القدس وجلالة الملك

عبدالله غوشه

في عيد جلالته وفي الذكرى الثانية والعشرين للوفاء والبيعة واستلام جلالة الملك عبدالله بن الحسين لسلطاته الدستورية فإن قضية القدس والمقدسات الاسلامية كانت وما تزال استمرارا للإرث الهاشمي في الدفاع عنها في كل المناسبات وعند المفاصل السياسية الدولية وهي علاقة تراثية عقائدية وجزء من التاريخ الهاشمي الاسلامي والدور التاريخي الذي قاده الهاشميون منذ الشريف الحسين بن علي والملك المؤسس عبدالله والملك الباني الحسين بن طلال واستمر بذلك الدور التاريخي جلالة الملك عبدالله بن الحسين حفظه الله.اضافة اعلان
فجلالته صاحب حنكة سياسية يستطيع من خلالها ايصال رسائله للعالم بأن القدس خط احمر اضافة لتوظيف زياراته واتصالاته مع قادة الرأي ووسائل الاعلام العالمية للحفاظ على هوية القدس العربية الاسلامية.
لقد كانت فترة الرئيس الاميركي السابق ترامب هي من اصعب الفترات التي مرت على القضية الفلسطينية وعلى مدينة القدس فعلى الرغم من الضغوط الهائلة التي مورست على الاردن وعلى جلالته من قبل اميركا والازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وحالة التفكك والفوضى بالمنطقة الا ان جلالته قد وقف حاجزا منيعا ضد الاهداف والقرارات التي تستهدف القضية الفلسطينية ومدينه القدس، فعندما قرر ترامب في 6/12/2017 نقل سفارة بلاده في الكيان الصهيوني الى القدس استجابة لضغوط اليمين المتطرف واللوبي الصهيوني قاد جلالته الدبلوماسية الاردنية وصدر قرار حول القدس من الجمعية العامة للامم المتحدة بأغلبية 128 دولة لصالح عدم تغيير الوضع القانوني او طابع المدينة او تركيبتها او مركزها تلاه مشروع قرار لمجلس الامن صوتت عليه غالبية الدول مقابل الفيتو الاميركي،
وحذر جلالته من خطورة اي قرار خارج حل شامل بتحقيق اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وان القدس هي مفتاح تحقيق السلام والاستقرار وان القرار الاميركي سيكون له انعكاسات خطيرة على تحقيق الامن والاستقرار بالمنطقة
وجاءت صفقة القرن التي اراد بها ترامب وكوشنير تصفية القضية الفلسطينية ليرد عليها جلالته بأن القدس خط احمر ولا للتوطين ولا للوطن البديل ,,,,, وذهب ترامب وبقي الموقف الاردني الصلب واتحد الموقف الدولي تجاه القدس.
إن دعم جلالة الملك للمدينة المقدسة اتخذ عدة اشكال وطرق اضافة للجانب السياسي فانه يولي المقدسات الاسلامية والمسيحية جل اهتمامه للحفاظ عليها وهذا ما يتضح باستكمال اعمال الاعمار الهاشمي بعدة مراحل والدعم المعنوي والفني والمالي، وان عمليات الاعمار الهاشمي ابتدأت منذ العام 1922 تلاها الاعمار الهاشمي الثاني والثالث واستمرت مع جلالته، وان دور الاردن التاريخي يعطي الهاشميين حق الوصاية عليها والدفاع عنها وهذا ما تجلى بعام 2013 حين وقع جلالته مع الرئيس الفلسطيني اتفاقية تعطي حق الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات.
ان دور جلالته بالدفاع عن القدس ودعم صمود ابنائها والذين يعيشون ظروفا معيشية صعبة والذين يشكلون 37 % من عدد سكان المدينة بإيجاد التسهيلات الملائمة لصمودهم ودعم جهود الاوقاف الاسلامية بالقدس وتجلت المواقف بأكثر من مناسبة ونذكر منها عندما ثبتت اسرائيل كاميرات المراقبة العام 2017 عند مداخل المسجد الاقصى وانتفض المقدسيون فكان جلالته الداعم الرئيس لهم في مطالبهم.
لقد جاءت الورقة النقاشية الثالثة لجلالة الملك والتي تؤكد دور الملكية الهاشمية بأنها صوت الاردنيين والاردنيات وحماية لقيمنا الاردنية الاصيلة وهو ما يترتب عليه مسؤولية حماية تراثنا الديني، وهذا ما تبين عبر التاريخ بدور الجيش العربي في الذود وحماية مدينة القدس في عدة حروب ومعارك وقدم الاردنيون الشهداء وامتزج الدم الاردني والدم الفلسطيني لحماية أطهر بقاع المعمورة.
ان جهود جلالته كبيرة ومخلصة كهاشمي في الدفاع عن القدس وهي رسالة سطرها الهاشميون وان القدس والمقدسات خط احمر وانها مفتاح السلام والامن والاستقرار