"الفيلم الأوروبي": عروض ذات أبعاد عائلية وإنسانية واجتماعية

مشهد من الفيلم التحريكي "ليزا" فتاة الليمون و"ماروك" صبي البرتقال: قصة حب سريعة)-(من المصدر)
مشهد من الفيلم التحريكي "ليزا" فتاة الليمون و"ماروك" صبي البرتقال: قصة حب سريعة)-(من المصدر)

إسراء الردايدة

عمان- يفتتح الفيلم الكرواتي "كوكو والأشباح" لمخرجته دانيا كوسان فعاليات الدورة الـ26  لمهرجان الفيلم الأوروبي، ضمن ترتيبات جديدة تختلف عن الأعوام الماضية.اضافة اعلان
وتأتي هذه الدورة التي ترعاها سمو الأميرة ريم علي، بالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي والسفارات الأوروبية والمعاهد الثقافية التابعة للاتحاد والهيئة الملكية للأفلام.
فيما تقام العروض كل يوم في واحد من هذه المراكز وهي؛ معهد غوته الألماني والمعهد الثقافي الفرنسي ومعهد ثربانتس الأسباني، ويستمر المهرجان حتى الأول من الشهر المقبل.
وتغلب الرغبة بالحياة وهموم العيش ومخاوف التأقلم والصراع الداخلي وعدم التكيف مع المحيط الخارجي، والعلاقات الأسرية والحواجز الثقافية على مضمون العروض السينمائية وتنوعها الكبير وارتباطها بالحياة العصرية ومتغيرانها بين علاقات شخصية أو عامة.
أما فيلم الافتتاح "كوكو والأشباح" الذي سيعرض في الثامنة والنصف من مساء اليوم في المعهد الثقافي الفرنسي، فهو من وحي قصة تحمل الاسم نفسه لوالد المخرج، وتدور أحداثه حول صبي صغير اسمه كوكو، الذي ينتقل من قريته إلى زغراب، ليباشر التحقيق في قضية عن رجل بخيل توفي في ظروف غامضة كان يعيش في الشقة التي انتقل للعيش بها برفقة عائلته.
وبمساعدة أصدقائه الجدد يباشر كوكو مغامرته في حكاية مليئة بالتشويق، علما أن الفيلم ينتمي للقصص الشعبية الكرواتية، وفاز بالعديد من الجوائز.
"كوكو والأشباح" فيلم عائلي يستند إلى سلسلة روايات كرواتية شهيرة للصغار والكبار حول بطل في الثانية عشرة من العمر يتصف بالشجاعة الكافية لقمع مخاوفه ولديه ما يكفي من الذكاء لحل ألغاز كبيرة.
فيما تشمل عروض المهرجان التي تستمر حتى  الخميس المقبل،  فيلم"For Some Inexplicable Reason" لمخرجه الهنغاري غابور ريسز ويعرض في معهد ثربانتس.
وتدور أحداث الفيلم، وهو من إنتاج العام الحالي، حول هموم الشباب، ويتأثر الفيلم بأفلام الموجة الجديدة الفرنسية والأفلام الكوميدية الصامتة، وتتناول مشاهده رغبة الشباب في المغادرة بسبب المزاج العام الذي يغلب عليه طابع الحزن واليأس وتسيطر عليه أحلام الهجرة، من خلال حكاية الشاب ارون ولعب دوره الممثل ارون فرنينزيزك.
وشارك الفيلم في عدة مهرجانات سينمائية دولية، منها؛ مسابقة غرب الشرق في مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي ومسابقة المتوازيات والمواجهات في مهرجان "باليك" السينمائي الدولي ومهرجان بوردو السينمائي ومهرجان "سيني إيست" للأفلام وقسم بانوراما في مهرجان "كوتبوس" السينمائي.
 أما الفيلم الإسباني "A Gun in Each Hand" لمخرجه سيسك غاي، وهو من إنتاج العام 2012، فيدور حول مواقف في الحياة اليومية والصراع الرئيسي حول أزمة الهوية الذكورية، لثمانية رجال يمرون في مشاعر غريبة وسلوكيات لا يكشفون عنها بالعادة وبصورة هزلية ومتناقضة.
وحاز الفيلم جوائز غاودي لأفضل فيلم غير ناطق باللغة الكتالونية وأفضل سيناريو وأفضل ممثلة وأفضل ممثل في دور ثانوي. كما حاز جائزة غويا لأفضل ممثلة مساعدة.
وتشمل العروض أيضا فيلم "تنين الجليد " للمخرج السويدي مارتن هوغدال، وهو حول الصبي" ميك" ذو11 عاما،  حيث يضطر للانتقال من منزله بسبب الظروف الاقتصادية لوالده.
الفيلم يتناول الصراع الذي يخوضه ميك من خلال صداقة مع محيطه والحاجة للحب، والأسرة وأهميتها للطفل ليعيش بشكل طبيعي وأحلامه ومخاوفه.
وحاز الفيلم جائزة أفضل فيلم للأطفال في مهرجان بوف السينمائي الدولي وجائزة أفضل مؤثرات بصرية في حفل جوائز "جولد باغ".
أما الفيلم الفرنسي "سلسلة حفلات زفاف سيئة" للمخرج فيليب دو شيفرون، فهو يدور في إطار كوميدي حول الزواج المختلط  بين ديانات وثقافات متعددة والصراع الذي تقع فيه العائلات والأطراف كاملة.
هذا وتشمل فعاليات المهرجان التي انطلقت في محافظات المملكة قبل شهر 13 فيلما، وعروض منوعة في الجامعات، بغية الخروج من نطاق العاصمة وتوزيع العروض في كل مكان لاتاحة الفرصة للجمهور بالتمتع بها وتذوق هذا الفن المميز.
ولا تخلو العروض من الأفلام الوثائقية مثل الفيلم الألماني "الجد والجدة-حب يجمع بين بايرن والهند" للمخرجتين فرانشيسكا سكوننبرغر وجاياكريشانان سوبرامانيان.
ويدور الفيلم حول قصة حب بين طرفين مختلفين، ليقدم نموذج التأقلم مع عادات مغايرة وعالم جديد بغية التغلب على الحواجز الثقافية بينهما.
وترشح الفيلم لجائزة "حوار في منظور" في مهرجان برلين السينمائي الدولي وجائزة مواهب الفيلم الوثائقي في مهرجان ميونيخ السينمائي الدولي.
والحب حاضر أيضا في هذه العروض كما في فيلم " سبتمبر" لمخرجته اليونانية بيني بانايوتوبولو، وهو فيلم يتناول الوحدة التي تعيشها امرأة ثلاثينية، وسط محاولات الانطلاق في بدايات جديدة والتغيرات والتحولات التي ترافق هذه البدايات. شارك الفيلم في مسابقة مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي في دورته الـ 48.
إلى جانب الفيلم التحريكي ("ليزا" فتاة الليمون و"ماروك" صبي البرتقال: قصة حب سريعة) للمخرج مايت لاس وهو إيطالي، الذي يتناول بشكل مباشر الهجرة غير الشرعية من خلال قصة حب تجمع بين صبي البرتقال "ماروك"، وهو مهاجر عبر البحر، وفتاة الليمون "ليزا"، التي تجمع الأصداف البحرية وكثيرا ما تحلم بالحب.
ويتسم "ماروك" بالشجاعة والبطولة، إلا أنه محكوم بالتعصب ومقيد بالفقر. في حين تكون "ليزا" إبنة رجل أعمال ثري يمتلك مزرعة لصناعة صلصة الطماطم.
الفيلم بطابع اوبرالي غنائي، ثلاثي الأبعاد، وترشح الفيلم لجائزة أفضل فيلم طويل في مهرجان "آنسي" الدولي للأفلام التحريكية وجائزة الفيلم الإستوني وجائزة "ترايدنز" في مهرجان ليالي تالين السوداء للأفلام. 
ويبقى القول أن غالبية العروض أيضا تركز على العلاقات الأسرية وهي تناسب العائلة، وتعكس أهمية هذه الروابط  والطفل وعالمه، فضلا عن عروض أخرى تغني ذائقة المشاهد السينمائية، نظرا لتاريخ مهرجان الفيلم الأوروبي الذي يمتد لـ26 عاما.