الكرامة.. تاريخ لا ينسى

جهاد المنسي يوم الكرامة سيبقى تاريخا لا ينسى وسيبقى هذا التاريخ يوم الحادي والعشرين من آذار/ مارس من عام 1968 محفور في الذاكرة لا يغيب، وسيقى قادته مزروعين فينا لا تغيب ذكراهم، وستبقى ذكرى شهدائنا حاضرة في سفر التاريخ. فاليوم تمر ذكرى معركة الكرامة التي سطرنا فيها قصة صمود وتصد لأطماع صهاينة أرادوا عبور شرق نهر الأردن الخالد، ذكرى كان للقادة العسكريين كلمة الفصل العليا في الذود عن حياض الوطن وحدوده، ودحر آلة الصهاينة الذين اعتقدوا جزافا ان التهم العسكرية لا تهزم، وان جيشهم يستطيع الوصول الى ما يريد في الوقت الذي يشاء وفي التوقيت الذي يحدده. في الكرامة انقلب الصهاينة على أعقابهم، هزموا وتشتتوا، تركوا قتلاهم وهربوا، وخلفوا آليات عسكرية معطوبة، وشاهدوا تلاحم عز نظيره. ولأن الكرامة كانت اسما على مسمى فهي اثبتت ان عقيدة الجيش لا تتغير ابدا، وان الكيان الصهيوني عدوا كان وسيبقى، وان كل الاتفاقيات التي وقعت لن يكون لها ادنى اثر في تغيير عقيدتنا بأن هذا الكيان يحتل ارضا ليست له، وشتت شعبا مسالما من دياره، ودنس مقدسات نؤمن جميعا بقدسيتها. ولأن الكرامة ليست كلمة تحكى او بيت شعر ينظم وينتهي اثره، فهي ما تزال خالدة نستذكرها في كل حين، ونستذكر قادتها الكبار وعلى رأسهم وأبرزهم الفريق مشهور الجازي الذي كان قائدا عسكريا فذا، استطاع اجبار جيش المعتدين على التقهقر والتراجع ومن ثم الهزيمة والهرب، فلذكرى هذا القائد الخلود ولروحه السلام وله طيب الأثر. ولأن الكرامة ما تزال فينا نعيشها يوميا نستذكرها، نرويها لأولادنا كما رواها الآباء لنا، فمن حقنا ان نفخر بتعاضد وتلاحم الدم الواحد، وتصميم على النصر او الشهادة، ورواية كتبت بالدم وعمدت بالشهداء، وأينعت ربيعا اخضر في بيارات الغور وحواكيره، ورسمت على جبين الشمس شامة لا تزول او تغيب. ولأن الكرامة حاضرة فينا وأبطالها وشهدائها لا يغيبون عن بالنا مهما طويت السنين ومهما اختلفت الظروف وتبدلت الأحوال، فالثابت الذي لا يتغير ان هذا الكيان الصهيوني سيبقى عدونا الاول، ولن يزحزح قناعتنا تبدل الأوقات وتغير الأمزجة وتوقيع الاتفاقيات، فهذا العدو اثبت يوما بعد يوم عدم قناعته بالمواثيق، وعدم ايمانه بها، وضربه عرض الحائط بالتعهدات التي يقطعها والاتفاقيات التي يوقعها، وكيف لمثل هذا الكيان ان نصدقه وما يزال قادته العنصريون يرددون نشيدهم الفاشي يوميا مطالبين بالأرض من الفرات الى النيل. ولأن الكرامة عززت فينا معاني الفداء والبطولة، فإن هذا الشعب الأبي ما يزال وسيبقى يرفض التطبيع مع صهاينة ديدنهم القتل والسلب والنهب، كيان دنس المناطق المقدسة وتطاول على وصايتنا عليها، كيان سرق ماءنا وأثرنا وحارب جيشنا وتآمر على بلدنا وما يزال. ولان الكرامة، اسم نعتز به، فإننا سنبقى كابر عن كابر وجيل اثر جيل نعلن رفضنا لوجود هذا السرطان المرضي المسمى اسرائيل بيننا، وسنبقى مهما ضاقت بِنَا الدنيا على عهدنا وموقفنا صامدين ولعقيدتنا وثوابتنا متمسكين، ولقادتنا الذي سطروا معاني الفداء فخورين، ولتلاحمنا حافظين. المقال السابق للكاتب  للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنااضافة اعلان