القتل في سيناء: موضعي وليس شاملا

إسرائيل هيوم

ايال زيسر   8/8/2016

أعلن الجيش المصري في نهاية الاسبوع أنه قتل قائد داعش في سيناء، أبو دعاء الأنصاري، الذي تُنسب اليه قضية اسقاط طائرة الركاب الروسية في تشرين الاول 2015، وقائمة طويلة من العمليات الارهابية ضد اهداف في مصر وفي إسرائيل على طول الحدود الإسرائيلية المصرية.اضافة اعلان
التصفية هي شهادة على النجاح الذي يحققه المصريون في صراعهم، وبمساعدة معنوية من إسرائيل ضد المتطرفين الذين حولوا سيناء إلى معقل لهم. مثلما تزعم إسرائيل في حالات مشابهة، فإن أهمية التصفية ليست فقط في تصفية الحساب الماضي أو الردع من اجل المستقبل، بل ايضا في منع وإفشال عمليات خطط لها وكان سينفذها تنظيم داعش في سيناء.
 لكن من مثل إسرائيل يعرف أن الحاق الضرر برأس الافعى لا يعني بالضرورة القضاء على كل التنظيم. ذراع داعش في سيناء يعتمد على تنظيم انصار بيت المقدس الذي بدأ عمله بعد الثورة في مصر ضد مبارك في 2011. ربطت المنظمة نفسها في البداية مع القاعدة ونفذت باسمها عملية شديدة ضد إسرائيل في آب 2012. ولكن في تشرين الثاني 2014 أعلنت ولاءها لداعش.
 المنظمة تعتمد على قبائل البدو في سيناء الذين يعتبرون أنهم مُهملين من السلطة المركزية في القاهرة غير الموجودة في المناطق الواسعة في سيناء ولا تقوم بتقديم المساعدة الاقتصادية لهم. داعش في المقابل يعيش بينهم ويكافئهم بيد سخية مقابل المساعدات التي يقدمونها.
 قال المصريون إن قتل قائد داعش تم من خلال القصف الجوي، الامر الذي يشير إلى النجاح التنفيذي والاستخباري. ولكن ايضا يؤكد قيود العمل ضد داعش الذي يتم مثلما في سورية بواسطة الطائرات لا بواسطة القوات البرية، التي هي القوة الوحيدة القادرة على اقتلاع رجال داعش من مواقعهم.
 واذا ذكرنا إسرائيل، في الفيلم الذي نشره داعش قبل القضاء على قائدهم، اتهموا إسرائيل بمساعدة الجيش المصري في الحرب ضدهم، وزعموا أن طائراتها تشارك في قصف اهداف التنظيم في سيناء. ووعدوا بتصفية الحساب مع إسرائيل وبأنها ستدفع ثمنا باهظا. ها هو نجاح مصري، لكن ثمنع قد يكون تجاهنا.
 في ليبيا ايضا يشتعل الصراع على الدولة المفككة بعد أن بدأت الطائرات الامريكية تشارك في قصف مواقع داعش هناك. يبدو أن الامريكيين توصلوا إلى استنتاج، حتى لو متأخرا ومترددا، أنه من الافضل العمل قبل تحول ليبيا كلها إلى مكان يسيطر عليه داعش مع كل ما يعنيه ذلك لمصر وتونس وايضا لاوروبا التي وراء البحار.
  لقد حدثت تحولات في الاسبوع الماضي في سورية ايضا، حيث أعلن قائد جبهة النصرة عن انفصاله عن القاعدة التي انتمى اليها مع بدء العمل في سورية قبل ثلاث سنوات. الحديث يدور عن طلاق متفق عليه، حيث أن قادة القاعدة وافقوا على ذلك، الامر الذي يثير الشكوك اذا كان الحديث عن انفصال حقيقي أم خطوة نابعة من الضائقة تهدف إلى تجنيد تأييد السعودية وقطر وتركيا وايضا من اجل الفوز بالحصانة أمام الضربات الامريكية والروسية لقواعد المنظمة في جميع ارجاء سورية.
 صحيح أن جبهة النصرة هي توأم داعش، وكانت مرتبطة به لفترة طويلة. ولكن على عكس داعش، اظهرت ضبط النفس والاعتدال. وتعاون مقاتلوها مع مجموعات متمردة معتدلة في سورية. والامر الاهم هو أنهم حافظوا على الهدوء على طول الحدود المشتركة بينهم وبين إسرائيل في هضبة الجولان. ولكن المستقبل فقط هو الذي سيقرر اذا كان الحديث يدور عن خدعة أو تغيير حقيقي في وجهة المنظمة.
إن تجربة منظمات الجهاد في الشرق الاوسط باقامة مواقع جغرافية لم تنجح. التطرف وعدم الاستعداد لابداء المرونة يضر بهم. ولكن الصراع ضدهم بعيد عن أن ينتهي. واضراره سيئة حتى لو كانوا غير مسيطرين على مناطق جغرافية كما تؤكد العمليات في جميع انحاء اوروبا في الأشهر الأخيرة.