الفنانة الفلسطينية سهير حماد تحيي أمسية شعرية في عمّان ترافقها الموسيقى والدموع

الفنانة الفلسطينية سهير حماد تحيي أمسية شعرية في عمّان ترافقها الموسيقى والدموع
الفنانة الفلسطينية سهير حماد تحيي أمسية شعرية في عمّان ترافقها الموسيقى والدموع

محمد الكيالي

عمان - بشِعرها المميز، وكلماتها المعبرة الدافئة التي ترسم مشاهد واضحة عن معاناتها كفلسطينية في الخارج، ملوّنة صورة بلدها الأصلي فلسطين ونكبة شعبه التي دخلت في عامها الواحد والستين، أحيت الشاعرة سهير حمّاد مساء أول من أمس أمسية شعرية في الكورتيارد بفندق القصر – الشميساني.

اضافة اعلان

وانطلق الحفل الشعري الذي نظمته إذاعة sunny 105.1 الذي حضره جمهور غفير من المعجبين بشعر حماد، حيث اعتلت الشاعرة خشبة المسرح المخصص لها بتصفيق وتشجيع كبيرين، لتقدم بعضا من قراءاتها الشعرية من كتابها الشهير (Breaking Poems) وقصائد قصيرة أخرى.

وقرأت حماد قصيدة عن مدينتها نيويورك ومنطقة بروكلين التي عاشت وترعرعت فيها، تغنت بشوارعها وناسها، دون أن تتجاهل قضيتها الفلسطينية وأرضها المغتصبة والمنسية في محاولات كثيرة لإيقاظ العيون للاهتمام بمشاكل الشعب الفلسطيني.

وتميزت حماد الشاعرة، بقوة أدائها في الإلقاء الشعري، حيث تمكنت من توزيع الشعر بين الإنكليزية والعامية، وذلك في قصيدة "غزة" التي تكلمت فيها عن إصرارها الكبير في دعم الغزيين والوقوف إلى جانبهم في محنتهم.

وقدمت صاحبة الديوانين الشعريين "فلسطينية المولد، سوداء المولد" و"آلهة الزعتر"، قصائد قصيرة تناولت فيها الشعوب المتضررة جراء السياسات الخرقاء في العالم من حرب العراق، لبنان، فلسطين، نيو أورليانز وما إلى ذلك.

وقرأت شعرا حواريا بينها وبين خالاتها في فلسطين والأردن، كتبته باللغة الإنكليزية المعربة، وتناولت فيه واقع المرأة في الولايات المتحدة الأميركية، إذ جاءت القصيدة بأسلوب كوميدي مضحك مع اعتمادها على العديد من الكلمات الإنكليزية في النص العربي.

ونشرت حماد كتاب مذكرات بعنوان "قطرات من هذه القصة" وحازت على جائزة "أودري مورد" للكتابة التي تمنحها كلية هنتر بمدينة نيويورك، وجائزة مركز موريس للشعر العلاجي، إضافة إلى مشاركتها في عدة عروض مسرحية شعرية موسيقية في مسرح برودواي الشهير.

ووضعت في قصائدها الإنكليزية عددا من الكلمات العربية في نمط شعري جديد مثل "أنا"، "النار" و"الحرب"، حيث جاء كل ذلك مدعما بالموسيقى المصاحبة لقراءتها والتي تختلف حسب كل قصيدة بين موسيقى الهيب هوب والجاز والموسيقى العربية القديمة للشيخ إمام وفيروز وأم كلثوم.

وبدا واضحا على حماد تأثرها بالشعر السياسي من خلال قراءاتها، حتى كادت في بعض الأحيان ومن خلال إلقائها لشعرها، كادت دموعها أن تذرف نظرا لتأثرها العميق بقضية شعبها، وقامت في العديد من الأحيان بالكلام بصورة انفعالية تدل على غضبها مما جرى ويجري في قطاع غزة، كما سبق وأن صفتها الشاعرة الأميركية العربية الأصل نعومي شهاب ناي بأنها "راية شجاعة تخفق فوق رؤوس المحرومين".

وألقت قصيدتها الشهيرة التي حملت عنوان "أبعد من الكلمات" والتي تقول فيها:

"أين ذهبت لغتي؟

يبحث الشاعر عن كلمات يلفها حول هذه الأزمنة،

ليجعلها معقولة ليحيلها شعراً كي تصبح مجدية

كلمات الماضي تسكن حواراتنا

الامبراطوية والحروب الصليبية

الخطط والقرون

كل هذه الكلمات التي ألغت فكرنا من قبل

تهوي ثقيلة الآن

ولا وزن لها في هاوية الأخبار السيئة هذه

رأيت الصور،

مرة أخرى كلمات سجن تعذيب

أتوق لكلمات أستطيع أن أكتبها

ليست بذيئة موضوعية تبدو عقلانية لما تقرأ

كي لا يتوقف الناس عن قراءة هذه القصيدة القلقة

كي لا يحرج والداي

كي يطالب الأميركيون بعودة أبنائهم

أتوق لكلمات أستطيع أن أكتبها

كي لا أصبح شيئاً ما قاسياً لا يتسامح

خذلتني اللغة

قيل لي أن لا أصدق أي شيء أقرأه

ثم كل ما أقرأه

إنني وُهبت وجهي لأحتاط منه

قيل لي أن أخشي الأصباغ فهي مثيرة

وقيل لي مراراً وتكرارا

إن العراق ليس فلسطين

وكابول ليست نيويورك".

وسبقت الأمسية الشعرية الخاصة بالشاعرة سهير حماد، قراءات قصيرة للشاعرة جيهان بسيسو، تلاها عرض فيلم قصير بعنوان "كأننا عشرون مستحيل" للمخرجة الأميركية الفلسطينية الأصل آن ماري جاسر مخرجة فيلم "ملح هذا البحر" الذي أدت دور البطولة فيه حمّاد نفسها.

ويتناول فيلم "كأننا عشرون مستحيل" المناظر الطبيعية الخلابة التي زُرِعَت بالحواجز العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، وعندما يقرر فريق عمل الفيلم اجتياز هذا الحاجز ينكشف المنظر السياسي، ويتبعثر المسافرون ببطء نتيجة المصاعب اليومية التي يفرضها الاحتلال القاسي.

فيلم "كأننا عشرون مستحيل" عمل شعري، وقصة نثرية في الوقت نفسه ينتقد انتهازية الفنانين، وانتهازية الاحتلال، حيث جاءت الأمسية الشعرية بدعم من شركات أرامكس، سكاي وورلد، امورتال بروداكشن، أصداء برسن مارستلر، كساب، مؤسسة نهر الأردن وأتيكو فخر الدين جروب وشركة CCC.

وحماد فلسطينية تقيم في أميركا وتحمل جنسيتها، وهي من مواليد عمّان في العام 1973، هاجرت مع والديها إلى نيويورك عندما كانت تبلغ من العمر 5 أعوام، حيث قدمت قراءات شعرية في العديد من الجامعات الأميركية وشوارع بروكلين في مدينة نيويورك.