‘‘الفيلم الأوروبي‘‘.. ذائقة سينمائية تتجلى في 30 عاما

Untamed romahia ملصق فيلم-(الغد)
Untamed romahia ملصق فيلم-(الغد)

إسراء الردايدة

عمان- "السنة الأجمل على الإطلاق"، هو شعار الدورة 30 لمهرجان "الفيلم الأوروبي" في عمان، الذي تنطلق فعالياته في التاسع عشر من الشهر الحالي، بمشاركة عروض سينمائية منوعة من أحدث الإنتاجات الأوروبية.اضافة اعلان
الدورة 30 للمهرجان تحكي تاريخا شهد منذ انطلاقته في العام 1989، أجمل الأفلام الأوروبية، ليشكل جسرا لتبادل الثقافة وبناء العلاقات بين دول الاتحاد الأوروبي وبين الأردن.
وقد حظي المهرجان برعاية سمو الأميرة ريم، وبتنظيم من بعثة الاتحاد الأوروبي في الأردن، والمعاهد الثقافية التابعة للاتحاد الأوروبي  (EUNIC)، وبالتعاون مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، وأمانة عمان الكبرى، وصندوق الحكايا، وشركاء آخرين.
"الفيلم الأوروبي" منذ انطلاقته كان مجرد عروض للأفلام التي لم تشهد أي تغيير، ولكن الدورات التي عقدت في السنوات الخمس الأخيرة حملت رياح التجديد فيها، ليشمل وجود صناع سينما ومخرجين وورش عمل، جميعها جعلت منه مهرجانا حقيقيا وليس مجرد عروض.
ومنذ انطلاقته أسسس المهرجان ثقافة سينمائية، وقدم الكثير من الأفلام التي يصعب الوصول إليها من دول الاتحاد الأوروبي، والتي تمثل وتنقل فكر وثقافة هذه الدول جالبة معها خبرات ومتعة سينمائية لا تحصى باختلاف المدارس الإخراجية.
وفي الوقت الذي غالبا ما تكون فيه الأفلام من إنتاجات حديثة،  شمل التغيير إعادة مسابقة الفيلم القصير التي تنوعت في أعوام مضت بين أفلام مصورة بالموبايل وأخرى المصورة بكاميرا ديجيتال، لالتقاط روح التغيير في هذا المجال، فيما تنتقل عروض (19) فيلما مشاركا بين مركز الحسين ومسرح الرينبو بواقع عرضين في اليوم.
واختير الفيلم الروماني الوثائقي Untamed Romania  لمخرجه  توم بارتون هامفريز والذي سيكون حاضرا لمناقشته في افتتاح المهرجان، ويتناول رهبة الحياة البرية في رومانيا، وكيفية حماية النظم الايكولوجية، والتنوع البيولوجي وجمال الطبيعة الهشة في مواجهة البشرية، وموقعها وسط أوروبا، إلى جانب الإرث الرووماني للأجيال القادمة.
وتطور المهرجان اليوم ليعقد شراكة مع مهرجانات عالمية على غرار مهرجان مالمو للفيلم العربي لهذا العام، حيث سيشارك الفائز في مسابقة الفيلم القصير "الفيلم الأوروبي" بمهرجان مالمو، كما سيشارك في الندوات والعروض ويتعرف على صناع سينما آخرين شغوفين بأعمالهم.
اليوم، وإذ تعتبر السينما والمهرجانات تحديدا عاملا مهما وفرصة لا تعوض لتنمية الخبرات المعرفية وتطوير الذائفة السينمائية التي تطور المجتمع وتنقل ثقافات العالم من مكان لآخر، تتوزع العروض في عدة محافظات للخروج من حصرها بالعاصمة عمان وتمتد للسلط واربد والمفرق، الرزرقاء في مراكز الأفلام التابعة للهيئة، لتوفر فرصة لسكان هذه المدن بمشاهدة فن وأفلام تختلف عن تلك التي تتوفر في السينما التجارية من افلام هوليوود وأفلام شباك التذاكر.
فهذه الأفلام تقدم أوسع مدارس الإخراج السينمائي، وفيها من الفنون البصرية وتنوع النصوص ما يجعلها الاقوى حضورا، خاصة وأنها شاركت بعدة مهرجانات عالمية وحازت على جوائز مهمة.
ولأن السينما من أهم الفنون البصرية التي تحمل قوة وتأثيرا لا يستهان بهما، يوفر المهرجان ورش عمل لصناع الأفلام الأردنيين، والتي تتنوع بين تطوير النصوص وغرف الكتابة ومرحلة ما بعد الإنتاج وصولا لكيفية الإستفادة من المشاركة في المهرجانات، وجميعها مجانية، وتتخذ من المركز الثقافي الفرنسي مقرا لها بدعم من صندوق الحكايا وطاقمه الاحترافي المتخصصين في الكتابة والانتاج السينمائي، الى جانب الضيوف من مخرجين ومنتجين في المهرجان.
وتطور المهرجان هذا العام ليدرج في دورته الحالية تصنيفا عمريا للأفلام المشاركة فضلا عن ترجمة "19" فيلما للعربية، لتشارك في كل النسخ الاخرى من المهرجان بين الدول المحيطة، من خلال عروض اختيرت وتساعد على اكتشاف ثقافات مختلفة وفهم الآخر عبر تنمية التفاهم المتبادل بين الشعوب المختلفة.
الجمهور المحلي على موعد مع أفضل الأفلام الأوروربية  من 19 وحتى 29 من الشهر الحالي من بلجيكا وكرواتيا، جمهورية التشيك، الدنمارك، فنلندا، فرنسا، أمانيا، هنجاريا، إيرلندا، إيطاليا، بولندا، البرتغال، رومانيا، سلوفينيا، إسباينا، السويد والمملكة المتحدة، فيما البلد الضيف هي جورجيا، لتطرق باب القضايا الإنسانية الاجتماعية المعاصرة.