الفلوجة.. انتهاكات ضد المدنيين ورسائل تطمين!

في ظل الواقع الحالي، لا يوجد معنى لرسائل بغداد "التطمينية"، والتي بعثت بها إلى أطراف عربية، ومفادها أن "معركة الفلوجة" قد تتوقف لـ"الحفاظ على حياة المدنيين وإطلاعهم على حقائق الأمور وحساسية الوضع هناك".اضافة اعلان
فالصور والفيديوهات التي بثتها وسائل إعلام، مؤخراً، والتي تظهر كيف يُجبِر أفراد من مليشيات "الحشد الشعبي" مدنيين نزحوا من الفلوجة العراقية على شتم أنفسهم، وضربهم بشكل وحشي همجي، دليل لا لبس فيه على ما يتعرض له أبناء هذه المدينة المدنيون من قتل وتدمير وانتهاكات.
صحيح أن قتال عصابة "داعش" الإرهابية والقضاء عليها أصبح شيئاً مقدسا ومطلوبا، لا بل المجتمع الدولي بأكمله يدعو لسحقها وتعزيز الجهود للقضاء على خطر الإرهاب والإرهابيين. لكن يوجد في مدينة الفلوجة 50 ألف إنسان، هُجر منهم نحو 12 ألفا، يتعرضون لخطف وإعدامات جماعية لا تقرها الشرائع أو القوانين أو الأعراف أو الأخلاق أو الإنسانية. وقد وصل الأمر درجة أن محطة "سي. إن. إن" الإخبارية الأميركية وصفت تلك المليشيات بأولوية عسكرية  "قذرة"، وصاحبة أياد غير نظيفة.
إن إنزال العقوبات بهؤلاء الأبرياء من سكان الفلوجة، بلا رحمة ولا رأفة ولا إنسانية، لا يقبله عقل ولا دين. وما يجعل القلب يتفطر هو أن كل ذلك يحدث من غير محاسبة أو مجرد إجراء تحقيق ولو شكلي.
12 ألف مدني من سكان الفلوجة، غالبيتهم من النساء والأطفال، تم إخلاؤهم من منازلهم، ونقلهم إلى مخيمات للنازحين، والتي بدورها تعاني غياب أبسط الخدمات الإنسانية، ناهيك عما يعانيه المدنيون من جوع ومرض وخوف وترهيب.
إن الرسائل التي يبعث بها مسؤولون بالحشد الشعبي، وتؤكد أن قوات مدعومة من طهران ستشارك في اقتحام وسط الفلوجة، بدعوى السيطرة على هذه المدنية، تشي بحدوث انتهاكات جديدة ضد المدنيين قد تغذي التوتر الطائفي.
والمتتبع للأحداث يرى أن هناك تضاربا في تصريحات المسؤولين العراقيين. فالبعض يؤكد أنه توجد صعوبة في مواجهة تنظيم "داعش"، الذي يحكم سيطرته على الفلوجة منذ كانون الثاني (يناير) 2014، والبعض الآخر يقول إنهم يكبدون تلك "العصابة" الإرهابية خسائر بالأرواح. هذا بالإضافة إلى أن طائرات التحالف، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، تقوم  بتوجيه ضربات جوية دقيقة وقاتلة على معاقل ذلك التنظيم، على حد زعم القيادات الأميركية.