القنبلة الايرانية: ازدياد العلامات المقلقة

القنبلة الايرانية: ازدياد العلامات المقلقة
القنبلة الايرانية: ازدياد العلامات المقلقة

إسرائيل اليوم

دوري غولد

5/8/2009

ذكرت صحيفة التايمز اللندنية، أن إيران أتمت الاستعدادات التكنولوجية المطلوبة لانتاج رأس صاروخي ذري واستعماله. وتنتظر قيادة الدولة العسكرية الآن التصديق النهائي للزعيم الاعلى آية الله علي خامنئي قبل ان تتم العمل.

اضافة اعلان

تبدو المعطيات البريطانية صادقة في ضوء التقدم الإيراني الذي تصفه التقارير المكشوفة للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقد بين تقرير الوكالة في التاسع عشر من شباط (فبراير) ان الإيرانيين نجحوا في انتاج نحو 1000 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب ذي المستوى المنخفض. ويقول تقرير شهر حزيران (يونيو)، إنهم نجحوا في ان يضيفوا الى هذا الاحتياطي 30 في المائة، أي اصبح عندهم 1300 كيلوغرام. وبحسب تقديرات جهات مختصة في الولايات المتحدة، تحتاج إيران الى 700 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب ذي المستوى المنخفض لانتاج 20 كيلوغراما من اليورانيوم ذي المستوى العالي، أي في مستوى استعمال عسكري. وتتحدث تقديرات اخرى عن 30 كيلوغراما على انها الكمية الدنيا المطلوبة.

من الواضح انه اذا كانت هناك منشآت ذرية غير مدرجة في تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فان الكميات قد تكون اكبر. ومهما يكن الامر، ومع افتراض ان تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية دقيقة، فإن ما يفصل بين ايران والقنبلة هو قرار سياسي في اعلى مستوى. لهذا يحسن ان نتنبه الى الجدل الذي ثار في الولايات المتحدة حول نوايا آية الله علي خامنئي بالنسبة للموضوع الذري.

يعد فريد زكريا اهم خبير بالعلاقات الدولية بين النخبة المثقفة في الولايات المتحدة. ويعمل زكريا محررا دوليا في مجلة "نيوزويك" ومقدما لبرنامج في موضوع السياسة الخارجية في الـ سي.ان.ان. وقد قرأ الرئيس اوباما كتابه الاخير . زعم زكريا في مقالة افتتاحية متحرشة في صحيفة "نيوزويك" في شهر ايار (مايو) الاخير ان خامنئي لن يعطي امر انتاج القنبلة لان سلفه في منصبه آية الله الخميني، عرف السلاح الذري بانه "غير اسلامي"؛ واصدر خامنئي نفسه فتوى وصفت السلاح الذري بانه "غير اخلاقي" .

قبل ان يثير زكريا هذا الزعم، عرض دبلوماسيون ايرانيون بأنفسهم زعما مشابها على الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال العام 2005.

مقابل ذلك، ينبغي ان نؤكد انه بحسب المعلومات التي تمتلكها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا مكان للاطمئنان الى الخطط الإيرانية بناء على ما مقال زكريا انها المواقف الدينية للقيادة الإيرانية. بل شهد محمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، الذي احجم طول ولايته عن اتهام ايران بتطوير قدرة ذرية عسكرية، شهد مع استقالته في منتصف حزيران (يونيو) 2009 بأن إيران تطمح الى احراز سلاح ذري.

عرض علي هاينونن، وهو مراقب كبير من اصل فنلندي، في العام 2008 على سفراء في فيينا مادة استخبارية فصلت الطموح الايراني لانتاج رأس صاروخي ذري. واشتملت المادة على مخططات مفصلة لرؤوس صاروخية ذرية مخصصة للصاروخ "شهاب 3"، وكانت المعلومات اخذت من حاسوب منقول إيراني وقع في يدي الـ سي.أي.ايه. وهكذا تلقت الصورة الاستخبارية الأميركية عن إيران تأييدا من جهة دولية مستقلة.

ينبغي ان نذكر ان عضو برلمان ايرانيا، هو حجة الاسلام تقي رهبار، وهو عضو ايضا في القيادة الدينية، زعم قبل ذلك بسنة انه لا حدود من جهة الشريعة لانتاج سلاح ذري يكون وسيلة ردع. ينبغي ان نذكر ان لزكريا معلومات عامة كثيرة لكنه ليس خبيرا بايران. في المقابل، يزعم احد اهل البحث الرواد في اسرائيل، الدكتور شموئيل بار، الذي بحث الفتوى الذرية، ان مكتب الزعيم الاعلى الذي يحدث على نحو دائم تصريحات خامنئي لم يعرضها عرضا رسميا.

نشهد اليوم في الحقيقة ميل محللين رفيعي المستوى في الولايات المتحدة الى التقليل من قوة التهديد الايراني، على رغم معلومات وثيقة تثبت العكس. ان غايتهم هي اسماع صفير تطمين من اجل التأثير في ادارة اوباما للاكتفاء بمحادثة سياسية مع طهران وعدم الأخذ بسياسة صارمة لوقف البرنامج الذري. ويبدو انه في اثر الحرب في العراق يزداد تعب المحللين في سعيهم للوصول إلى تحديد شكل مواجهة التحدي الذي تعرضه طهران. وهذا الاتجاه يمثل طريقا للهرب من القرارات الصعبة التي سيضطر الغرب الى اتخاذها اثر اخفاق التفاوض الذري مع ايران في السنين الست الاخيرة.

وتشير نتائج البحث في العام الحالي لموضوع إيران إلى ازدياد المخاوف من ان تسلم الولايات المتحدة بقدرة ذرية إيرانية وان تعتمد على الردع لكبح جماح عدوان إيراني في المستقبل. وبعد محادثات كثيرة مع موظفين كبار في واشنطن، وصف روجر كوهين، محلل صحيفة "نيويورك تايمز"، هذه السياسة على انها اختيار لا مناص منه قد تأخذ به ادارة اوباما.

من البين ان لدولة إسرائيل عمل كثير تقوم به لبيان الآثار المدمرة على الشرق الاوسط كله – لا على إسرائيل فقط – اذا تسلحت إيران بسلاح ذري بالمستقبل غير البعيد.