الفيصلي.. اسم مرادف لتاريخ الكرة الأردنية و"راعي الأوله" في مسابقاتها

يوسف نصار

عمان - عند الحديث عن نشأة الكرة الأردنية وأرشيفها الممتد على مدى ما يزيد على تسعة عقود؛ يبرز اسم النادي الفيصلي كمرادف لهذا التاريخ الطويل؛ والشاهد على مراحل تطور الكرة في بلدنا؛ منذ انطلاقة مسيرتها على الملاعب "الترابية" إلى وقتنا الراهن؛ الذي أصبحت "تزدان" فيه ميادين الكرة في جملة "ستادات" تنتشر في مدن المملكة الرئيسية في عمان وإربد والزرقاء والسلط والرمثا والكرك ومعان والعقبة والمفرق.اضافة اعلان
الفيصلي اكتسب هذه "الخاصية"؛ بفضل كونه أول الأندية الرياضية التي تأسست في وطننا الحبيب؛ وكان ذلك في العام 1932؛ وهو التاريخ الذي سبق "ولادة" مسابقات كرة القدم الرسمية في الأردن؛ عبر تنظيم أول دوري كروي في المملكة العام 1944؛ والذي فاز الفيصلي بلقبه.
لا تحتاج مكانة النادي الفيصلي وإنجازاته المحلية والخارجية، وتأثيره على مسيرة الكرة الأردنية الى توصيف.. فالتفاصيل الرقمية لتلك العناوين تعتبر "مشاعا" أمام الجميع وعلى امتداد عقود طويلة
وفي أبرز تلك التفاصيل؛ كان الفيصلي "راعي الأوله" في مسابقات الكرة المحلية؛ إذ كان أول أبطال مسابقة الدوري العام في نسخته الأولى المسار إليها آنفا؛ وهو في اللحظة الراهنة آخر أبطالها لموسم 2019؛ وحامل الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بالدوري "34 مرة"؛ و"الأزرق" كذلك كان أول أبطال مسابقة كأس الأردن "1981"؛ وهو أيضا آخر أبطالها 2019؛ وهو أيضا صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بمسابقة الكأس "20 مرة"؛ وأيضا انبرى الفيصلي كأول "فرسان" مسابقة كأس الكؤوس عند انطلاقتها العام 1981؛ والأكثر فوزا بلقبها "16 مرة".
وفي هذا السياق كانت هناك مسابقة وحيدة لم يتمكن الفيصلي من نيل أول ألقابها؛ وهي بطولة درع الاتحاد؛ حيث كان بطلها الأول فريق الجزيرة في العام 1981؛ فيما أكثر الفرق فوزا بلقبها الوحدات "10 مرات"؛ مقابل 7 مرات الفيصلي.
ويكمن سر تفوق الفيصلي "رقميا" في عدد بطولاته وحضوره المميز محليا وخارجيا؛ في جملة أسباب موضوعية؛ بدءا من كونه أقدم الأندية الأردنية تأسيسا؛ مرورا بانضباطه "الصارم" على المستوى الإداري تحت قيادة كل من الراحلين الكبيرين "سلطان ومصطفى العدوان"؛ وثالثا استقطابه نخبة نجوم الكرة المحلية على مر تاريخه.
وشكلت إنجازات "الأزرق" المحلية؛ أرضية داعمة لإنطلاقته الخارجية على الساحتين العربية والآسيوية؛ وفي أبرز إنجازاته نجح "الأزرق" في إعتلاء قمة كأس الاتحاد الآسيوي "مرتين" في عامي 2005 و2006؛ وفرض نفسه على ساحة البطولات العربية بقوة وفي أكثر من مشهد.
دشن الفيصلي حضوره اللافت على ساحة الكرة العربية العام 1996؛ عندما بلغ المباراة النهائية لبطولة الأندية العربية أبطال الكؤوس؛ التي استضافها نادي الوحدات على ستاد عمان الدولي؛ ولم تستوعب مدرجات الاستاد آنذاك الزحف الجماهيري الذي جاء من كل المحافظات لمساندة الفيصلي في موقعة النهائي أمام أولمبيك خريبكة المغربي؛ والتي انتهت لمصلحة الفريق الضيف بنتيجة 3- 1؛ ليحل الفيصلي وصيفا للبطل.
وكرر الفيصلي إنجاز "وصيف البطل" بعد ذلك ثلاث مرات؛ كانت الثانية أمام فريق وفاق سطيف الجزائري في نهائي الأندية العربية لأبطال الدوري العام 2007؛ ثم في نهائي نفس المسابقة في القاهرة أمام الترجي التونسي العام 2017؛ في النهائي الذي أفسده الحكم المصري ابراهيم نور الدين؛ وكذلك وصيفا في بطولة النخبة العربية للعام 2000.
وقدم الفيصلي للكرة الأردنية ومنتخب "النشامى"؛ أجيالا من النجوم؛ أبرزهم في فترة السبعينيات: ابراهيم مصطفى؛ وليد العنبتاوي؛ عدنان مسعود؛ أحمد الروسان؛ زياد جميل؛ محمد اليماني؛ خليف لافي؛ عبدالكريم اللوزي؛ باسم مراد؛ حسام سنقرط؛ فايز العبداللات؛ محمد البردويل، ابراهيم الفاعوري؛ وحارسي المرمى نادر سرور وميلاد عباسي.
وفي جيل الثمانينيات؛ برز الراحل خالد عوض وجمال أبو عابد وخالد سعيد وموسى عوض ونهاد صوقار وعماد زكريا وصبحي عوض وزياد أبو شنب وفراس الخلايلة والحارس أنيس شفيق وغيرهم؛ وفي جيل التسعينيات برز جريس تادرس وصبحي سليمان وحسونة الشيخ وراتب العوضات وهيثم الشبول وأسامة طلال وخالد سعد وغيرهم.
والفيصلي "النادي والفريق"؛ كغيره من سائر الأندية قاطبة؛ يمر أحيانا في مراحل " فقدان توازن"؛ يقوده إلى الإبتعاد عن منصات التتويج في مسابقات الكرة المحلية؛ ما يثير غضب جمهوره؛ لكنها حالة لا تطول إذ سرعان ما يستعيد الفريق "عافيته ورونقه" ويعتبر القمة مجددا؛ وبالتالي يستعيد جمهوره "ابتسامته" العريضة.
والواقع أن بقاء الفيصلي والوحدات والرمثا والحسين اربد والجزيرة وكافة أندية المحترفين؛ في أفضل ظروفهم الفنية؛ هو في صلب المصلحة العامة للكرة الأردنية؛ ويشكل ذلك قاعدة ارتكاز صلبة في عملية "بناء" منتخب وطني طموح.