الفنان غنام غنام يخط "موجز تاريخ المسرح الأردني 1918-2006"

غلاف الكتاب- (من المصدر)
غلاف الكتاب- (من المصدر)

عزيزة علي

عمان- ضمن برنامج "مكتبة الأسرة الأردنية"، مهرجان القراءة للجميع في الدورة 2021، أعادت وزارة الثقافة طباعة كتاب بعنوان "موجز تاريخ المسرح الأردني 1918-2006"، بحث وإعداد الفنان غنام غنام، قام بمراجعته وتدقيقه المخرج حاتم السيد.اضافة اعلان
في كلمة للباحث غنام، يبين فيها، أنه منذ أن احترف المسرح في العام 1984، لم يكن يوثق إلا لكي يوثق لموقعه في الحراك المسرحي، وعندما بدأ الاحتكاك بالمجتمع المسرحي العربي، عرف كم الجهل الذي يغلف معرفة المسرحيين العرب بواقع وتاريخ الحركة المسرحية في الأردن، تلك الحركة التي تتجاوز التقسيم السياسي الذي صار يحصر النتاج المسرحي تبعا لجغرافيا مسيسة، فماذا يمكن تسمية النتاجات الإبداعية التي سبقت الكيانات السياسية؟ لذا لا يمكن النظر للنتاج الإبداعي في الأردن بمعزل عن عمان.
ويقول "يبدو أن المسرح في الأردن لم يحظ بما يفيه حقه من التوثيق المنشور والمنتشر عربيا إلا من بعض الجهود التي لم تسد الحاجة بالطبع، فصار إحساسه يتزايد بأهمية مادة موثقة وسريعة التأثير وسهلة التناول"، مشيرا إلى أن الأمر لم يقف عند جهل الخارجيين بالجهود المسرحية الأردنية، ولو وقف هناك لهان الأمر، لكن الأمر الأسوأ هو جهل أبنائنا، والمتلحقين الجدد بركب الفن الأردني، الذين يتوهمون أنهم الرواد وأن كل من سبقهم هراء.
وما زاد الطين بلة، هو الجحود، والجحود هو الوجه الآخر لعملة الجهل، فالبعض وحتى يغطي عورة جهله ويكفي نفسه عناء البحث، يعمد إلى الإلغاء والشطب والإنكار، حتى وكأن المسرح الأردني بلا آباء، والحقيقة غير ذلك إطلاقا، ويشيد غنام بجهود الفنانين الأوائل مثل "عبد اللطيف شما، وأحمد شقم، وصادق خربوش، ومحمود إسماعيل بدر، وحاتم السيد، ومخلد الزيودي، وعادل لافي، ومفيد حوامدة"، وآخرين عملوا ما استطاعوا لتوثيق الحركة المسرحية، وقد استفدت كثيرا مما فعلوه، مبينا أنه وجد أن التوثيق "الفهرس" سيكون الأسرع إبلاغا والأبلغ تأثيرا.
وتحت عنوان "توطئة"، يقول غنام "إن المسرح الأردني يقف شاهدا قويا على تحولات المجتمع الأردني، تلك التحولات التي تمظهرت سياسيا وثقافيا واجتماعيا بولادة النظام السياسي الأبرز في حياة الأردنيين قوميا ووطنيا، ألا وهو تأسيس الدولة الأردنية، إمارة شرق الأردن، في مطلع العشرينيات من القرن الشعرين؛ لذا فإننا نجد أول إشارات على تقديم عمل تمثيلي مدون تعود إلى العام 1918، فيما يعد عقد الستينيات عقد التأسيس قبيل ولادة مؤسسات مسرحية تعنى بالحرفة والتخصص، وتمثلت بأسرة المسرح الأردني التي أسسها الأستاذ هاني صنوبر".
ويؤكد أنه في هذا البحث لا يتحدث عن مظاهر المسرح في تاريخ المنطقة التي يشكل الأردن جزءا منها، هذه المنطقة التي أهدت الإغريق والرومان فهم الدراما والتراجيديا والكوميديا وسمت الأشياء باسمها مسرحيا، بل إنه يسجل في هذا الكتاب للمسرح الأردني الحديث، المسرح في ثمانية وثمانين عاما من 1918-2006، لتثبيت إشارات أدق لمزايا كل مرحلة من مراحل المسرح الأردني المعاصر، مبينا أن الكشاف الملحق والمثبت بهذا الموجود يقسم المراحل على النحو الآتي "1918-1959 الإرهاصات والإشارات الأولى ما قبل التأسيس، من 1960-1969 مرحلة التأسيس، من 1970-1979، من 1980-1989، من 1990-2000، من 2001-2006".
ويضيف الباحث أنه حاول أن يرصد النصوص والكتب المسرحية الأردنية؛ حيث رصد المهرجانات والجوائز التي حصدها المسرحيون الأردنيون، كما حاول أن يسجل المسارح والقاعات في الأردن، وكل ذلك في العام 2006، مشيرا إلى أن هذا الكشاف يشتمل على الأعمال المسرحية على صعيد الاحتراف والفرق، ولن يسجل للمسرح المدرسي أو الجامعي أو النادوي أو مسرح الهواة، إلا في مرحلة ما قبل التأسيس، وذلك للمساعدة على رصد تململ الظاهرة، وكذلك في مرحلة التأسيس والمرحلة التي تليها؛ إذ وصل الاختلاط بين المسرح الجامعي والنادوي والهواة مع المسرح المحترف والفرق إلى درجة يصعب فصلها، ذلك قبل أن يصل الحال إلى فرز واضح للعمل والفرق، هذا الفرز الذي تجلى في المراحل الرابعة والخامسة والسادسة.
ويؤكد أنه عمل على تثبيت مرحلة التأسيس في المرحلة الثانية وهي عقد الستينيات، هذه المرحلة التي شهدت بروز أول تنظيم مسرحي محترف على يد الفنان المؤسس هاني صنوبر في أسرة الأردني، وهي المرحلة التي شهدت ولادة المسرح الجامع في الجامعة الأردنية، موضحا أن هذه الدراسة هي استعراض موجز لا يذهب مذهبا تقييميا أو تقويميا أو نقديا ولا يفي العاملين في تلك الأعمال حقهم التسجيلي أو النقدي، لافتا إلى أن الممثلات والممثلين والمصممين والتقنيين العاملين في المسرحيات المرصودة في هذا الموجز هم فنانون يستحقون كل الاحترام، لكن منهجية العمل لا تعطيهم ما يستحقون هنا، ويحتاج الأمر جهودا من منهجية أخرى، كتلك التي قام بها عبداللطيف شما عندما خص المرأة بكتاب توثيقي أو كما فعل مفيد حوامدة عندما رصد ملصقات الأعمال المسرحية.