القبة الحديدية

يديعوت أحرونوت

شموئيل زكاي  13/3/2012

إن جولة القتال الحالية في الجنوب والنجاح النسبي لنظام "القبة الحديدية" قد يحدثان وهما خطيرا كأن هذا النظام قادر على أن يحل المشكلات المعقدة التي قد تواجهها اسرائيل هناك في المستقبل القريب.اضافة اعلان
إن صوت الذين أوكلت اليهم القبة الحديدية، والذي هو صلف أحيانا منتشٍ بنشوة النجاح المدهش مع استهانة بقوة الجانب الفلسطيني الذي بُني في القطاع، كما يُسمع من بعض المتحدثين في الأيام الاخيرة - يثيران القلق.
لا يجوز لحكومة اسرائيل ان تكرر أخطاء الماضي. والقبة الحديدية لن تحل المشكلات المعقدة في الجنوب. لا يشير اغتيال زهير القيسي الى قدرة عملياتية ممتازة للجيش الاسرائيلي فحسب بل هو تعبير في الأساس عن تزايد الاتجاهات المقلقة في غزة.
إن سقوط النظام في مصر وتحول سيناء الى ساحة للعمليات المسلحة، قدرة الجيش الاسرائيلي على العمل فيها غير موجودة، أحدثا ضرورة يمكن ان يتم إحباط العمليات المرسلة الى مصر في سيناء فقط.
إن توجه العمل المسلح الى الخارج أنشأ وضعا لا مناص معه لاسرائيل سوى ان تضرب قادة المنظمات لكنه أحدث ايضا معادلة خطيرة يتم معها بعد كل اغتيال مسؤول كبير من غزة إطلاق واسع النطاق يجعل مليون اسرائيلي رهائن.
هذه المعادلة خطيرة ينبغي تغييرها ولا تجوز الاستهانة بالمنظمات التي أحدثتها. ولا تستطيع اسرائيل للخروج من الشرك ان تكتفي بتقوية نظام الدفاع - من الغرف الحصينة الى نظم اعتراض فعالة.
يجب على الحكومة أن تدرك أنه نشأ وضع جديد في الجنوب. وأن تصدير العمل المسلح من غزة الى سيناء يوجب نظاما دفاعيا أكثر فاعلية بحيث يمكن تثبيط محاولات لا بإصابة قادة المنظمات فقط (الذين ينشأ ورثة بدلا منهم فورا).
لا يشير اغتيال القيسي كما قلنا آنفا الى القدرة الاستخبارية والعملياتية عند الجيش الاسرائيلي فقط بل الى عمق المشكلة ايضا. فسحق الردع الذي أُحرز بعملية "الرصاص المصبوب" وسيطرة حماس المحدودة على المنظمات الاخرى وتعززها العسكري ولاسيما الجهاد الإسلامي تُقرّب اللحظة التي ستكون فيها عملية برية كبيرة أمرا يقتضيه الواقع.
يجب أن نحدد من الآن ما هو هدف هذه العملية وما هو الإنجاز المطلوب وما هو النظام الذي سيفضي الى إنهاء العملية بشروط تريح اسرائيل ويمنع الانجرار الى غرق جديد في وحل غزة. ويجب على اسرائيل ايضا ان تنشئ قاعدة تأييد دولي وتفهم لضرورة هذه العملية.
يجب أن يأخذ توقيت العملية في حسابه عوامل الانتخابات في الولايات المتحدة وحساسية نظام الحكم في مصر وكونه عامل ضبط، وخطر صرف انتباه العالم عن المذبحة في سورية الى صراخ الفلسطينيين، والمحاولة التي سيقومون بها لإحداث شعور مذبحة وكارثة إنسانية. ويجب ان يؤخذ في الحسبان بالطبع ايضا تأثير العملية في العلاقات مع الأردن وتركيا.
وفي الخلاصة لا يجوز لنا ان تدور برؤوسنا نجاحات "القبة الحديدية" ومنعة الجبهة الداخلية المدهشة، فكل ذلك محدود بالوقت. وقد تُجر اسرائيل من غير مبادرة هجومية مدروسة في غضون وقت قصير نسبيا الى جولات تصعيد أخرى. إن وهم أن "القبة الحديدية" ستكون الرد في جولات المستقبل مخطوء وخطير.