خالد خطاطبة
لا يخفى على أحد، مدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها، على صنُاع القرار في الرياضة الأردنية، خاصة على الصعيد الفني المتعلق بالمنتخبات الوطنية والأندية، ولكن أن يصل الأمر إلى حد صناعة القرار نفسه كما يجري حاليا، فهنا تكمن المصيبة.
في الشارع الرياضي المحلي، اتجه لاعبون ومدربون وإداريون إلى مواقع التواصل الاجتماعي، بحثا عن مكاسب «مستحقة أو غير مستحقة»، ايمانا منهم بقدرة هذه المواقع على التأثير، بعد أن فشلت وسائل أخرى حاولوا سلوكها للوصول إلى مبتغاهم.
من المقبول أن يلجأ الرياضي إلى الوسيلة التي يراها مناسبة لطرح مشكلته وقضيته، بحثا عن الانصاف «وفق وجهة نظره»، لكن من غير المقبول أن يجد هذا الطرح آذانا صاغية من قبل صناع القرار، دون أن تكون هناك مبررات وطروحات مقبولة ومنطقية ومنصفة.
في الرياضة الأردنية، يتم الاستجابة لأصحاب الصوت العالي والمنابر «الرنانة» على مواقع التواصل الاجتماعي، بغض النظر عن أحقيتهم، وذلك رغبة في اسكاتهم وايقاف «شوشرتهم»، فيما يتم إغفال حقوق نجوم في مختلف الرياضات، لجأوا إلى طرح منطقي لقضاياهم (بعيدا عن «الشو» والاستعراض) ودون إساءة أو تشهير ودون اللجوء لمواقع التواصل، وهو ما لم يجد نفعا.
من غير المقبول، أـن يستمع صناع القرار في المنتخبات الوطنية والأندية، ومختلف الاتحادات الرياضية، لشخص استخدم “الفيسبوك”، للحصول على حق ليس حقه، فالمسؤول الرياضي في الوقت الحالي، بات يبحث عن اسكات أصوات المتحدثين على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى لو كان ذلك على حساب منحهم حقوقا ليست لهم، وحتى لو كان ذلك على حساب أصحاب الحق الذين لا يجيدون المهاترات والغمز واللمز على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل.
من المؤسف أن مواقع التواصل أصبحت في بعض الأحيان منابر لتزييف الحقائق (رغم وجود صفحات متزنة ومساهمة في كشف الحقائق بكل مصداقية وتواضع وأمانة)، ومن المعيب أن يلجأ رياضيون باسماء مستعارة أو بتوجيه من أحد الأشخاص المقربين، للرمي بفكرة غير صحيحة، أو تسريب معلومات غير دقيقة، للنيل من زميل، أو للحصول على حق في غير مكانه.
أذكر يوما أن أحد اللاعبين المحبوبين، شاط غضبا بسبب عدم استدعائه لصفوف المنتخب الوطني لكرة القدم، ما دفعه لاستئجار أشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة به، والاشادة بقدراته، وتوجيه انتقاد للمدرب لعدم اختياره، لتغرق صفحات مواقع التواصل باسم اللاعب وصوره، والمناداة بضرورة المطالبة بعودته للمنتخب، وهو ما استجاب له المدرب الذي خيل إليه أن جميع سكان الأردن يطالبون بهذا اللاعب، رغم أن هذا المطلب فقط هو مطلب اللاعب نفسه.
في الرياضة الأردنية بشكل عام، وكرة القدم بشكل خاص، يرتفع اعداد المغردين باسماء مستعارة، أو الموجهين والمدفوعين من أشخاص آخرين، ما يربك المشهد، ويتسبب في ظلم الكثيرين وهم الغالبية الصامتة، فيما تذهب الحقوق للمشاكسين على مواقع التواصل والذين يعرفون من اين تؤكل الكتف.
أحد النجوم علق على الموضوع قائلا : مواقع التواصل صنعت وزراء ومسؤولين، تألقوا في التنظير والنقد على صفحاتهم، ليتم اسكاتهم بمكافأتهم بمناصب على حساب أناس هم أكثر حكمة وكفاءة، والرياضة ليست ببعيدة عن ذلك.. حسبنا الله ونعم الوكيل».
المقال السابق للكاتب
للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا
اضافة اعلان