الفن.. سلاح الفلسطينيين ضد الاحتلال

محمد عساف-(أرشيفية)
محمد عساف-(أرشيفية)

دبي- ارتبطت في الأذهان على مدار عشرات السنوات صورة الفلسطيني كإنسان بلا وطن، لاجئ في المخيمات، يرتدي الكوفية ذات اللونين الأبيض والأسود، وترتسم على وجهه علامات الحسرة على فقدان الأرض والأهل، كما لا يغيب المشهد الشهير وهو يرمي جنود الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة.اضافة اعلان
تلك الصورة بدأت تتغير في الآونة الأخيرة، بعد أن أظهر عدد من الشباب الفلسطيني للعالم وجها جديدا للفلسطينيين يعتمد على القوة الناعمة، وجها اختار منهاج الإبداع طريقا لإيصال رسالته للعالم، من خلال القدرات الفنية والموهبة الفذة، ليثبتوا بالدليل القاطع أنهم شعب مبدع ولديه قدرات عالية، رغم الحصار الإسرائيلي المستمر على مدار سنوات طويلة.
واستطاعت المشاركات الفلسطينية التي ظهرت مؤخرا خلال برنامج "Arabs got talent" ومنها على سبيل المثال لا الحصر فرقة "التخت الشرقي" الموسيقية من غزة المحاصرة والتي تتميز بمستوى عال من الاحترافية، فضلا عن الطفل الصغير خالد الشيخ والذي يتمتع بمستوى عال جداً من اللياقة البدنية، ومحبوب العرب الفلسطيني محمد عساف الذي ظهر خلال برنامج "Arab Idol"، أن تغير نظرة العالم للشعب الفلسطيني.
ومن جانبه، أكد الكاتب والأديب الفلسطيني يسري الغول، أن تلك المواهب تساعد القضية الفلسطينية، قائلاً لصحيفة "جلف نيوز": هؤلاء الشباب يسهمون إيجابا في رسم صورة جديدة للفلسطينيين.. مواهبهم تساعد قضية بلادهم كثيرا وتضع أساسا لمرحلة جديدة من النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي يسيطر على أرضنا منذ عقود".
الثقافة عامل مهم
وأضاف الغول أن الثقافة تعد جانباً غاية في الأهمية في النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي.
فيما أكد المتحدث الرسمي باسم مجموعة "MBC" مازن حايك، أن هذه المواهب تقدم قصصاً إنسانية وهي من أهم الأشياء التي يتبناها التلفزيون، قائلاً "التلفزيون ليس فقط للترفيه.. فهو منبر للتعبير عن الذات لمن ليس لديهم وسيلة أخرى للتعبير عن أنفسهم، بالإضافة إلى عرض القصص والقضايا الإنسانية والمساهمة في حلها".
وكان ظهور محمد عساف على خشبة المسرح أمام الجمهور في "Arab Idol" العام 2013 وظهور فرقة "التخت الشرقي" العام 2014 بمثابة إعلان جيد عن القضية الفلسطينية بتسليط الضوء على الجانب الإنساني لها والذي كان مهملاً لسنوات، على حد قول الغول.
عساف لم يفز فقط بلقب محبوب العرب من خلال البرنامج الذي تقدمه مجموعة "MBC"، ولكنه أيضاً استأثر عقول وقلوب الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة ومناطق أخرى خارج الأراضي الفلسطينية، كذلك الكثير من العرب.
وبعد فترة وجيزة، تم منح عساف الفائز في المسابقة التي وصفت بالأولى في الغناء في العالم العربي، لقب سفير النوايا الحسنة للسلام من قبل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والتي تقدم مساعدات لما يقرب من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني مسجل.
كما تمت تسميته أيضاً سفيراً للثقافة والفنون من قبل الحكومة الفلسطينية.
المشاركات الفلسطينية
وفي الموسم الثالث من "Arab Idol" في العام 2014، شارك اثنان من الفلسطينيين من مناطق 1948، فيما شاركت موهبتان أخريان من غزة بعد ذلك بوقت قصير، في برنامج "Arabs got talent" أحدهم صبي يبلغ من العمر 11 عاماً ويتميز بمستوى عال جداً من اللياقة البدنية، حيث يتلوى جسده بطريقة لا تصدق، والموهبة الأخرى فرقة في سن المراهقة من معهد إدوار سعيد الوطني للموسيقى في غزة، تضم أربعة عازفين ومغنية واحدة، وتلقت هذه الفرقة دعوة من رئيس معهد العالم العربي في باريس لتقديم عرضهم الموسيقي في العاصمة الفرنسية.-(العربية.نت)