الفيصلي والوحدات.. مسؤولية مشتركة لحماية الكرة الأردنية

صراع على الكرة بين لاعب الوحدات أنس العوضات ولاعب الفيصلي نزار الرشدان في لقاء الذهاب - (الغد)
صراع على الكرة بين لاعب الوحدات أنس العوضات ولاعب الفيصلي نزار الرشدان في لقاء الذهاب - (الغد)
يحيى قطيشات يستعد ملعب مدينة الملك عبدالله الثاني بالقويسمة، لاستقبال مباراتين من العيار الثقيل، من سلسلة مواجهات ديربي الكرة الأردنية بين القطبين الفيصلي والوحدات، الأولى يوم الجمعة المقبل، ضمن منافسات ربع نهائي كأس الأردن، والثانية يوم التاسع والعشرين من الشهر الحالي، في إطار منافسات الأسبوع الحادي والعشرين وقبل الأخير من دوري المحترفين، الذي يتصدره الفيصلي حاليا بفارق نقطة عن الوحدات. آمال الوحدات معلقة على مباراة الفيصلي والرمثا ويمتلك الفيصلي والوحدات نصيب الأسد من ألقاب بطولات اتحاد كرة القدم، والعدد الأكبر من المشجعين في الملاعب المحلية، ويتنافسان باستمرار على زعامة البطولات، وتشهد قمم الفريقين حضورا جماهيريا كبيرا. وفي ظل إغلاق ستاد عمان، لإعادة تأهيله ليكون جاهزا لاستضافة مباراة منتخب “النشامى” مع ضيفه المنتخب الإسباني، يوم السابع عشر من الشهر المقبل، وفي ظل تواضع امكانيات الملاعب الباقية، أصبح ملعب الملك عبدالله الثاني الملاذ الوحيد لمباريات “الديربي”. قطبا الشمال يشعلان المنافسة.. حسم الهبوط يقترب.. وتوتر خارج أسوار الملعب وفي ظل التنافس الشديد والمثير بين الوحدات والفيصلي على لقبي الدوري والكأس هذا الموسم، وقياسا على التجارب الماضية في لقاءات الفريقين، وآخرها مباراة مرحلة الذهاب التي جمعتهما على ستاد عمان، والحروب المشتعلة بين الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الجلسات العامة والاجتماعات المختلفة، من البديهي أن يشعر المتابع والخوف، من أن تشهد المباراتان حالات من الخروج على الروح الرياضية، وشغبا وتصرفات وهتافات غير مقبولة، ورغم الحديث المتواصل قبل كل لقاء كلاسيكو بين الوحدات والفيصلي، والدور المطلوب من الجماهير من حيث التشجيع المثالي والقبول بنتيجة اللقاء، بعيدا عن التعصب والتشجيع غير الرياضي وتبادل الشتائم طوال وقت المباراة، يذوب كل ذلك وينصهر، لتبدأ مظاهر ذبح الروح الرياضية عبر فئة من الجماهير. وتقع على عاتق روابط المشجعين ومجلسي إدارتي الفيصلي والوحدات، مسؤولية محاولات ضبط تصرفات جماهيرهما في المدرجات، والتحلي بالروح الرياضية من خلال التشجيع الإيجابي ورفع معنويات النجوم على أرض الملعب، كما يتحمل اللاعبون وأعضاء الأجهزة الفنية دورا كبيرا ومهما في تقبل الجماهير للنتيجة، وعدم الخروج عن الروح الرياضية، من خلال تقبل قرارات طاقم التحكيم “غير الأردني”، وعدم إثارة الجمهور بتصرفات غير مقبولة. وتلعب الأجهزة الأمنية وخصوصا وحدة أمن الملاعب، والتي لها احترامها وتقديرها ودورها البارز في حماية الأردن من كل مكروه، دورا رئيسيا في منع الشغب، من خلال الضرب بيد من حديد على كل متفرج غير ملتزم بأصول التشجيع الرياضي السليم. وهناك رهان على إدراك المسؤولين في الناديين، ووعي السواد الأعظم من الجماهير في إخراج المناسبتين بأبهى صورة؛ على قاعدة أن الفوز الحقيقي هو تشريف الكرة الأردنية، وعكس صورة حضارية عن أصالة الشعب الأردني الطيب. وتمنى المدير الإداري السابق لفريق الفيصلي وصاحب الخبرة الطويلة في الملاعب ماهر طعمة، أن تتمتع مباراتا الفيصلي والوحدات المقبلتين بالأناقة والهدوء من الجماهير أولا، ومن الإدارات والأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين ثانيا، لأنها قمة الكرة الأردنية وتعكس صورتها، مضيفا في حديث لـ”الغد”: “علينا أن نتحد جميعا لإنجاح عملنا، وأن نفوت الفرصة على الحاقدين والمندسين وأصحاب المصالح على حساب الوطن الذي يحتضن الجميع بخيمة الهاشميين”. وتابع: “إن مكتسبات بلدنا أمام العالم هي أخلاقنا وعاداتنا وكرمنا وحبنا لبلدنا، لكن هناك قلة من أصحاب السوابق يباعون ويشترون كالعبيد، هذه الفئة الطائشة علينا محاربتها، والقضاء على مخططاتها وتسليمها للقضاء العادل وعزلها عن المجتمع الطيب الاصيل”. وطالب طعمة، بعدم السكوت عن كل من تسول له نفسه بتكسير سيارات الأبرياء والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة، وأشاد طعمة بجهود قوات الأمن العام وخصوصا وحدة أمن الملاعب، وركز على ضرورة حماية المحيط الخارجي للملعب، وهي مسؤولية مشتركة بين الأمن وسكان المنطقة، مطالبا بمحاسبة أي شخص يحرض على العنف بالتصريح أو بالفعل وتحويله للقضاء مع إعلان اسمه للجميع. وتمنى طعمة، أن يستعين اتحاد الكرة بشخصيات رياضية وسياسية ولاعبين قدامى ونواب للجلوس بين الجمهور، لأنهم مؤثرين بهذه المواقف، مبينا أنه يفترض نقل مباراتي الوحدات والفيصلي إلى ملعب آخر كملعب الحسن إذا كان جاهزا. من ناحيته، وجه نجم فريق الوحدات والمنتخب الوطني السابق منير أبو هنطش، رسالة إلى جماهير الفريقين قبل مواجهتي الكأس والدوري، قائلا: “ما يجمعنا في هذا الوطن الغالي الأصيل، المحبة والاحترام والتقدير، التنافس في الملاعب والبحت عن الألقاب البطولات أمر طبيعي وهدف جميل ينشده الجميع”. وأضاف: “كرة القدم أخلاق وروح رياضية قبل كل شيء والأخلاق الرياضية في ملاعبنا تحمل معان عميقة وأصيلة، تترفع عن كل الصغائر التي تفسد معانيها وتخرج بها عن روح المنافسة الشريفة، كرة القدم الأردنية شهدت منذ سنوات طويلة مباريات كثيرة جمعت الوحدات والفيصلي، ونحن كلاعبين لنا ذكريات جميلة ونعتز برفاق الدرب والجماهير، وهذه هي ثمرة المسيرة الرياضية الحب والاحترام والتقدير بين الجميع”.اضافة اعلان