القدس محور حياة المقدسيين

ليست جديدة المعلومات التي نشرتها منظمة "هيومن رايتس ووتش" حول الممارسات العنصرية الصهيونية التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد المقدسيين   لتهجيرهم وحرمانهم من الاقامة في القدس المحتلة، فهي معروفة للفلسطينيين وخصوصا المقدسيين الذين يقاومون يوميا الاجراءات الاسرائيلية العدوانية التي هدفها الأول تهجير المقدسيين بعد احالة حياتهم اليومية إلى جحيم.اضافة اعلان
ولكن، الجديد أن تأتي هذه المعلومات من منظمة عالمية تعنى بحقوق الانسان، وترصد الانتهاكات التي تقع على الانسان في كل العالم. إنها جهة لا يمكن اتهامها بالانحياز للفلسطينيين والمقدسيين، فهي معنية برصد الانتهاكات على حقوق الانسان في كافة انحاء العالم وكشفها على الملأ.
المعلومات التي كشفتها "هيومن رايتس ووتش" يجب أن تهز الضمير العالمي، وأن تدفعه لنصرة المقدسيين، والضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف هذه الاجراءات العنصرية والتهويدية والاستيطانية.
من الملاحظات التي يظهرها تقرير المنظمة الحقوقية العالمية، أن الاجراءات الإسرائيلية بدأت منذ احتلال القدس في العام 1967، ولم تتوقف منذ ذلك الوقت، بل على العكس زادت وتوسعت واشتدت وطأتها على المقدسيين.
كما يظهر التقرير، أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي، تتحين الفرص، وتخلقها، للضغط على المقدسيين، وتستخدم اساليب غير قانونية وغير انسانية وعدوانية لسلب المقدسيين ممتلكاتهم، وحرمانهم من الاقامة في مدينتهم المقدسة.
 وتتفنن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لخلق الفرص لسحب الاقامة بالقدس للمقدسيين، وتضع قوانين وآليات خاصة من اجل ذلك، ومن هذه الاليات المثيرة للاستغراب، إلغاء إقامة  المقدسيين الذين لم يعملوا للحفاظ على القدس "كمحور لحياتهم". وهذا يعني، سحب الاقامة من المقدسيين الذين يغادرون القدس للدراسة، او للعمل حتى ولو في مدن فلسطينية قريبة من القدس، أو للزيارة.
 إن سلطات الاحتلال، تعرف أن القدس محور حياة المقدسيين، ولكنها، تعرف أن بعضهم يحتاج للعمل، أو السفر للدراسة وغيرها، ما يتيح لها أن تسحب إقاماتهم بسرعة. إن سلطات الاحتلال تضع المقدسيين في سجن مغلق، وتفرض عليهم قوانين عنصرية لصالح اليهود في المدينة المقدسة، والهدف زيادة أعداد اليهود بالمدينة المقدسة على حساب اصحاب الارض الاصليين المقدسيين.
يكشف التقرير، العديد من الاجراءات الاسرائيلية العنصرية ضد المقدسيين، ما يوجب العمل لدعم المقدسيين لمواجهة هذه الاجراءات الظالمة والعنصرية.
ومع ذلك، لن تستطيع هذه الاجراءات مهما كانت قاسية تركيع المقدسيين، وسيبقون شوكة في حلق الكيان العنصري الصهيوني.