القلق الاجتماعي.. كيفية المواجهة والعلاج؟

ترجمة: أفنان أبو عريضة

عمان- إن كنت تشعر بالتوتر وعدم الراحة في المواقف الاجتماعية– وتشعر أنك مراقب كما لو أنك تحت مجهر، وأن الجميع ينتظر أي هفوة منك، ولذلك ينتهي بك الأمر بالفعل بالقيام أو بقول شيء محرج– فأنت لست وحدك. وكما تظهر الإحصائيات، فإن 15 مليون أميركي يعانون من مشاعر مشابهة في المواقف الاجتماعية. وقد تكون هذه المعاناة مصاحبة لك منذ الطفولة، إذ إن دراسات علم النفس تشير إلى أن اضطراب القلق الاجتماعي يبدأ بالظهور خلال سنين المراهقة الأولى. لكن لا داعي للخوف فالتغلب على هذا الاضطراب في متناول الجميع. بحسب ما نشر موقع "سايكولوجي توداي"اضافة اعلان
معلومات مهمة عن القلق الاجتماعي
● يعاني الملايين من القلق الاجتماعي والذي يسبب إحساساً عميقاً لدى الفرد بعيوبه.
● يعد القلق الاجتماعي مكوناً من مكونات الرغبة الملحة بالعناية بالآخرين في جميع المواقف الاجتماعية.
● عادة ما تكون مخاوف الفرد من الإحراج اجتماعياً ليست أكثر من تخيلات.
يجد العديدون صعوبة في تعريف القلق الاجتماعي والذي تعرفه الطبيبة النفسية إلين هيندريكسن بأنه ببساطة "رؤية عيوبك الشخصية أينما نظرت"، كما لو أن كل موقف اجتماعي تمر به ينتهي بكشف عيوبك؛ وهي الصفات التي تتصورها محرجة أو التي لا تحبها في نفسك، كشكلك الخارجي أو شخصيتك. القلق الاجتماعي يعطيك الانطباع بأن الآخرين يستطيعون رؤية أسوأ ما فيك وتباعاً سوف يقومون بالحكم عليك، والذي يجعلك تشعر بالرغبة في الهرب أو الاختباء بعيداً عن أنظار الجميع.
ربما ترغب في معرفة أن القلق الاجتماعي ليس سيئاً تماماً. حيث تصفه الدكتورة إلين بأنه "باقة متكاملة"، ففي الواقع الوعي الكبير للعيوب الشخصية هو مفيد أيضاً. إذ إنه يتأصل في امتلاك الفرد معايير مرتفعة والشعور بالحب والاهتمام تجاه الغير– والذي يكون مصدره رغبة ملحة بالتعاطف وتقديم العون لمن حوله. وتصف إلين الأفراد الذين يعانون من القلق الاجتماعي بأنهم عادة ما يكونون مستمعين ممتازين ومتعاطفين فذين، والذين يرغبون بأن تكون جميع علاقاتهم مع الناس جيدة وإيجابية. ويكون قلقهم الاجتماعي تجسيداً لرغبتهم بتحسين علاقاتهم الاجتماعية بقدر المستطاع.
بالرغم من ذلك، يوجد بعض المهارات العملية التي يمكن أن تساعد في التغلب على القلق الاجتماعي. بدايةً، يستحسن قيامك بتحديد الأفكار والتوقعات التي تمر بها في المواقف الاجتماعية والتي تثير فيك الفزع والإحراج. ما الذي تتوقع حدوثه بالضبط والذي سيودي بك إلى الشعور بالإذلال وعدم الراحة؟ في أي التجمعات تميل هذه المشاعر إلى الظهور؟ هذه الأسئلة مهمة، إذ إن خوف الأفراد من المواقف الاجتماعية يرجع في العادة إلى فكرة الشخص عن المخاطر المحتملة للفشل في علاقاته الاجتماعية.
إن كنت تشك في امتلاكك هذا النوع من القلق، قيامك بهذا التمرين قد يفيدك. خذ ورقة وقلم وقم بكتابة أكثر المواقف الاجتماعية التي تخشى تعرضك لها، ومع من؟ وما ردة الفعل التي تخشاها؟ عند تحديدك التوقعات السلبية التي تترقبها، ستتمكن من الإطاحة بها. ربما تكون متخوفاً من سخرية الآخرين منك، في هذه الحالة قم بسؤال نفسك هذه الأسئلة عند الشعور بالقلق المرة القادمة: هل عادةً ما يسخر منك الآخرون؟ متى حصل ذلك ومن كان هناك؟ هل من المحتمل قيام من حولك الآن بالسخرية منك؟ هل سوف يقومون بالسخرية من أكثر صفاتك حساسية؟ الجواب عادة ما يكون لا، وإن كانت الإجابة نعم، فإن احتمالية حدوث ذلك على أرض الواقع تكون ضئيلة جدآ. وإن قام فعلاً أحد بالسخرية منك، هل سيكون الضرر بالسوء الذي تتصوره؟ أم أنه سيكون موقفاً غير مريح لا أكثر؟ هل يوجد أي شيء يمكن أن تقوم به لتتجنب هكذا موقف؟
يمكنك في مخيلتك بناء خطة أو استراتيجية تمكنك من تخطي هكذا تجربة سيئة في حال وقوعها، بطريقة عملية لكن متسامحة وودودة في الوقت ذاته. التفكير بواقعية يستطيع مساعدتك على إعادة تشكيل المواقف الاجتماعية المدمرة المحتمل وقوعها، قد لا تتمكن من التخلص من هكذا مواقف نهائياً لكن الضرر الناجم عنها سيكون أقل بكثير.
قد تتساءل عما يمكن فعله في حال عدم قدرتك على التعرف على مخاوفك أو فشلك في مواجهتها؟ لا بأس، لا ضرر في الذهاب إلى حفلة والتكلم مع أقل عدد ممكن من الأشخاص أو حتى تجنب الخوض في الحديث مطلقاً والاكتفاء بالمشاهدة من زاويتك. أو ربما قد تفضل القيام بمساعدة صاحب الحفلة وغسل الأطباق لتتخلص من التوتر وتتجنب التكلم مع أحد.