الفلسطينية أن "تحليق الطائرات قد أصدر أصوات انفجارات عالية بعد اختراقه حاجز الصوت وما يعرف بـ "الغارات الوهمية"؛ حيث سمع في عدة مناطق من قطاع غزة، في ظل تخوف المواطنين من قيامها بتنفيذ غارات حقيقية".